شكل إعلان شركة إيشيون تكنولوجيز البريطانية عن تطوير بطارية مبتكرة للسيارات الكهربائية يمكن شحنها بالكامل في غضون 6 دقائق فقط منعطفا ثوريا في هذا المجال. وأظهرت معظم الشركات في السنوات الخمس الماضية إصرار كبيرا على البحث عن حلول لإطالة عمر البطارية وزيادة طاقة تخزينها بهدف توسيع قاعدة استخداماتها. وتقول الشركة البريطانية الناشئة من جامعة كامبريدج إن بطاريتها المبتكرة تعتمد على مسحوق فريد من نوعه بدلا من الغرافيت. وأوضحت إيشيون، التي تتخذ من سواستون مقرا لها، أنه إلى جانب تقليل مدة الشحن يعمل المسحوق المبتكر على الحد من خطر نشوب حريق أثناء الشحن. ويؤكد الرئيس التنفيذي ومؤسس الشركة جان دي لا فيربيليري أن التقنية الجديدة، التي تتضمن مادة أخرى عوضا عن الغرافيت، رفض الكشف عن ماهيتها، يمكن استخدامها في بطاريات الليثيوم. ونقل موقع كامبريدج إنديبندنت عن لا فيربيليري قوله “يتم ببساطة إسقاط المواد في البنية التحتية لبطاريات الليثيوم وهذه المساحيق هي العنصر الأساسي لها“. وأوضح أن هذا النوع الجديد من المسحوق يسمح بإعادة الشحن خلال ست دقائق فقط بدلا من 45 دقيقة، وهو أقل حد مسموح به حاليا للشحنة الواحدة في معظم البطاريات المتاحة في السوق. ومعلوم أن بطاريات الليثيوم بها عيوب، كانخفاض الطاقة وانخفاض القدرة على معدل الإنتاج نتيجة الهيكل القطبي للطبقات والمشاكل الناشئة عن درجات الحرارة الباردة. ويرى لا فيربيليري أن المشكلة في المساحيق المعتادة هي أنه عندما تقوم بشحنها بسرعة، فإنها يمكن أن تسبب انفجارا ولكن مع المواد الجديدة سوف تقبل الشحن السريع دون أي خطر على السلامة، على عكس الغرافيت. ويعتقد خبراء أنه إذا كان من الممكن تسويق هذه التكنولوجيا فإن العالم سيكون على موعد مع حدوث ثورة في شكل التنقل وخاصة أثناء المسافات الطويلة مما يسمح بشحن السيارات بسرعة كبيرة. وفي الوقت الحالي، يمكن للشركة، التي استفادت من بعض التمويل من قبل مؤسسة كامبريدج، إنتاج كيلوغرام واحد من المساحيق يوميا، وهو ما يعادل الكمية اللازمة لبطارية السيارة. ومع ذلك، قالت الشركة إنها تعمل على قابلية التوسع لتتمكن من إنتاج كميات أكبر من خلال بناء منشأة جديدة ستركز على هذا النوع من البطاريات. وتخطط إيشيون تكنولوجيز لطرح بطاريتها المبتكرة بالأسواق بحلول 2020، حيث ستتعاون مع شركات تصنيع البطاريات لإدخال هذه التقنية إلى الأسواق مستقبلا. وقال مؤسس الشركة الحاصل على دكتوراه من جامعة كامبريدج “لدينا نموذج أولي الآن ونتجه نحو التسويق في أوائل العام المقبل.. يجب التحقق من صحة الاختبارات مسبقا”. وأضاف “إننا نعمل على طرق لجعل المساحيق قابلة للتوسّع وحيث يمكن إنتاج ألف طن بسهولة في المصانع”. وتتسابق الجامعات والمؤسسات البحثية في ضخ أموال لمساعدة مراكز أبحاث الطاقة حتى تتمكن من اللحاق بالسباق العالمي لابتكار أحدث البطاريات ذات القدرات العالية لتخزين الطاقة. وقال أليكس سليغ مدير الاستثمار في شركة نيوايبل أحد المستثمرين في المشروع “لقد شعرنا أن المنتج الذي تنتجه إيشيون كان متفوقا على أي منتج آخر في السوق، لاسيما في ما يتعلق بالوقت اللازم لشحن البطاريات”. وأشار إلى أن الدعم الذي تلقاه إيشيون من مؤسسة عالمية المستوى مثل مؤسسة كامبريدج “أعطانا ثقة كبيرة”. وأوضح أن توجه الشركة البريطانية منسجم مع ميول نيوايبل بأن معظم المركبات ذاتية القيادة سوف تعمل مستقبلا بالطاقة بواسطة تكنولوجيا البطاريات.
مشاركة :