الألعاب الإلكترونية تستوجب تكاتف المجتمع لحماية أبنائنا من سلبياتها

  • 9/8/2019
  • 00:00
  • 3
  • 0
  • 0
news-picture

لا يختلف اثنان على أن الألعاب الإلكترونية أصبحت من أكثر وسائل الترفيه التي تستهوي الغالبية العظمى من شباب وأطفال مختلف دول العالم، وكما أن لها أضرارا إلا أنها تعزز الذكاء والمهارات المعرفية لدى الأطفال لاستكشاف كل جديد في العلوم والتقنية. د. الشمري: قضاء الأطفال معظم أوقاتهم بين الألعاب الإلكترونية يفقدهم الكثير من القيم وتعد بعض هذه الألعاب شديدة الخطورة إذا لم تشدد الرقابة عليها وخصوصا من الأسرة التي تعد الدفاع الأول عن الأبناء، وكذلك الجهات المسؤولة كالتعليم والجهات الأمنية التي يجب أن تتعامل مع تلك الألعاب بإسلوب الترغيب والترهيب، لأنها إذا لم يتم العمل على تقنينها وتوجيهها بشكل يتناسب مع مراحلهم العمرية فسوف يكون غالبيتها فرصة لدعاة الشر لتروّج الأفكار المنحرفة والمتطرفة بين النشء. وتشير الدراسات والأبحاث إلى أن دول الشرق الأوسط وشمال أفريقيا سجلت رواجا كبيرا في سوق الألعاب الإلكترونية بسبب انجذاب كثير من الشباب والأطفال نحوها ما يستوجب تكاتف المجتمع بأفراده ومؤسساته لحماية أبنائنا من مخاطر تلك الألعاب وسلبياتها الفكرية والصحية، فكم شهدت المشافي من حالات أصيبت بتشنّجات نتيجة إدمانها الألعاب الإلكترونية.  >البدراني: «البلايستيشن» أكثرها استخداماً وخطورة وضعف الرقابة زاد من حجم المشكلة الأسرة أولاً ويطالب المختصون الأسر إلى أخذ احتياطاتها الوقائية من الألعاب الإلكترونية، والمساعدة على مواجهة التطرف الإلكتروني، وتعزيز الوعي لدى الأبناء خلال ممارستهم الألعاب الإلكترونية ومخاطرها التي لا تعد ولا تحصى، ومنها: أنها تتيح للمستخدمين التعرف إلى غرباء، وإنشاء صداقات عبر شبكات مخفية يستغلها مايعرفون بـ"الهاكرز" لجذب الأطفال إلى ما لا تحمد عقباه، عبر اختراق حساباتهم الشخصية وسرقة المعلومات من أجهزتهم وتهديدهم، فضلاً عن نشر الأفكار المدمرة وتغذّيتهم بالعنف وترويج الإرهاب والتطرف. إن إدمان اللعب بهذه الألعاب جعل أولياء الأمور يعانون من العزلة التي يعيشها شريحة كبيرة من الأبناء داخل غرفهم المغلقة، فأضعف دورهم الرقابي ويئسوا من نصح الأبناء الذين لايدركون ما تقوده إليهم تلك الألعاب الإلكترونية من مخاطر جسيمة.  "رسالة التعليم" وزارة التعليم دأبت على بث الرسائل التوعوية والإرشادية للطلبة لتبين لهم مخاطر الألعاب الإلكترونية خصوصا تلك التي تبث عبر شبكة الإنترنت لحمايتهم من مخاطرها، وسبق أن حذرت في تعميم لها وجهته لجميع إداراتها، من مخاطر تلك الألعاب وما تتضمنه من أفكار منحرفة، ووجهت إداراتها في المناطق والمحافظات بأهمية رفع وعي الطلاب والطالبات بمخاطرها، من خلال استغلال ساعة النشاط بتوعيتهم من خلال إعداد برامج وأنشطة نوعية في هذا المجال. وتضمن التعميم ملاحظة الانتشار الواسع لبعض الألعاب الإلكترونية التي تتضمن أفكاراً منحرفة، انطلاقاً من أهمية رفع وعي الطلاب والطالبات وكيفية التعامل معها من خلال إعداد برامج وأنشطة نوعية في هذا المجال. من جانبه يؤكد الدكتور وليد طراد الشمري -تخصص الفلسفة في التربية والمناهج وأساليب التدريس- عبر حسابه في تويتر أن ‏المناهج بحاجة ماسة لزرع القيم والاتجاهات النبيلة، والسلوكيات السليمة لدى الطلاب في ظل التكنولوجيا، لذلك أصبح الأطفال معظم أوقاتهم بين الألعاب الإلكترونية يقضون الساعات المخيفة ما جعلهم يفقدون الكثير من القيم والآداب، مصيفا: فرصتنا الوقت الراهن المنهج. ويرى عبد المطلوب مبارك البدراني: أننا لا نستطيع مجابهة الغزو الفكري الذي دخل علينا وعلى أبنائنا وبناتنا في منازلنا، بل دخل في كل حجرة لأبنائنا بواسطة أجهزة التواصل الاجتماعي المتعددة، وقد حملت لشبابنا وفتياتنا عادات وتقاليد قد تكون مخالفة للإسلام، والأجهزة كثيرة ولكن أكثرها استخداماً وخطورة لدينا وخاصة في دول الخليج جهاز (البلايستيشن) مع ضعف الرقابة فإن حجم المشكلة يزداد. مضيفا: قد يقول قائل: إن هذه الألعاب مفيدة في بعض الجوانب كجانب الذكاء والجرأة والتفكير، ولكن للأسف فإنها تضر في جوانب أخرى كثيرة عقائدياً وأخلاقياً وجسمياً وعصبياً ونفسياً ودراسياً واجتماعياً، ما أتكلم عنه ألعاب «سيئة جداً» ابتُكرت على أساس أنها للترفيه والمتعة وإثارة الذهن، وتحولت بأيدي فاقدي الضمائر والعياذ بالله إلى إثارة الغرائز، فتخطت هذه الألعاب مرحلة التسلية البريئة إلى مرحلة خطرة جداً. كما يرى البدراني أن الإدمان على هذه الألعاب قد يسبب بعض الأمراض الجسدية والنفسية ومنها اضطراب الأعصاب وتوترها الدائم بسبب الإدمان على اللعب والجلوس أمام الشاشة، ويسبب تقوس الظهر وضعف النظر وهناك مناظر مخيفة قد تسبب له القلق، مؤكدا أن العلاج يتم بإشغال الأطفال والشباب عنها تدريجياً واصطحابهم للنوادي والمناسبات للتقليل من استخدامها وتثقيفهم بعمل برامج تثقيفية حول الأضرار التي قد تطالهم من الإدمان على هذه الألعاب. "إدراك المخاطر" ولم يقتصر خطر الألعاب الالكترونية على المخاطر التي ذكرناها بل تعدى ذلك لتعليمهم أساليب وطرق الاحتيال والنصب واختلاق الأفكار التي تمكنهم من الحصول على المال الذي يحتاجونه للإنفاق على هذه الألعاب الإلكترونية المختلفة. وتشدد الجمعية الأميركية لطب الأطفال على أنَّ الوقت المسموح به للأطفال لمشاهدة الشاشات هو ساعة إلى ساعة ونصف، بما في ذلك الألعاب الإلكترونية، خصوصاً في السنوات الخمس الأولى من حياة الطفل؛ لحساسيتها، حيث تتشكَّل في هذه المرحلة كثير من المهارات الحسية ومهارات التعلم والأداء والقيم، حيث يجب أن تكون مفرحة ومفيدة ولا تحتوي على أيّ مظهر من مظاهر العنف أو الجنس. وكشف استطلاع أجراه مركز صواب لمكافحة دعايات وأفكار الإرهابيين على الإنترنت، والترويج للبدائل الإيجابية المضادة للتطرف، أن 43% من الآباء يعتقدون أن ألعاب الفيديو تسبب تراجعاً في المستوى الدراسي لأطفالهم، فيما رأى 21% أنها تخلق خيالاً واسعاً لدى الأطفال، ويرى 29٪ أنها تشجع على العنف، وأرجع 7% أن هذه الألعاب تترك آثاراً نفسية مختلفة على الأطفال. ويحذّر من خطر المحادثات التي توفرها الألعاب الإلكترونية بين مستخدميها، إذ أكد أنها تُعد إحدى وسائل التواصل لدى التنظيمات المتطرفة، بهدف التخفّي بين أعداد المشتركين الكبيرة التي تقدّر في بعض الألعاب بعشرات الملايين، ما يسهّل عليهم التواصل مؤكدا المركز أن للألعاب الإلكترونية أضراراً جسدية ونفسية على الأطفال والمراهقين، فيما يتحول العالم الرقمي إلى ساحة إدمان تُباح فيها كل الممنوعات. وتؤكد دراسة ارتفاع ممارسة الألعاب الإلكترونية بين الأطفال في المملكة العربية السعودية بواسطة الجوال أو الآيباد بنسبة 85%، فيما يتقيد 15% من الأطفال فقط بعدد ساعات الاستخدام اليومي المحددة. كما تؤكد العديد من الدراسات أن الأطفال الذين يدمنون تلك الألعاب قد تصنع منهم أشخاصاً أنانيين لا يفكرون سوى في إشباع حاجاته من الألعاب دون الانتباه إلى وجود من يشاركهم اللعب، كما أنهم يفقدون تدريجياً مهارات التعامل مع الآخرين والقدرة على إقامة العلاقات والصداقات، ولا يستطيعون التعبير عن أنفسهم. "إيجاد البديل" ويتطلب هذا الأمر فتح المجال أمام الأبناء لابتكار ألعاب مماثلة تتناسب مع بيئتنا وتوجهاتنا مع تعزيز فاعلية الدعم والرقابة من قبل الجهات المختصة تعزّز دور الأسر، وعقد الحملات الإعلامية المكثفة لتوعية الأطفال والشباب، والعمل على إصدار قوانين تجرّم الترويج لتلك الألعاب الخطرة، فكم شهدت المشافي من حالت أصيبت بتشنّجات نتيجة إدمانها الألعاب الإلكترونية. وشدد د. صالح بن محمد الصالحي -استشاري النمو والسلوك، رئيس اللجنة العلمية للمركز الوطني لاضطرابات النمو على أهمية تخصيص وقت للعب التفاعلي والتعليمي المباشر للأطفال بعيداً عن الأجهزة، بمشاركة الأب والأم وبقية أفراد الاسرة، مشيرا إلى أنه تم إثبات التأثيرات السلبية لإدمان الإنترنت والأجهزة الذكية على الجهاز العصبي والدوري للإنسان، والتي قد تصل إلى الوفاة في بعض الحالات. مبينا أن الحد الأقصى للوقت الموصى به من الجهات العلمية المرجعية لاستخدام الأجهزة الذكية، يجب ألا يتعدى ساعة ونصف لمن هم أكبر من 3 سنوات، وصفر من الوقت لمن هم أقل من 3 سنوات، مع المتابعة المستمرة من قبل الوالدين لاستخدام الأطفال للأجهزة ودخول مواقع الانترنت. وأضاف: لعلَّ أهم عوامل الخطورة في إدمان الألعاب الإلكترونية، هو أنَّها تُقلِّل الحساسية من مظاهر القتل والعنف، ممَّا يؤدي إلى اللامبالاة وعدم الاكتراث بما يصيب الآخرين من أضرار، ومكافأة المجرم في (50%) من الألعاب، ممَّا يؤدِّي إلى تحفيز الطفل ليكون البطل، إلى جانب الرغبة في أعمال العنف والقتل، كما أنَّ تقليد الحركات المثيرة يؤدي إلى ضرر قد يكون بالغاً على المحيطين بالطفل أو الإيذاء الجسدي لمن هم أصغر منه". وقال: أنَّ الطفل المدمن على هذه الألعاب يتعرَّض إلى كثير من العنف الجسدي والنفسي، سواء بالعقاب أو الانتقام من الآخرين، مُضيفاً أنَّ توزيع الأدوار الجماعية الضخمة عبر الإنترنت تؤدي إلى تعارف الأطفال والمراهقين على آخرين من دول وجنسيات مختلفة لهم أهداف استغلال أو إيذاء، إلى جانب أنَّ هذه الألعاب تؤدي أيضاً إلى توزيع الأدوار في العنف والقتل والتنكيل والاستحواذ على مدخرات الآخرين، وقد يكون لذلك تطبيقات خارج العالم الافتراضي. مبينا الصالحي أنَّ العلاج يكون وقائياً وذلك بزيادة وعي الوالدين بخطورة هذه الألعاب وإيجاد وقت كاف من الوالدين للتفاعل وعمل نشاطات جماعية، والعمل على عدم نسيان الأطفال في حال وجود الخلافات الأسرية، إلى جانب العمل على تعزيز شخصية الطفل وتحفيزه وتدريبه على التفاعل الإيجابي مع الآخرين، وكذلك تطبيق الأنظمة والقوانين في تحديد أهلية بعض الألعاب للمشاهدة في أعمار صغيرة وتقوية الرقابة على نقاط البيع، إضافةً إلى إيجاد مشروع وطني شامل لرعاية المراهقين وتوفير البدائل لهم. د.وليد الشمري د. صالح الصالحي عبد المطلوب البدراني

مشاركة :