«داعش» يستغل الدين لتنفيذ أجندات دولية وإقليمية

  • 4/27/2015
  • 00:00
  • 3
  • 0
  • 0
news-picture

شهد تنظيم داعش الإرهابي مؤخرا فرار عدد من عناصره بعد انكشاف استغلاله لمسمى الدين للإساءة لهم وفق أجندات عدد من الدول مدعومة بقوة مدربة تسعى لدمج عدد من الشباب السعوديين في جرائمهم الإرهابية سواء في العراق أو سوريا أو استغلالهم في أعمال تخريبة داخل المملكة. ومن أهم التجارب كانت تجربة العائد الموقوف مانع المانع والذي عايش عناصر ذلك التنظيم وكشف حقيقته وابتعاده عن الضوابط الشرعية، وعدم امتلاكه الفهم الشرعي الصحيح فيما يقوم به من أعمال، حيث خيره عناصر التنظيم الإرهابي بين اتباع المنهج التكفيري وبين التصفية، مشيرا إلى أن هذه الأعمال لا تمت لأعمال الدولة بصلة بل هي أقرب لفكر الخوارج والعصابات، لكن البعض مختطف العقل، ويعتقد أن مايقوم به يقربه إلى الله، أما آخرون فتظهر عليهم علامات الانخداع والتورط، ملمحا إلى أن التكفير ركيزة في الاستراتيجية القائمة في داعش وذلك باستباحة الدماء والقتل، وهم بهذا الأسلوب يكفرون كل من لا يهاجر إليهم، حتى عوائلهم وأسرهم ومجتمعاتهم، ويجعلون الشبهة والظن بمقدار ما هو قطعي الدلالة والثبوت وهذا يؤشر على خلل فكري كبير، وتساهل كبير في التطبيق دون مرجعية حقيقية ودون علماء معتبرين، مطالبا الشباب بعدم الاغترار بالمظاهر والأفلام التي تنتجها داعش للتأثير عليهم، والمقارنة بين سلوكهم ومنهجهم التكفيري القائم على القتل والدم وبين العلماء الكبار المعتبرين والمشهود لهم، وبين الواقع وما يرشح من معلومات عنهم، وأن يتراجعوا عندما يرون هذه الفئة على حقيقتها والأجندة التي تسعى لتحقيقها، مؤكدا أن فترة انضمامه إلى داعش كشفت سر التنظيم وعدم مصداقيته وضحالة الجوانب الشرعية لديه، موضحا أن عددا من الشباب السعوديين وقعوا ضحية التغرير، والتعبئة القائمة على التكفير، والرغبة في عدم إشراكهم في القتال كي يعودوا إلى بلدهم كقنابل مفخخة، مرجعا ذهابه لسوريا بدوافع دعوية واختلف مع داعش من الناحية الشرعية مما كاد أن يؤدي لتصفيته بعد تهديده بالقتل. وتابع: كما لمست لديهم تفكيرا أعمى فيما يتعلق بالجوانب الشرعية، وليسوا على استعداد للمناقشة والجدال، ودعوتهم للجلوس في حلقات تحفيظ القرآن إلا أنهم لم يلتزموا واعتبروني محرضا على فكرهم، رغم أن الكثير من سلوكياتهم لا يرضاها العقل ولا يبررها الدين، مؤكدا أن بعضهم أغواه الشيطان، وبدا عليه مرافقة القاصرين من الأطفال والذهاب معهم لمسافات طويلة، وكثيرة هي الشكاوى والتحقيقات التي أكدت هذا السلوك الشائن، بالإضافة إلى أن داعش غير مستهدف من قوات الأسد وبراميله لا تسقط عليهم، الأمر الذي أوضح لكل مراقب أن ثمة أجندة خفية لديهم حيث إنهم يقاتلون الجيش الحر ولا يستهدفون النظام، بل تتعاون ونظام الأسد سرا، فداعش يتعامل بمزاجية في تكفيره للآخرين وفقا لمصالحه والأجندة التي يقوم بها. وأردف: «داعش يستدرج الأفراد من خلال التواصل معهم عبر شبكات التواصل الاجتماعي والمنتجات الإعلامية التي تظهر قوته وصلابته، لكن هؤلاء سرعان ما يكتشفون خداعهم وكذبهم مما يدفع البعض لإعلان البيعة تحت التهديد، كما أن العديد من التغريدات التي تظهر على لسان بعض من الشباب السعوديين الذين انخرطوا في هذه التنظيمات ليست دقيقة وليست صحيحة ولا تعبر عنهم، حيث تأتي بسبب الخوف والخشية منهم أو بسبب اختراق حساباتهم من أشخاص في التنظيم، بالإضافة إلى أن النساء القادمات إلى داعش يأتين رغبة في الزواج وأحيانا لاختراق التنظيم من الداخل وبعض منهن متطرفات جدا وكثير منهن وجدنها فرصة لتجاوز عقدة الزوج من خلال خلعه على اعتبار أنه مرتد، ويتم تزويجها دون استبراء للرحم الأمر الذي يؤكد أن البعد الشرعي مغيب في كثير من القضايا ومخالف أيضا للدين، وفيه تفريط وتساهل كبير لم تشهده الشريعة من قبل»، وتابع: «الجهاد مسألة ظاهرية والعديد جاء هربا من مشكلات داخلية ونفسية يعاني منها، دفعت به للبحث عن هوية جديدة ومختلفة، بعضهم بحسن نية وأكثرهم تراجع عندما تأكد أن داعش جماعة تكفيرية ومن الخارجين عن الدين، وبعضهم جاء وفيه مخزون من الانتقام والتشوه وكثيرة هي المشكلات التي كانت لأسباب أسرية دفعت ببعض النساء لحرق أطفالهن». وكشف الداعية بندر معشي، أن الحرب في سوريا ليست بين السوريين ونظام بشار الأسد بل هي حرب دولية وإقليمية لها أبعاد وأجندات خارج سوريا قد يكون لها تأثيرات ارتدادية على منطقتنا وعلى العالم، مؤكدا أنه نجح في العودة للمملكة بعد طلبه من الجهات المعنية بتسليم نفسه، حيث تواجد هناك لغرض الدعوة إلا أنه اكتشف خلال تواجده على أرض الواقع بوجود عدد من الأحزاب، وكل منها يدعي الحق والصدق ويكفر الآخر وهذا الأمر غاية في الخطورة، خاصة على الشباب صغار السن حيث أصبح هناك من يكفر حتى أخاه وقريبه، موضحا أن عددا كبيرا من الشباب يسعون للعودة للمملكة بعد انكشاف الخلاف في الأزمة السورية، ولكن يقف أمامهم عائق فقدان جوازات سفرهم وخوفهم من أمور أخرى تهددهم من قبل تلك الجماعات الإرهابية. وقال الطبيب محمد عسيري: «بالنسبة لأي شخص يخرج لسوريا قد يكون في البداية متحمسا لكن ما يلبث إلا ويكتشف الخلاف ويبدأ بمراجعة نفسه للعودة وقد يرتكب بعض الأخطاء التي تقف أمام طريقه، وحقيقة نسبة الشباب الذين يريدون العودة كبيرة إلا أن بعضهم فقدوا جوازات سفرهم والآخرون خائفون من تبعات أخرى إذا عادوا»، مؤكدا أن قرار سفره لسوريا جاء نتيجة المعطيات التي كانت موجودة على الساحة، وخاصة حاجة الشعب السوري للكادر الطبي إلا أن الوضع لم يكن حربا بين السوريين وبين نظام بشار الأسد فهي حرب دولية وإقليمية وتدخل فيها أطراف أخرى تؤثر على توجهات الشباب، ولها أبعاد خارج سوريا وقد يكون لها تأثيرات على منطقتنا وعلى العالم وأنا أرى أنها حرب طويلة الأمد». وأوضح فهد الزايدي أنه التحق بتنظيم داعش بعد تأثره بعدد من المشايخ وفتاوى الإنترنت، وما كان يسمعه ويراه عبر شاشات الفضائيات، ليكتشف عن قرب الاختلاف بين ما تنشره وسائل الإعلام وبين الواقع اليومي للتنظيم، وتابع: «اكتشفت من الأشهر الأولى من تواجدي في سوريا أن للتنظيم أجندة خفية، حيث بدأت عمليات التعبئة والتكفير تطال التنظيمات الأخرى كجبهة النصرة والجيش الحر والدول والحكام والمشايخ، ولم أشهد وجود جهد حقيقي لمواجهة نظام الأسد، ومن يسأل عن هذه الأسباب تتم محاصرته وعزله واتهامه بأنه جاسوس، وتتم تصفيته من قبل شباب لا يملكون العلم الشرعي، جرى تعبئتهم بأن ما تقوله داعش هو الدين»، مبينا أن كراهيتهم لجبهة النصرة حدتهم لاعتبارهم كفارا يجوز قتلهم، وكنا نتأسى لهذا الحال، وكيف يقتل المسلم أخاه المسلم، والملفت للانتباه أن ما بين داعش ودبابات النظام السوري سوى شارع أو بضعة كيلومترات، إلا أن اهتمام داعش يتمحور حول حقول النفط ومقاتلة الجيش الحر. وأشار محمد العتيبي (26 سنة) طالب دبلوم كان مبتعثا خارج المملكة للدراسة، أنه كان يتابع الأحداث في سوريا من خلال وسائل التواصل الاجتماعي، وجاء خروجه بقرار فردي، حيث دخل الأراضي السورية عن طريق مهربين أوصلوه إلى حيث يريد ولم يرهم بعد ذلك، فيما التقى مجموعة من الشباب السعوديين المنضمين للتنظيم وعرضوا عليه الانضمام فقبل، موضحا أن هناك انتشارا لظاهرة التكفير فبعضهم يكفر المملكة ودول الخليج. وأوضح سليمان الفيفي (متزوج وله ثلاثة أبناء)، أن داعش كانوا يضعون السعوديين في الواجهة دائما، على اعتبار أنهم لا يهابون الحرب والموت، وكانوا يستغلون عواطفهم بعرض عمليات انتحارية عليهم، ولم ير سوريين أو عراقيين ينفذون أي عمليات انتحارية.

مشاركة :