من يدفع ضريبة مسارعة حماس نحو التسلح؟

  • 9/8/2019
  • 00:00
  • 1
  • 0
  • 0
news-picture

لارا أحمد ضاعفت حركة حماس الإسلامية السنوات الأخيرة من ترسانتها العسكرية بعد ترفعيها في ميزانيتها الحربية، خطوة رأى فيها البعض شجاعة وتضحية منقطعة النظير فيما اعتبرها البعض الآخر نوعاً من الأنانية المفرطة و تغليباً لمصالح فئوية ضيقة على حساب مصلحة المجموعة.نسلط في مقال اليوم الضوء على ملف شائك تصعب مقاربته من زاوية واحدة ألا وهو ملف تبعات سياسات حماس العسكرية على قطاع غزة الذي يعيش أزمة اقتصادية خانقة.مقاومة ولكن ...إن المتتبع لسيرة حماس عن كثب لا بد أن يلاحظ أن شعارات "كالمقاومة المسلحة" و "لا للمفاوضات" هي التي ساهمت في تزايد شعبية هذه الحركة الوليدة حينها للتحول من مجرد جماعة دينية منغلقة على نفسها تدين بالولاء للإخوان المسلمين بمصر، إلى فصيل وطني استبشر الفلسطينيون بصدق انتمائه، إلا أنه إثر انقلاب عام 2007 وسيطرة حماس على القطاع، تغيرت الصورة النمطية التي رسمها الفلسطينيون في أذهانهم عن هذه الحركة، إذ اكتشف الغزيون أن أولويات حماس ليست نفس أوليات مواطني القطاع لاسيما أن الحمساويين برهنوا غير مرة أنهم على استعداد على حرمان القطاع من أبسط حاجيته الأساسية مقابل تطوير ترسانتهم العسكرية.تقارير الأمم المتحدة تكشف حجم الكارثةكشف تقرير نشرته الأمم المتحدة أن أحد أسباب الانهيار الاقتصادي الذي يعصف بقطاع غزة تكمن أساساً في سياسات حماس العسكرية المثيرة للجدل، إذ تستأثر الميزانية المرصودة للسلاح على نصيب الأسد من ميزانية القطاع الذي يعاني من نقائص عديدة تمس قطاعات حيوية مختلفة.يرى الخبراء الاقتصاديون في الأمم المتحدة أن نموذج غزة هو نموذج فريد من نوعه، إذ لا توجد أي دولة أو أي كيان يرصد هذه النسبة المرتفعة جداً من ميزانيته لتلبية حاجياته العسكرية حتى وإن كان في حالة حرب، فالمدنيين لهم من الحاجيات الأساسية ما لا يمكن بأي حال من الأحوال تجاهلها من أجل شراء أسلحة (استعداداً لدخول حرب مجنونة لا تدرك عواقبها) كالماء الصالح للشراب والكهرباء.ذات التقرير أشار إلى أن جزءاً صغيراً من ميزانية حماس العسكرية قادرة على تغيير وجه غزة رأساً على عقب لو رصدت هذه الأموال لتحسين البنية التحتية وقطاع الصحة والتعليم، فهذه القطاعات تعاني من إهمال واضح من السلطة رغم أهميتها.التقشف لا يشمل القيادة الحماسويةإضافة إلى شيطنة الاحتجاجات الشعبية -الرافضة للواقع الاجتماعي والاقتصادي المزري للقطاع -عبر وسائل الإعلام الموالية لها، تتعامل حماس مع هذه الهيجات بعنف شديد غير مبرر ما يطرح أكثر من سؤال عن مصداقية هذه الحركة التي تدّعي الوطنية، ففيما تنعم القيادة الحمساوية برغد العيش سواءً داخل القطاع أو خارجه يحرم الغزاويين حتى من حق التعبير عن رفضهم لواقعهم اللاإنساني.هذه الازدواجية بين القول والفعل تطرح أكثر من سؤال عن سر مسارعة حماس للتسلح، فهل ترغب الحركة فعلاً في الاستعداد لمواجهة الاحتلال عسكرياً أم أنها ترغب في إحكام سيطرتها على القطاع من خلال فرض نفسها في صورة الفصيل الأكثر قوة على الساحة السياسية الفلسطينية؟

مشاركة :