زيد بن شاكر يجلد الأمة ميْتاً!

  • 9/9/2019
  • 00:00
  • 1
  • 0
  • 0
news-picture

في مذكراته - التي ترويها زوجته ضمن كتاب يُنشر هذه الأيام والتي نشرت جريدة الشرق الأوسط ملخصا عنها في خمس حلقات - يتحدث الأمير الأردني زيد بن شاكر عن مجريات الأمور في الصراع العربي الإسرائيلي أو الصراع العربي العربي، وما سجلته ذاكرته من أحداث خلال فترة عمله العسكري والسياسي وقربه من ملك الأردن الراحل قبل أن يرحل زيد أيضا عام 2002.قلت إن بن شاكر «يتحدث» في هذه المذكرات أو أن زوجته «تروي» عنه، لكن الحقيقة أنه «يجلد» الأمة ويواجهها بكثير من أخطائها وعبثها وعثراتها في مواجهة الأزمات، وهو ما سبب لها هزائم متتالية، والحقيقة أننا في الأمة العربية ما زلنا على الأخطاء ذاتها والمنهج ذاته وهو ما يُنبئ للأسف بعدم وجود أي بارقة أمل!في زاوية من زوايا هذه الذاكرة وهذا الحديث، كيف خسرت الأمة حربها مع إسرائيل في عام 1967 حين انتكسنا؟ كيف انهزمت جيوش 14 دولة منها 5 حاربت و9 دعمت وساندت أمام دولة ناشئة أو كيان كما نسميه؟ كان قوام الجيوش العربية قرابة 540 ألف جندي ولإسرائيل 260 ألف جندي، خسرنا 20 ألف شهيد ومفقود وأُسر منا أكثر من 5 آلاف جندي وقتل من العدو 900 وتم أسر 15 جنديا اسرائيليا فقط! نسلّي أنفسنا بالتبرير بوجود دعم غربي لا محدود لإسرائيل، ويبقى السؤال بعدها: كيف عجزنا عن إيجاد وترتيب تحالفات دولية تناصرنا رغم ما نملك من مقومات ومن ثروات وثقل، ومن قضية أيضاً! وضعنا كثيراً من الأعذار لتبرير هزيمتنا هروباً من الاعتراف بما يحب الاعتراف به وصولاً إلى الحل، إلا أن هذا هو نهجنا للأسف: التبرير!للحساسية التي قد تصيب الكثيرين سنتجاوز عن الأسباب التي سردتها ذاكرة شاكر بن زيد للخسائر المتتالية، ولأن استعراض مثل هذه المذكرات مهم في تصحيح المسارات للأمم الواعية حتى تستفيد من سابق أخطائها، لهذا كان من المهم وضع مثل هذه التجارب موضع الاستفادة مهما كانت تلك الحساسية عند البعض.للدنيا قانون تعمل من خلاله، ولها قواعد وضوابط من عرفها وعمل بها نجح بغض النظر عن قضيته وعن دينه وصلاح سريرته أو فسادها، هذه أمور لا تؤثر في قوانين الدنيا، ومن لم يلتزم هذه القواعد سيفشل لا محالة وستتوالى عليه الهزائم.نحن في الأمة العربية نجهل ضوابط وقواعد قوانين الدنيا أو أننا لا نعمل بها، ونريد الانتصار وعلو الشأن والرفعة لمجرد أننا عرب أو مسلمون أو أصحاب قضية عادلة، نظن في قرارة أنفسنا وفي صلب معتقداتنا الفكرية أن مثل هذه الأمور تكفي أو ربما توجب لنا النصر، هذه هي أهم معضلة تعاني منها الأمة، في هذه المذكرات وفي السرد الخاص بكيفية اتخاذ قرار الحرب عام 1967 يشير بن شاكر - وهو قائد عسكري في ذاك الوقت - إلى عدم استعداد كثير من الجيوش لخوض هذه الحرب، وأن تحذيرات عسكرية فنية وجهت لبعض القادة بعدم الاستعداد الفني لبدء الحرب إلا أنها أهملت لأن العاطفة هي التي تتحكم فينا، كنا وما زلنا نظن أننا ممكن أن ننتصر لمجرد وجود عاطفة وحماسة جياشة لدينا! حين انهزم الجيش العربي في صحراء سيناء خسر من الشهداء آلاف بمشهد يصفه صاحب المذكرات أنه أشبه بالانتحار بسبب عدم وجود أي تخطيط حتى في قرار الانسحاب، ويعزو كثرة أعداد الشهداء لهذا السبب لا لسبب آخر.وما زالت الأمة على الجهل ذاته بقوانين الدنيا أو على عدم الالتزام بها، تتقدم الدول ونبقى على تخلفنا ونزداد! ثم نرمي أخطاءنا على غيرنا، متعذرين بنظرية المؤامرة أحياناً وبظلم الغرب لنا أحياناً أخرى، وتبقى الحقيقة أننا مخطئون في حق أنفسنا! @lawyermodalsbti

مشاركة :