أكد خبراء الطقس لـ «اليوم» أن موجة الغبار التي ضربت اغلب مناطق ومحافظات المملكة بسبب الانقلاب الربيعي وقلة الامطار في فصل الشتاء مما تسبب في موجة من الرياح المثيرة للغبار والاتربة، أدت الى تعليق الدراسة في عدد من ادارات التعليم خصوصاً في المنطقة الجنوبية. وقال رئيس قسم التنبؤات الجوية في إدارة الارصاد الجوية بالكويت الدكتور حسين الصراف إن الوضعية الموجودة على شبه الجزيرة العربية خصوصاً على اجزاء من وسط وشمال شبه الجزيرة جاءت لوجود مرتفع جوي أدى إلى دوران الغبار داخل شبه الجزيرة, بعكس المتوقع, حيث كانت الرياح تأتي من الشمال باتجاه الجنوب حسب الجبهات الهوائية الباردة التي تأتي في أوقات الربيع، مشيراً إلى ان دوران الغبار في الجزيرة العربية بسبب تمركز المرتفع الجوي ودورانه مع عقارب الساعة مما يزيد من نسبة إثارة الأتربة والغبار، ومتوقع تحسن موجة الغبار خلال الأيام القادمة. واضاف خبير الطقس حسن ميرة أن الحالة الجوية الآن بسبب الانتقال من فصل الى آخر طبيعية وتحدث كل عام، مرجعا شدة الرياح المثيرة للغبار لجفاف التربة وقلة الأمطار في فصل الشتاء, لافتاً الى أن قوة الاتربة تزيد لقلة الامطار وجفاف التربة وندرة الغطاء النباتي التي تساهم بشكل كبير في انخفاض الموجة المثيرة للأتربة لتشبع الاراضي بالأمطار, اضافة الى ارتفاع درجات الحرارة في النهار مما يساهم في زيادتها بعكس فترات الليل, واضطراب الكتل الهوائية بسبب الاختلاف الواضح في درجات الحرارة والتضاغط وبالتالي يزداد نشاط الرياح المثيرة للغبار والاتربة. وقال خبير البيئة والطقس الدكتور علي عشقي ان الموجة الغبارية طبيعية في فترة الانقلاب الربيعي ومعتادة، مشيراً الى انه بعد انتهاء الانقلاب الربيعي سيأتي ما يسمى برياح الشمال خلال فترة الصيف القادمة لتقدم المنخفض الهندي مما سيوثر على المنطقة الشرقية والوسطى بشكل كبير في الصيف من الغبار وتكون في المنطقة الغربية اخف من المناطق الاخرى. واضاف عشقي ان الانقلاب الربيعي يستمر حتى منتصف مايو, وبعدها تبدأ موجة رياح الشمال لتقدم المنخفض الهندي المسبب للأمطار الموسمية, مؤكداً انها دورات طبيعية تحصل كل عام وتختلف قوتها بسبب التطرف المناخي وارتفاع درجة حرارة الغلاف الجوي الذي يؤدي الى زيادة وقوة الرياح, اضافة الى النشاطات الانسانية في مناطق شمال شرق المملكة وفي العراق من تحرك للآليات العسكرية مما سهل نقل الأتربة مع الرياح. وفي ذات الشأن، انطلق أمس الأحد بقصر المؤتمرات بجدة أول اجتماع ارصادي لبحث المتغيرات المناخية في الدول العربية بحضور خبراء الأرصاد في اللجنة العربية الدائمة للأرصاد الجوية والتغيرات المناخية والتي تستمر لمدة يومين في دورتها الحادية والثلاثين وذلك تحضيراً لاجتماع الوزراء العرب المعنيين بشؤون الأرصاد. واوضح الدكتور أيمن غلام وكيل الرئيس العام لشؤون الأرصاد بالرئاسة العامة للأرصاد وحماية البيئة أن اللجنة ستناقش عدداً من البنود يأتي في مقدمتها التدريب وبناء قدرات البحث العلمي, والاتصالات ونظم معلومات الأرصاد الجوية, فضلا عن مواضيع التغير المناخي والجودة والإعلام لخدمات الأرصاد الجوية, كما سيتم مناقشة التعاون مع المنظمات العربية والإقليمية والدولية ذات العلاقة وإعداد التوصيات التي سيتم عرضها على الوزراء العرب المعنيين بشؤون الأرصاد. وتستمر اليوم جلسات اجتماع اللجنة العربية الدائمة للأرصاد الجوية في دورتها الحادية والثلاثين كما تبدأ غدا الثلاثاء فعاليات منتدى تطوير البنى التحتية لخدمات الأرصاد والمناخ بالمنطقة العربية والذي يقام على هامش الاجتماع الوزاري ولمدة يومين وسيستضيف عددا من الخبراء الدوليين في مجال الأرصاد الجوية لتقديم تجربة بلدانهم في الرفع من قدرات الخدمات الأرصادية وذلك عبر تقديم المحاضرات واللقاءات المشتركة كما سيعقد الوزراء العرب المعنيون بشؤون الأرصاد اجتماعهم يوم الخميس المقبل.
مشاركة :