.. في منتصف السبعينات هجرية تعرفت على الشيخ عبدالرحمن عبد القادر فقيه وهو على عتبة النجاح الذي يتطلع إليه. قلبه مفتوح لمن يقصده .. وبيته مفتوح لمن يعرف ومن لا يعرف. وفي كتاب بعنوان «لمحات من حياتي» رصد الشيخ عبد الرحمن فقيه مراحل جهده واجتهاده لبلوغ الغاية التي وصل إليها ووضعته في العمل مع رجال الصناعة والبناء. سعادة الشيخ صالح عبد الله كامل كتب مقدمة الكتاب ومما قال : إن المتصفح لهذا الكتاب بشيء من التركيز والتمعن سيكتشف لا محالة ذلك العمق الإيماني والتوجه الإنساني اللذين أثريا مشواره العملي.. وجعلا منه رائدا من رواد الأمل والعمل في زمن كان فيه مجتمعنا محدود الإمكانات وقليل الخيرات. إنها دعوة لكل قارىء جاد ولكل شاب طموح، ولكل مراهق في السابعة عشرة من عمره، لكي يقرأ هذا الكتاب عن الشيخ الوجيه .. عبد الرحمن فقيه. الرجل الذي دفعته أحلامه وعزيمته إلى عدم القبول بالواقع والعمل على تطويره وتحسينه من أجل سعادة الناس. الرجل الذي نشأ في جيل لم تفسد التجارة أخلاقه.. فتعلم من ناقش الأختام التركي في (باب الزيادة) احترام حقوق الملكية حتى في غياب أصحابها عن السوق، وخسر مشروعا كان من الممكن أن يدر عليه دخلا كبيرا. ثم يختم كلمته بقوله: أعرفه حق المعرفة بدرجة لا تقل عن معرفته هو لذاته.. ذلك أن العظماء من الرجال ووجهاء القوم لا تفتأ أعمالهم تطوف بين الناس بالخير وتسعى بالثناء.. مادام في الحي زامر .. ومادام هناك سامر بين الأحياء، عرفته عن قرب يوم كنت نِدا وزميل دراسة لأخيه المرحوم صالح الذي يصغره بعشرين عاما. ولقد كانت مفاجأة لي أن شرفني حين هاتفني طالبا تسطير تقدمةٍ لهذا الكتاب، وهو القادر على تسطير تقدمات للعشرات من مثلي، ولكنها أداب الوجاهة وأخلاق الرجال، ووفاء الرفاق لرحلة عمر منحه الله فيها متسعا من الزمان ليرتوي وينهل من قدسية المكان، بعدما أمسى الرجل حجرا من أحجار مكة كما يقولون، للتدليل على العراقة والتجذر.. وخالص الانتماء. وها أنا ذا أسطر اليوم بيراع الوفاء مقدمتي الثانية، بعدما كتبت دون طلب، مقالة عنه وتهنئة له في صحيفة مكة يوم عاد إلى مكة المكرمة سالما من رحلة خارج المملكة وقد أصيبت به مصيبة آلمت محبيه وأرته محبته عند الناس وهو حي. إنني أهنىء سعادة الشيخ عبد الرحمن عبد القادر فقيه على اجتهاده في تسجيل مسيرة حياته لتكون مثلا لمن يريد النجاح.. السطـر الأخـير : من جد وجد .. ومن زرع حصد.
مشاركة :