الإمام محمد بن سعود والرئيس جورج واشنطن وحديث عن الآباء المؤسسين

  • 9/9/2019
  • 00:00
  • 7
  • 0
  • 0
news-picture

كثيرًا ما نسمع عن لفظة أو مصطلح الآباء المؤسسين the Founding Fathers في التاريخ الأمريكي، وهم الوجهاء الذين كان لهم دور في تأسيس الولايات المتحدة الأمريكية، ونحن في تاريخنا السعودي لدينا عدد من الآباء المؤسسين تحدثت عن أولهم في مقالي السابق وهو مانع المريدي مؤسس الدرعية. وثاني هؤلاء الآباء هو محمد بن سعود. الإمام محمد بن سعود هو مؤسس الدولة السعودية ورمز الوحدة وجد الأسرة المالكة وأعظم زعيم في الجزيرة العربية في القرن الثامن عشر وأول الآباء المؤسسين في مسيرة الدولة السعودية. ولد الإمام في الدرعية ونشأ عارفًا بأمور المنطقة وأحوالها وأوضاعها السياسية والاجتماعية والاقتصادية والدينية. تولى الحكم في إمارة الدرعية عام 1139هـ/ 1727م واستطاع أن يقود الإمارة بخطى حثيثة لتكون أقوى إمارات المنطقة وكانت زوجته هي الأميرة الحكيمة موضي بنت سلطان أبي وهطان. أما الرئيس جورج واشنطن أول رئيس أمريكي ورمز حركة الاستقلال الأمريكية فقد ولد عام 1732م ويعد أبرز الآباء المؤسسين في تاريخ الولايات المتحدة الأمريكية ورمز من رموز تأسيسها ووحدتها. كان شخصية مرموقة في مجتمع ما قبل حرب الاستقلال، وشارك في حربى السنوات السبع. وضع الإمام محمد بن سعود أسس قيام أعظم دولة عرفتها الجزيرة العربية منذ أكثر ألف عام. فقد كان ذا رؤية عظيمة واستشراف مبهر للمستقبل. وأستطاع الإمام محمد بن سعود من وضع الدولة على قاعدة صلبة، وصمد وقاتل من أجل إقامة الدولة واستمراريتها لمدة 22 عامًا واستطاع خلال تلك المدة أن يحول المنطقة من إمارات متفرقة متشتتة إلى دولة واحدة واستطاع استيعاب الجميع وإدخالهم في الدولة الجديدة. اختار الإمام محمد بن سعود الدرعية لتكون عاصمة للدولة وقام بتحصينها وتأمينها لتكون أقوى المدن النجدية ونقطة التقاء مهمة في طريق الحاج والتجارة. أما جورج واشنطن فقد كان قائد حرب الاستقلال الأمريكي، وكان له دور كبير في قيادة الأمريكيين للانتصار وتأسيس دولتهم الجديدة. وبعد ست سنوات وبالتحديد في عام 1789م تم اختياره ليكون أول رئيس للولايات المتحدة الأمريكية. قام واشنطن بجد واجتهاد بوضع أسس الدولة الجديدة والاستفادة من الأخطاء السابقة التي وقعت من أجل أن تكون الدولة قوية ومتماسكة. يعد جورج واشنطن رمزًا قوميًا مهمًا في حياة وتاريخ الأمريكيين. قام واشنطن بالعمل على اختيار موضع ليكون عاصمة للدولة الجديدة وتم اختيار موضع العاصمة الجديدة التي سميت نسبة إليه وهي واشنطن دي سي. وجه الشبه بين القائدين هو تأسيسهما لدولتين عظيمتين وكونهما في وقت متقارب تاريخيًا مع أن محمد بن سعود قد قام بتأسيس الدولة قبل جورج واشنطن بنحو 40 عامًا. في الوقت ذاته، كلاهما يتحلى بصفات الحكمة والشجاعة والقوة على الصمود والكفاح للوصول إلى الهدف. وفي حين أن جورج واشنطن ورفاقه قاتلوا استعمارًا أجنبيًا من أجل استقلال بلادهم وتوحيدها، فقد كافح محمد بن سعود ورجاله استعمارًا داخليًا تمثل في التفكك والتناحر والجهل والفقر من أجل بناء دولة وحدت الجزء الأكبر من الجزيرة العربية لأول مرة منذ أكثر من ألف عام. كلا الرجلين رمزان خالدان في تاريخ بلديهما. ** **

مشاركة :