تواجه المناطق الزراعية الساحلية الشمالية والغربية لمملكة البحرين، وبالأخص تلك الممتدة بالموازاة مع موقع قلعة البحرين المسجل على قائمة التراث العالمي لمنظمة اليونيسكو، خطر الاندثار مع انتشار عمليات التوسع العمراني في تلك المناطق، حيث اختفت بشكل شبه كامل العديد من المزارع والمساحات الخضراء ما بين عامي 2012م و2019م. وتحظى المناطق الزراعية في شمال البحرين بأهمية تراثية وثقافية عالية، وذلك لأنها تعد شهادة حية على التقاليد الزراعية وأنظمة إدارة المياه والري، ,التي عرفتها الحضارات المختلفة التي مرت على البحرين منذ عصر دلمون قبل أكثر من 4000 عام وحتى اليوم. ومنذ القرن الثالث قبل الميلاد، شكلت الأراضي الزراعية نموذجا مثاليا للمناظر الطبيعية في المنطقة، هذا عوضا عن كون البحرين مركزا للأنشطة التجارية في العصور القديمة وارتباط هذه الأنشطة بالعديد من الممارسات الزراعية التقليدية، والتي يمكن التعرف عليها في بساتين النخيل والمزارع التقليدية المنتشرة في المملكة. وتعد أشجار النخيل جزءا لا يتجزأ من التراث الثقافي البحريني، إذ كانت وما زالت عنصرا هاما في النظام الغذائي للمجتمع المحلي، إضافة إلى استخداماتها الطبية واستثمارها كمادة خام في البناء والعمران التقليدي. كذلك وفرت أشجار النخيل بيئة مناسبة ازدهرت في ظلالها العديد من النباتات الأخرى والفواكه والخضروات. وبناء على ذلك فإن هيئة البحرين للثقافة والآثار تؤكد على أهمية حماية هذه المناطق والحفاظ عليها بالتعاون مع كافة المؤسسات الرسمية المعنية. كما وتوضح الهيئة أن الحفاظ على الممارسات الزراعية التي تعود إلى آلاف السنين من خلال تحديد المناطق الخضراء يعد هاما للارتقاء بالبنية التحتية الثقافية البحرينية ويدعم استراتيجية هيئة الثقافة في صناعة التنمية المستدامة. وكانت هيئة البحرين للثقافة والآثار قد عملت على تنظيم مشاركة البحرين في إكسبو ميلانو 2015م وذلك من خلال جناح حمل اسم "آثار خضراء". ومن خلال الجناح تمكنت الهيئة من التوعية بالتراث الثقافي الزراعي للمملكة من خلال تضمين الجناح لمشهد طبيعي مكون من عشر حدائق فاكهة. ويستقر الجناح اليوم في مدينة المحرق بجانب بيت الشيخ عيسى بن علي آل خليفة.
مشاركة :