أن يكره طفل مدرسته لأنها بدون تكييف، أو تكره طفلة مدرستها لأنها بدون دورات مياه نظيفة ومناسبة للاستخدام الأدمي، فهذه جميعها، ومعها ازدحام الفصول بالطالبات وسوء الخدمات التوضيحية، مشاكل أكل عليها الدهر وشرب، وطالبنا كثيرا بتغييرها جذريا ببناء المباني المدرسية الحديثة على أعلى طراز معماري وتعليمي، وهذه حلول تحتاج إلى وقت وجهد ومال لا نستطيع أن نستعجل مطالبة زير التعليم الجديد الدكتور عزام الدخيل بأكثر من التفكير فيها وأخذها في الحسبان ضمن مسؤولياته الجسام؛ كأول وزير يجمع بين مسؤولية التعليم العام والعالي، وهي مسؤولية كبيرة جدا قد تستوجب إعادة الفصل بينهما، ولو بتفويض الصلاحيات لذوي الخبرة في كل فرع. أما أن يتحول فناء مدارس البنين إلى حلبة مصارعة ومضاربة بين طالب ومعلم أو معلم وولي أمر أو أب طالب وطالب آخر!!، فيسيل الدم وتمرغ الأنوف الشامخة في البلاط وتكسر الأسنان وتستخدم الأدوات الحادة والسلاح!!، وهذه جميعا حدثت وبكثرة في السنوات الماضية، وأما أن تتحول أروقة مدارس البنات إلى ساحة عراك بين طالبتين أو معلمة وعدة طالبات أو مديرة وأم طالبة فترتفع الأصوات النابية وتتقاذف الجزم بكعوب عالية وأخلاق (واطية)، وهذه أيضا تكررت بكثرة في السنوات الماضية، فإن الحل سهل وغير مكلف، بل سيحل معه مشكلة أخرى تتمثل في بطالة المؤهلات الدنيا!!، وقد سبق أن اقترحته عبر هذه الجريدة الرائعة على عدة وزراء تربية وتعليم سبقوا قبل أن أدخل في بياتي (الشتوصيفي) الطويل، وأرجو أن يجد فيه عزام الدخيل ما يستحق سرعة التطبيق. الحل لا يحتاج لأكثر من استحداث وظيفتين أو ثلاث في كل مدرسة من مدارس الجنسين لرجال أو نساء لديهم بسطة في الجسم ورجاحة في العقل يتولون فض النزاع!!، وقبل ذلك وأهم منه ردع حدوثه وتحقيق كل ما من شأنه توفير الأمن المدرسي، والذي ستوفر معه وظائف لائقة للعاطلين ممن لم يرزقهم الله بسطة في العلم.
مشاركة :