حذرت الحكومة الفلسطينية، أمس، من أن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو يستغل الاستيطان لكسب أصوات المستوطنين ومؤيديهم من اليمين واليمين المتشدد في إسرائيل. وقالت وزارة الخارجية والمغتربين في بيان «إن نتنياهو يطلق العنان لحكومته وأذرعها المختلفة لتنفيذ أعداد كبيرة من المخططات الاستيطانية لإرضاء للمستوطنين وحركاتهم وجمعياتهم التهويدية». وأضافت: «في الآونة الأخيرة، تصاعدت العمليات الاستيطانية وتزايدت مشاركات نتنياهو الشخصية في دعم الاستيطان». وجددت إدانتها للاستيطان بجميع أشكاله، واعتبرته لاغياً وباطلاً وغير شرعي وفقاً للقانون الدولي واتفاقيات جنيف والشرعية الدولية وقراراتها والاتفاقيات الموقعة. وطالبت المجتمع الدولي ومجلس الأمن بإدانة ورفض تغول نتنياهو الاستيطاني الذي يقوض أي فرصة لتحقيق السلام على أساس حل الدولتين. وكان مسؤول ملف الاستيطان شمال الضفة غسان دغلس، قال إن قوات الاحتلال الإسرائيلي استولت على مئة دونم في الضفة الغربية لتوسيع مستوطنة «شيلو». وأوضح أن قوات الاحتلال سلمت أهالي قرى قريوت وجالود جنوب نابلس، قرارا بالاستيلاء على نحو مئة دونم من أراضي القريتين، إضافة إلى بلدة ترمسعيا شمال رام الله، بهدف توسعة أعمال البناء في مستوطنة «شيلو». وواصلت مجموعات من المستوطنين تنفيذ اعتداءات على ممتلكات الفلسطينيين، حيث هاجم العشرات أمس، عدداً من المنازل والمركبات في قرية عصيرة القبلية بقضاء نابلس، في الوقت الذي واصلت قوات الاحتلال حملات دهم بالضفة الغربية واعتقلت 4 شبان. وقال رئيس مجلس قروي عصيرة القبلية، حافظ صالح، إن نحو 20 مستوطناً من «ايتسهار» المحاذية للقرية هاجموا المنطقة الشرقية للقرية وداهموا عدداً من المنازل، كما قاموا بتحطيم ثلاث مركبات وإعطاب إطاراتها. كما جدّد عشرات المستوطنين المتطرفين، صباح أمس، اقتحامهم الاستفزازي لباحات المسجد الأقصى المبارك. وقالت مصادر في وزارة الأوقاف الإسلامية إن عشرات المستوطنين اقتحموا المسجد من جهة باب المغاربة، ونفذوا جولات استفزازية فيها، بحراسة مشددة من شرطة الاحتلال. ونفذت مجموعات المستوطنين اعتداءات على أراضي الفلسطينيين في واد عبد الرحمن قرب سلفيت. من جهة ثانية، قصفت طائرات الاحتلال الإسرائيلي فجراً مواقع للفصائل الفلسطينية في المنطقة الوسطى وشمال قطاع غزة. وقال المتحدث باسم جيش الاحتلال إن طائرات حربية أغارت على عدد من الأهداف بدعوى أن عدداً منها يحتوي على وسائل قتالية بحرية. وزعم أن الغارات جاءت رداًّ على تسلل حوامة من قطاع غزة باتجاه المستوطنات وإلقائها عبوة ناسفة باتجاه مركبة عسكرية في وقت سابق من يوم السبت. وقالت مصادر فلسطينية إن الغارات استهدفت 4 مواقع تدريب تتبع لكتائب القسام (الجناح العسكري لحركة حماس) في مناطق متفرقة من قطاع غزة. ووصل وفد أمني مصري بعد الظهر إلى قطاع غزة عبر معبر بيت حانون (إيريز) حيث يجري مباحثات مع قيادتي حركتي حماس والجهاد بهدف تثبيت التهدئة بين إسرائيل والفصائل الفلسطينية. وأشار مصدر مطلع في حماس إلى إن الوفد الأمني الذي يترأسه مسؤول ملف فلسطين في المخابرات المصرية اللواء أحمد عبد الخالق زار معبر كرم أبو سالم (كيريم شالوم) التجاري فور وصوله إلى القطاع. وقام الوفد أيضاً بجولة تفقدية للحدود المصرية جنوب القطاع. وأكدت مصادر أن الوفد سيجري محادثات مع كل من قيادة حماس والجهاد تتعلق بالعلاقات الثنائية والأوضاع الأمنية وتثبيت التهدئة على خلفية التصعيد في العدوان الإسرائيلي في الأسابيع الأخيرة والخروقات الإسرائيلية للتهدئة. وحسب المصادر، فإن المناقشات ستتطرق أيضاً للجهود المبذولة لتحقيق المصالحة الفلسطينية.
مشاركة :