عرفت بسملة السلاموني ممارسة الرياضة منذ أن كانت طفلة لا يتعدى عمرها 4 سنوات، عندما اختار لها والداها السباحة لتمارسها طيلة 10 سنوات، حققت خلالها ألقابا متعددة في المنافسات التي شاركت بها، إلا أنها قررت وبشكل مفاجئ البحث عن رياضة أخرى، وكانت «الترايثلون». تحكي «بسملة» لـ «المصري لايت» عن الأسباب التي دفعتها لترك السباحة وممارسة رياضة «الترايثلون»: «القرار مكنش سهل، وكله حذرني أنى ابدأ في رياضة من الأول بعد لما قضيت حياتي كلها في السباحة»، مشيرة إلى أنها لم تتمكن من مواصلة السباحة لعدم وجود أي دوافع جديدة لديها بعد تحقيقها معظم بطولات الجمهورية التي شاركت فيها. مع حلول عام 2016 بدأت «بسملة» التحدي الجديد، بالتحاقها بلعبة «الترايثلون»، التي لا تقل صعوبة عن السباحة، حيث تضم 3 ألعاب مختلفة، السباحة، الدراجات الهوائية والجري، مما دفعها للتدريب المتواصل بين 4 إلى 6 ساعات يوميًا للوصول إلى مستوى احترافي يمكنها من خوض بطولات دولية، مضيفة: «اتحاد اللعبة تأسس عام 2009، وكنت بموت نفسي عشان أوصل لمستوى أبطالها منذ تدشين الاتحاد». في نفس التوقيت، التحقت «بسملة» بكلية طب الأسنان جامعة عين شمس، إلا أن ذلك لم يمنعها من مواصلة تدريباتها المكثفة بشكل يومي للوصول إلى منصات التتويج القارية والعالمية: «كنت بحاول أنظم وقتي على قد ما بقدر لأن طب الأسنان كلية عملية وبتتطلب حضور محاضرات وسكاشن كتير». نجحت الفتاة صاحبة العشرين عاما بالفعل في التوفيق بين الدراسة والتمرين، حتى أنها حصدت كافة البطولات المحلية التي ينظمها الاتحاد المصري لـ «الترايثلون» منذ بداية مشاركاتها، ليتم تأهيلها بعد ذلك للمنافسات القارية التي ينظمها الاتحاد الأفريقي، وحصدت كأس أفريقيا للناشئات 2018 والمركز الثالث في كأس أفريقيا للكبار 2019، لينضما إلى أهم البطولات التي فازت بها طوال مسيرتها، بالإضافة إلى أكتر من 20 ميدالية في بطولات دولية مختلفة. حصول لاعبة «الترايثلون» الدولية على الميدالية الذهبية في دورة الألعاب الإفريقية التي أقيمت مؤخرًا في المغرب كان الحدث الأهم في مشوارها، وعنه تقول «بسملة»: «كانت فرحة لا توصف أن علم بلدك يترفع فوق كل الأعلام والسبب في ده يكون انت»، وتتابع: «هذه البطولة لها مذاق خاص بالنسبة لي للظروف التي تعرضت لها قبل انطلاق الدورة». تكشف «السلاموني» خلال حديثها لـ «المصري لايت» عن تعرضها لحادث خلال فترة استعدادتها لدورة الألعاب الإفريقية أدى لتوقفها عن التدريبات لمدة تزيد عن شهرين: «كنت راكبة العجلة في طريق العين السخنة وعربية خبطتني والإسعاف نقلتني للمستشفى»، حيث خضعت للعديد من الفحوصات التي كشفت عن إصابات بالغة بغضروف الركبة. خضعت «بسملة» لعملية استئصال جزئي في غضروف الركبة اليسرى، في نفس الوقت الذي تستعد فيه بطلات من دول أخرى للمنافسة بدورة الألعاب الإفريقية، ولم تنته المأساة عند هذا الحد، بل كان عليها الخضوع لجلسات علاج طبيعي لمدة 6 أسابيع. انتهت فترة العلاج المقررة، إلا أن الضغوط ظلت قائمة، فالبطلة المصرية تطمح في العودة سريعا إلى «الفورمة» للحاق بالبطولة التي طالما تمنت أن تحقق إنجازا فيها، لذلك قررت أن تكثف التدريبات وتواصل بين الليل والنهار من أجل إدراك ما فاتها طوال شهور العلاج. تقول «بسملة»: «الوقت مكانش في صالحي وكان ناقص أقل من شهر على البطولة، ده غير إن كل اللي حواليا قالولولي شاركي بس عشان تفضلي موجودة ضمن التصنيف العالمي»، إلا أن ما حققته كان بمثابة المعجزة، حيث حصدت الميدالية الذهبية. وتستعد «السلاموني» الآن للمشاركة في دورة الألعاب الأولمبية المقبلة المقرر إقامتها في طوكيو 2020، ولا يفصلها عن التأهل لخوض المنافسات سوى الحفاظ على تصنيفها الحالي، لضمان المشاركة ضمن 55 لاعبة، وتؤكد: «مشاركتي مش هتبقى كضيف شرف.. إن شاء الله الذهب هتبقى من نصيب مصر». تزداد نبرة الحماس دائما في صوت «بسملة» كلما تحدثت عن المنافسة، في نفس الوقت الذي تعرف فيه أن رياضتها كحال غيرها لا تلقى اهتماما واسعا من جانب الجمهور، كحال كرة القدم على سبيل المثال، مؤكدة على أن كل هذا لا يؤثر على طموحاتها: «مابيزعلنيش إن الناس في مصر مش مهتمة بأي رياضة غير كرة القدم، لأن كل لاعب لازم يبقى عنده حلم وطموح خاص، ولازم يوجه كل تركيزه علشان يحققه»، مشيرة إلى أنها لاقت اهتماما إعلاميا كبيرا بعد حصد ذهبية الألعاب الأفريقية، وهو ما يدفعها لمواصلة إنجازاتها بغض النظر عن أي شيء. وتضيف «بسملة»: «الاتحاد ووزارة الرياضة كمان مش مقصرين معانا، معسكرات داخلية وخارجية ورعاية طبية وكل اللي بنحتاجه بيتوفرلنا»، لذا يتبقى فقط أن تستكمل مسيرتها، وتحقق حلمها في الاحتراف الخارجي خلال الفترة المقبلة وذلك للاحتكاك بأفضل لاعبات «الترايثلون» في العالم، على حد قولها.
مشاركة :