عمون - بحث وزير الخارجية وشؤون المغتربين أيمن الصفدي ووزير الشؤون الخارجية في الجمهورية التونسية الشقيقة خميس الجهيناوي اليوم تطور العلاقات التاريخية بين البلدين الشقيقين وأكدا أن المملكة وتونس ماضيتان في تطوير علاقاتهما الأخوية الراسخة وتعزيز تعاونهما في كافة المجالات بشكل أوسع وتنسيقا أكثر إزاء القضايا الإقليمية والدولية ذات الاهتمام المشترك. وأجرى الصفدي والجهيناوي محادثات ركزت على زيادة التعاون الدفاعي والاقتصادي والتجاري بين البلدين.وأكد الوزيران أهمية التطور المتنامي الذي تشهده العلاقات بين البلدين والخطوات التي يتخذانها لزيادة التعاون بينهما. واتفقا على وجود مساحة واسعة وإرادة سياسية مشتركة لتعميق التعاون الثنائي. ولفتا إلى أن حجم العلاقات الاقتصادية والتبادل التجاري لم يصل إلى المستويات التي تعكس متانة العلاقات الإستراتيجية بين البلدين. كما وأشارا إلى أهمية إزالة جميع العوائق أمام تقوية روابط التعاون بين القطاع الخاص في البلدين والتأكيد على دعم مجلس الأعمال الأردني التونسي المشترك الذي تأسس في العام 2016 بما ينمي التعاون والتبادلات التجارية والاستثمارية في قطاعات حيوية مثل الزراعة والأدوية والسياحة وتكنولوجيا المعلومات.كما بحثا المستجدات الإقليمية وفِي مقدمها التطورات المرتبطة بالقضية الفلسطينية وجهود التوصل لحل سلمي للأزمة السورية، وأكدا ضرورة التوصل لحل سياسي للازمة الليبية بما يعيد الأمن والاستقرار ويضمن وحدة ليبيا، والجهد الدولي لمكافحة الإرهاب وظلاميته. وقال الصفدي في مؤتمر صحفي مشترك عقب المباحثات، زيارة الوزير التونسي إلى المملكة التي تأتي في إطار عملية التشاور والتنسيق المستمرة بيننا ليس فقط خدمة لعلاقات وقضايا البلدين ولكن أيضا خدمة لقضايانا العربية في هذه المرحلة التي تفرض التحديات المشتركة التي نواجه تنسيقا اكبر وتشاورا أكثر حتى نحقق هدفنا المشترك في خدمة قضايانا العربية وفي تجاوز التحديات وتحقيق الأمن والاستقرار الذي تستحقه منطقتنا وشعوبنا". وأشار الصفدي إلى ان لقاءه مع نظيره التونسي اليوم جاء قبيل اجتماع مجلس وزراء خارجية الدول العربية الذي سيعقد غدا في القاهرة برئاسة تونس بصفتها الرئيس الحالي للقمة العربية، مشيرا إلى "القضايا العربية الرئيسة التي تشترك المملكة وتونس في رؤيا مشتركة إزائها، بداية القضية الفلسطينية هي قضيتنا الأساس وقضيتنا الأولى، نتابع بقلق شديد ما يجري في الأراضي الفلسطينية المحتلة.وجدد التأكيد على الموقف العربي الواحد بان حل هذه القضية هو أساس تحقيق الأمن والاستقرار في المنطقة وان لا حل من دون تلبية جميع الحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني الشقيق وخصوصا حقه في الحرية والدولة على خطوط 4 حزيران 1967 وعاصمتها القدس الشرقية وفقا لكل قرارات الشرعية الدولية ولمبادرة السلام العربية التي تمثل طرحا شاملا للتوصل إلى السلام الشامل والدائم الذي نريده جميعا". وأضاف الصفدي "مستمرون بالتنسيق في هذا الموضوع باتصالاتنا مع المجتمع الدولي وندين بالمطلق كل الإجراءات الإسرائيلية الأحادية التي تستهدف تغيير الحقائق على الأرض وتستهدف تغيير الوضع القائم خصوصا في المقدسات الإسلامية والمسيحية التي كما تعرفون يكرس الوصي عليها جلالة الملك عبد الله الثاني بكل إمكانات وطاقات المملكة من اجل حمايتها".وبخصوص الأزمات والمستجدات الإقليمية أكد الوزير الصفدي "في القضايا الأخرى في ما يتعلق في الأزمة السورية موقفنا واحد هذه أزمة يجب أن تنتهي والحل طريقه حل سياسي يقبله السوريون ويعيد لسوريا أمنها واستقرارها و يوجد الظروف التي تسمح بعودة اللاجئين السوريين التي تستضيف المملكة مليون و300 ألف شقيق منهم."كما شدد الصفدي على ان "الإرهاب تحدي مشترك أيضا ونحن مستمرون في التنسيق والعمل معا من اجل مواجهة هذه الآفة التي لا علاقة لها بديننا وقيمنا وتشكل خطرا علينا جميعا، فيما يتعلق بكل القضايا الإقليمية نحن نتحدث من القاعدة نفسها و نريد ذات الهدف وعملية التنسيق مستمرة بيننا". وبخصوص العلاقات الثنائية قال الصفدي "علاقات متميزة، علاقات راسخة ونحن حريصون على أن نستمر في إيجاد أفاق حقيقية لتنميتها، تحدثنا بشكل موسع عن إيجاد الأطر التي تسمح للقطاع الخاص بالبلدين تفعيل التعاون فيما بينهما بما ينعكس إيجابا على الشعبين والبلدين الشقيقين.وقال : الأردن في منطقته بوابة للشرق العربي وأيضا بما يتمتع به من اتفاقيات تجارة حرة مع العديد من الدول من الولايات المتحدة وكندا قادر على أن يكون منطلق للأشقاء في تونس لبناء شراكات حقيقية مع نظرائهم في الأردن من اجل الإفادة من هذه الفرص وكذلك لتونس موقعها وإطلالتها على القارة الإفريقية وقربهم من أوروبا ما يسمح لنا أيضا بالمزيد من التعاون". إلى ذلك أشار الصفدي إلى ان مجلس رجال الأعمال بين البلدين كان قد التقى في عمان هذا العام، وأوضح "تحدثنا عن إمكانية أن نبحث مع الزملاء المعنيين فرص إقامة اجتماعات قطاعية لرجال الأعمال من اجل أن نركز على مساحات تعاون محددة وننطلق منها إن شاء الله باتجاه مزيد من التعاون فيما بيننا". كما أشاد الصفدي بالتجربة الديمقراطية التونسية وقال "أود مرة أن أؤكد بأننا نعتز بتجربة تونس الشقيق في عملية التحول الديمقراطي بتوجيهات من جلالة الملك وقف الأردن إلى جانب الأشقاء في هذه العملية ونقف معهم الآن ونتمنى إن شاء الله التوفيق للإخوة في تونس في الانتخابات القادمة بعد أن شغر الموقع الرئاسي نتيجة رحيل الرئيس الراحل الباجي قايد السبسي رحمه الله ونتمنى لهم التوفيق ونأمل أن تكون هذه الانتخابات خطوة قادمة لترسيخ التحول الديمقراطي وتحقيق ما يريده الاشقاء من تقدم ورخاءمن جانبه قال وزير الخارجية التونسي خميس الجهيناوي "أود أن اعبر أولا عن سعادتي بتواجدي اليوم في عمان واشكر الوزير أيمن الصفدي على دعوته الكريمة، تأتي هذه الزيارة في إطار التواصل بين تونس والأردن وهو تواصل مستمر تقريبا بدون انقطاع حول المسائل التي تهم بلدينا الشقيقين ولكن أود أولا أن اشكر من خلالكم اليوم وقوف الأردن إلى جانب تونس وقوفها تجسد ذلك من الزيارات المتعددة لجلالة الملك عبد الله الثاني ابن الحسين إلى تونس في فبراير هذه السنة 2019 ثم في القمة العربية وكذلك الواجب الذي حرص على أن يأتي شخصيا لحضور وأداء واجب العزاء برحيل الرئيس الراحل الباجي قايد السبسي، نحن مدينون لكم بذلك وهي رسالة محبة واعتراف للأردن الشقيق ولكن أيضا نحن علاقاتنا السياسية متميزة وهناك تشابه أو تقريبا تطابق في وجهات النظر والتحاليل الأردنية التونسية حول مجمل القضايا التي تهم المنطقة".وأضاف الوزير التونسي "أمس كانت لنا جلسة عمل مطولة وهذا الصباح أيضاً نظرنا فيها في مختلف هذه القضايا وتوصلنا إلى نفس الخلاصات أن هناك حرص تونسي أردني للمساهمة كل من جهته في دفع هذه النزاعات في إطار الجامعة العربية وفي إطار الأمم المتحدة، وتونس تتهيأ لاحتلال مكانها في مجلس الأمن ممثله للعالم العربي والوطن العربي بداية من شهر يناير القادم 2020." وقال الجهيناوي "قررنا أن نتواصل للتباحث حول هذه المسائل والاستشارة المتبادلة حتى تكون تونس فعلا صوت العرب لدفع أجندة السلام في المنطقة بصفة خاصة، ولكن أيضا بدفع حل القضايا التي تهمنا، القضايا المصيرية، على رأسها بطبيعة الحال القضية الفلسطينية، واكد على ضرورة الاهتمام بالقضية والتي هي القضية الأم للعرب، وضرورة للرجوع إلى مرجعيات القضية الفلسطينية والعمل من اجل تمكين الشعب الفلسطيني أسوة بشعوب العالم من دوله مستقلة عاصمتها القدس الشريف، وهو طلب جاء في مبادرة السلام العربية وكذلك في قرارات الأمم المتحدة، وكذلك سنعمل من خلال تواجدنا في مجلس الأمن ولكن أيضا بالتشاور مع أشقائنا وعلى رأسهم بطبيعة الحال الأردن، حتى نساهم من ناحيتنا بدفع هذه القضية إلى الأمام، وأجندة السلام إلى الأمام."وأشار الوزير التونسي في حديثه إلى القضايا الأخرى التي تم بحثها خلال اللقاء، وقال "سوريا أيضا هناك حرص مشترك حتى لا تبقى سوريا خارج الإطار العربي ونساهم في حلحلة وإيجاد حل يمكن الشعب السوري من استعادة استقراره واستعادة وحدته ورجوع سوريا كدولة مهمة على الساحة العربية." أما بخصوص الأزمة في ليبيا قال الجهيناوي "الوضع الذي يهم تونس مباشرة و هو الوضع في ليبيا الشقيقة، التي تعرف اليوم أمام عيون العالم تقريباً حربا أهلية بين الأشقاء، وهناك العديد من القتلى يوميا، غدا الموضوع مطروح على المؤتمر الوزاري في الجامعة العربية، لا بد أن نتحرك أولا لوقف إطلاق النار في ليبيا، لا يمكن أبدا أن يستمر الاقتتال ونحن نشاهده بكل برودة دم، ووجدت كل التفاهم وكل الدعم من أخي وشقيقي في هذا المجال."وفي ما يتعلق باليمن قال وزير خارجية تونس "اليمن أيضاً موضوع آخر مهم لابد أن نركز عليه حتى نجد سياق يمكن الشعب اليمني الشقيق من استعادة وحدته واستعادة أمنه، من الاهتمام أكثر بمستقبل شعبه في التنمية والاستقرار."وعن العلاقات الثنائية مع الأردن قال الجهيناوي: "كان اللقاء مهم أيضاً على المستوى الثنائي، تداولنا في مختلف الملفات الثنائية، أولا كيف ندفع بالتبادل التجاري بين البلدين الشقيقين وهذا التبادل ما زال محتشم رغم العزيمة السياسية والإرادة السياسية ورغم تميز العلاقات بين البلدين الشقيقين واتفقنا على بعض الخطوات العملية التي تمكن من رجال الاعمال من الالتقاء هنا في عمان في قطاعات ذات أولوية بالنسبة لتونس وبالنسبة للأردن، قطاعات يتمكن فيها رجال الأعمال من التقابل والتشارك في شراكه متكافئة لمصلحه البلدين الشقيقين تستهدف كما قلنا أسواق جديدة، الأردن لها مكانة في منطقتها سواء كما قال معالي الوزير في منطقة المشرق العربي، ولكن أيضا لها اتفاقيات تبادل حر مع دول مهمة مثل الولايات المتحدة وكندا. وأشار إلى وتونس أيضا لها علاقات متميزة مع دول في جنوب الصحراء، ونحن كثفنا اتصالاتنا الثنائية وعززنا الإطار القانوني مع مختلف الجهات والمجموعات الإقليمية الإفريقية ونريد من أشقاءنا رجال الأعمال الأردنيين أن يستغلوا هذه الإمكانية حتى نفتح لهم أبواب جديدة في منطقه غير منطقتهم، كما نبحث ونطمح أيضا أن تكون الأردن هي بوابة تونس لهذه الأسواق القريبة منها."وأضاف الوزير التونسي "بطبيعة الحال نظرنا أيضا في كيفيه التعاون الأمني بين الأجهزة المختصة بين البلدين الشقيقين، ومع الأسف خطر الإرهاب ما زال محدق وهو خطر محدق بنا في تونس لأننا نريد أن ننشئ ونرسي نظام ديمقراطي تقدمي عصري، وهؤلاء الإرهابيين يبحثون بكل الوسائل أن لا تنجح تونس في هذه المسيرة التي نتمنى أن تنجح، ونحن عازمون على ذلك، وان شاء الله الأسابيع القادمة ستبين للتونسيين ولبقية العالم أن تونس متقدمه في سبيل تعزيز مسارها الديمقراطي."
مشاركة :