وصف النجم المصري أحمد عز فيلم «الممر» بأنه نقلة تصنع له تاريخاً فنياً مشرفاً، معتبراً دوره في العمل، الذي حقق إيرادات قياسية في شباك التذاكر، وساماً على صدره وأهم ما قدمه في مسيرته الفنية، معرباً عن سعادته بالنجاح والصدى الكبير الذي حققه «الممر». وكشف عز في حواره مع «الإمارات اليوم» عن تفاصيل الفيلم الذي يراه ملحمة، وكيفية التجهيز له، والتدريبات الجدية التي خضع لها فريق العمل، كي يكونوا «ضباطاً حقيقيين، وليسوا مجرد مؤدين لأدوارهم» ولذا عاشوا شهرين من التدريب الجاد في الصحراء وهم يرتدون الزي العسكري، مضيفاً أن «الفنان مثل الجندي والمقاتل والشرطي وأي فرد له دور وطني بدافع الانتماء والحب؛ إذ لا أعتبر الممثل مجرد شخص يقدم أدواراً ترفيهية، رغم أن الفن ترفيهي في المقام الأول ودوره عظيم في ذلك، ولا يقل أهمية عن أي دور طالما صناعة السينما والفن تبحث عن متعة الناس، لكن إذا اقتضت الأمور وجود الفنان في الميدان كعسكري أو ضابط فلابد أن يكون له دور». وتابع بطل «الممر»: «أنا سعيد بتجربتي في هذا الفيلم، لأنه عمل للتاريخ، وأعتبره شرفاً ووساماً على صدري، وربما هو أهم نقطة في تاريخي، وقد وافقت عليه بمجرد أن عرضه عليّ المخرج شريف عرفة الذي أراه أهم مخرج في مصر». من الإحباطات للانتصارات وبحماس لافت استعاد أحمد عز تفاصيل عن تحضيرات الفيلم والإعداد له، موضحاً: «حكى العمل عن فترة لم أعاصرها تماماً، وهي فترة نكسة عام 1967، وما ترتب عليها من آلام تعرّض لها الشعب المصري بكل أطيافه، سواء قيادات أو مواطنين، وشرح الفيلم معاناة الجيش والشعب من إحباطات حولوها بعد ذلك لانتصارات عظيمة. وبالتأكيد كل هذه العناصر جعلتني كأنني في موقعة حربية، فالفيلم كان بمثابة مسألة حياة أو موت وكان وجود شريف عرفة هو صمام الأمان الأول بالنسبة لي، لأن تنفيذ فيلم بهذه الحساسية وبتقنيات عصرية تناسب جمهور عام 2019 يكاد يكون مهمة انتحارية». وأكمل النجم المصري: «كانت الاستعدادات للفيلم لا تقل جدية عن أننا فعلاً على وشك حرب حقيقية؛ فقد أصر المخرج قبل شهرين تقريباً من التصوير أن نجري التدريب الحقيقي ونحن نرتدي الزي العسكري (الأفارول)، وكان التدريب كله في الصحراء بين الغردقة والسويس.. وكنا نذهب يومياً في شهري يوليو وأغسطس، ودرجة الحرارة بالصحراء تتعدى 50 درجة مئوية، وكل ذلك لأن المخرج كان يرغب في شيء واحد وهو أن نكون على الشاشة ضباطاً حقيقيين وليس ممثلين يجسدون أدوارهم.. وظل معنا حتى وصلنا لهذه القناعة، ونفذناها بمنتهى الحب لأننا تخيلنا أنفسنا ضباطاً حقيقيين في المعركة، ولسنا ممثلين في عمل فني». بلغة الفن تقديم فيلم حربي يعود لعام 1967 ربما يراه البعض مجازفة خصوصاً إذا عرض الفيلم وسط أفلام ترفيهية تجارية، وفي مواسم خفيفة يميل جمهورها للأعمال البسيطة. وحول ذلك أكد عز: «بلغة السوق والاستسهال يمكن أن أوافق على ذلك، لكن بلغة الفن والإبداع هذا كلام غير منطقي أو مقنع بالنسبة لي، ولن أنكر أن الجمهور قد يبحث عن فيلم خفيف في العيد ولكن لماذا؟ لأنه لا يجد عملاً مهماً ومتكاملاً. ربما فرض صناع السينما طابع الخفة على أفلام العيد وكذلك الصيف وجعلوها سمة لأفلام هذه المواسم، لكن الجمهور إذا وجد عملاً جيداً يتابعه، في العيد أو الصيف أو الشتاء أو الربيع». واستطرد: «لننظر للأفلام العالمية؛ فهي تعرض ما تشاء وقتما تشاء.. الكوميدي أو التراجيدي والخيال العلمي؛ والجمهور يقبل على العمل الجيد دون فكرة تصنيفه كوميدياً أو (أكشن) أو تراجيدياً». وتحفّظ عز على تصنيف «الممر» بالحربي: «أعترض على كلمة فيلم (حربي) كوصف للفيلم، إذ يتناول فترة اجتماعية وإنسانية وحربية، وهو قصة متكاملة فيها الكوميدي والتراجيدي والأكشن، فلذلك تصنيفه ظلم له، بالإضافة لوجود عدد كبير من النجوم في العمل، مثل هند صبري وشريف منير وأحمد فلوكس وأسماء أبواليزيد وأحمد صلاح حسني ومحمد فراج ومحمد الشرنوبي». وأعرب عن سعادته بإيرادات الفيلم العالية التي أثبتت أن النجاح حليف المجتهدين «فلا يوجد كرسي فارغ في أي حفل للفيلم.. وأنا أيضاً سعيد جداً بردود الأفعال التي وصفت الفيلم بأنه متكامل، ويحمل رسالة لكل الأجيال». أدوار ثقيلة تقديم أدوار ثقيلة درامياً، قد تكون بعيدة عن الجمهور، مثل الشخصيات السياسية، كيف يراها أحمد عز؟ سؤال أجاب عنه عز قائلاً: «لا أتفق مع القول إن هناك شخصيات ثقيلة وأخرى خفيفة، وشخصيات قريبة من الجمهور وثانية بعيدة؛ فلكل شخصية أهميتها طالما هي من لحم ودم ولها دور في أحداث عمل فني.. لكني لا أنكر أني من باب البحث عن التنوع والتجديد والثقل والإشباع أصبحت أهتم بنقاط مهمة، وهي: هل الشخصية جديدة ومفيدة لي فنياً؟ هل ستصلح لوضعها في الـ(سي في) الخاص بي؟ هل سيتذكرها الجمهور بعد سنوات؟ هذا هو فعلاً هدفي في هذه الفترة؟ ولا أنكر أني حالياً لا أبحث عن فكرة شعبية الشخصية بقدر ما أبحث عن أهميتها، وهل ستكون نقلة في تاريخي وتصنع لي تاريخاً فنياً يعيش بعد موتي، ويكون تاريخاً مشرفاً مثلما نشاهد أفلام الأبيض والأسود ونفخر بمن قدموها». وأضاف حول تقديمه شخصية الضابط على التوالي في فيلمي «الخلية» ثم «الممر» أن «الشخصية درامية وغنية جداً ومختلفة، ففي (الخلية) ضابط شرطة، وبـ(الممر) ضابط جيش بالبحرية، كما أن لكل شخصية سياقها وظروفها وقصتها، ويمكن تقديم شخصية الضابط أو الإرهابي أو اللاعب أو الرسام مئات المرات بطرق متباينة طالما الموضوع مختلف». وتطرق عز إلى فيلمه الآخر الذي طرح أخيراً، وهو الجزء الثاني من «أولاد رزق»، لافتاً إلى أن «نجاح الجزء الأول كان السبب الاساسي في تقديم جزء ثانٍ، والفيلم بطولة عمرو يوسف ومحمد ممدوح وأحمد الفيشاوي وأحمد داوود وكريم قاسم وعدد من النجوم، ويشاركنا في الجزء الجديد النجمان خالد الصاوي وباسم سمرة، وهناك جرعة أكشن كبيرة بالعمل، بالإضافة للكثير من الأحداث المثيرة التي أراهن على أنها ستنال إعجاب الجمهور». دراما الزمن الجميل حول غيابه عن الدراما الرمضانية، قال الفنان أحمد عز: «بصراحة أنا عاشق للسينما أكثر من الدراما، وإذا وجد عمل سينمائي وآخر تلفزيوني وكلاهما جيد فسأختار السينما طبعاً.. ولا أحب التواجد سنوياً في رمضان، وقد يكون كل أربعة أعوام مفيداً، غير ذلك لا أفضل. والحالة الوحيدة التي تجعلني أطل سنوياً بالدراما هي أن أجد أعمالاً مهمة في مستوى أعمال زمان: (زيزينيا) و(ليالي الحلمية) و(رأفت الهجان)». • «إذا اقتضى الأمر وجود الفنان في الميدان، عسكرياً أو ضابطاً، فلابد أن يكون له دور». • «أصبحت أهتم بالشخصية.. هل ستكون مفيدة فنياً؟ وهل ستصلح لوضعها في الـ(C.V) الخاص بي؟». ShareطباعةفيسبوكتويترلينكدينPin Interestجوجل +Whats App
مشاركة :