ودعت المملكة العربية السعودية يوم الثلاثاء 28 ذي القعدة 1440هـ الموافق 30 يوليو 2019م، أحد أركان الإعلام السعودي الدكتور عبد الرحمن بن صالح الشبيلي، وعلم من أعلامها في المجال الإعلامي؛ حيث بدأت مسيرته الإعلامية عام 1956م، من خلال صحيفة أخبار الظهران، وذلك بعد سنوات طويلة من العطاء لهذه البلاد بشكل عام، وأعلامها بشكل خاص. وعندما نستعرض شيئاً من سيرة الحياة الشخصية للفقيد، نجد أنه -رحمه الله- ولد في القصيم 1944م، حصل على شهادة الليسانس في اللغة العربية من كلية اللغة العربية، وحصل على شهادة الدكتوراه في الإعلام من جامعة أوهايو. كما تنقل وعمل في العديد من المناصب فتولى رئاسة مجلس أدارة مؤسسة الجزيرة الصحفية، ومجلس أمناء الشركة السعودية للأبحاث والنشر، ثم عمل أستاذاً في جامعة الملك سعود. أيضاً ساهم في تأسيس إذاعة وتلفزيون الرياض عام 1965م، وتولى منصب مدير عام التلفزيون، وشغل منصب وكيل وزارة الإعلام، ووكيل وزارة التعليم العالي. كما شارك في العديد من المؤتمرات، واللجان، والندوات الإعلامية والثقافية. قدم العديد من البرامج التلفزيونية والإذاعية، وله كتب عدة، ومقالات، ومحاضرات مكتوبة، وكتب في التراجم والسير أبرزها: نحو إعلام أفضل، الإعلام في المملكة العربية السعودية، إعلام وأعلام، الملك عبد العزيز والإعلام، وآخر مؤلفاته -رحمه الله- مشيناها.. حكايات ذات. كما حصل على جائزة وسام الملك عبد العزيز من الدرجة الأولى، وحصل على جائزة الملك سلمان لبحوث الجزيرة العربية. بدأت معرفتي للفقيد -رحمه الله- في عام 2016م، عندما أخترت موضوع مشروع رسالتي لدراسة الماجستير في جامعة الملك سعود، فتواصلت معه، وانبهرت بجمال أخلاقه، وتحفيزه الودود، وقمة تواضعه، ومحاورته لي بالموضوع بكل رقي وأدب كأنني كبيرة أمامه، وبعيداً عن الفروقات التي بيننا. كان يطلق علي لقب «الدكتورة» تقديراً لاختيار موضوع الصحافة السعودية في عهد الملك سعود بن عبد العزيز. فكان -رحمه الله- بعد اختياري للموضوع على تواصل علمي دائماً معي؛ ولقد كان يسأل من فترة لفترة عن خطوات سير الرسالة، ويقوم بتزويدي بكل جديد في الموضوع، كما أهداني بعض مؤلفاته التي تخص موضوع الصحافة السعودية، وتعتبر مؤلفاته مرجعاً مهماً لكل متخصص ومتخصصة في تاريخ الإعلام السعودي. وأخيراً يعد رحيل الدكتور عبد الرحمن الشبيلي خسارة كبيرة للإعلام السعودي، ونعزي أنفسنا جميعاً في رحيله -رحمه الله وغفر له- ولن أنسى آخر رسالة لي منه يشجعني في تعدي عقبات موضوع رسالتي، ودعوته لي: «أظل الله حياتك بغيمة الإيمان والحب والقبول»، وأسال الله إن يظل قبره بروح وريحان وربٍ راضٍ غير غضبان، لن أنساك أستاذي من صالح دعائي ما عشت، وعلى خطاك نمشي بإذن الله.
مشاركة :