قال باحثون من الولايات المتحدة إنهم رصدوا مصدرًا غامضًا وغير متوقع في مجرة الألعاب النارية، تتدفق منه الأشعة السينية بشكل بالغ السطوع. وأوضح الباحثون أن هذا المصدر المبهم ظهر بنفس السرعة الكبيرة التي اختفى بها؛ حيث ظل ضوء هذه الأشعة ساطعًا على مدى ثلاثة أسابيع فقط، ثم خبا مرة أخرى. وطرح فريق بحثي تحت إشراف هانّا إيرنشو، من معهد كاليفورنيا للتقنية بمدينة باسادينا، عدة تكهنات بشأن التدفق المفاجئ للأشعة، ونشروا نتائج دراستهم في العدد الأخير من مجلة «أستروفيزكال جورنال» المعنية بأبحاث الفيزياء الفلكية. كان علماء الفلك فحصوا عام 2017 انفجار المستعر الأعظم النجمي الذي وقع في كويكبة الملتهب، في نصف الكرة السماوي الشمالي، معتمدين على أجهزة الرصد الخاصة بالقمر الصناعي «نوستار» التابع لوكالة ناسا الأمريكية لأبحاث الفضاء، والقمر الصناعيXMM «نيوتن» التابع للوكالة الأوروبية لأبحاث الفضاء، وسبق للعلماء أن رصدوا مصدرًا مجهولًا للأشعة السينية. وكان قمر «نوستار» يركز على مراقبة المجرة ، دون أن يعثر على أي أثر لمصدر الأشعة السينية، وفترة عشرة أيام مساحة زمنية قصيرة حقًا تسمح لجرم سماوي يسطع بهذا الشكل بالظهور، حسبما أكدت ايرنشو، في بيان عن وكالة ناسا. وعندما بدأ قمر «شاندرا» الصناعي التابع لناسا، يستخدم أجهزته في البحث عن الجُرم السماوي، وذلك بعد عشرة أيام من اكتشافه، كان الجرم قد اختفى. عرف الباحثون ثلاثة مصادر بالغة السطوع للأشعة السينية في مجرة الألعاب النارية، التي تبعد نحو 25 مليون سنة ضوئية، والتي اكتسب هذا المسمى بسبب كثرة انفجارات المستعر الأعظم التي تقع في هذه المجرة، فغالبا تكون هذه الأجرام السماوية التقليدية، ثقوبا سوداء تبتلع مادة، ولكن المادة لا تسقط في الثقب الأسود مباشرة، بل تتجمع في دوامة مثل المياه. وتتهاوي المادة بشكل يزداد سرعة، قبل أن تختفي في الثقب الأسود، وترتفع درجة حرارتها لتصل إلى بضعة ملايين؛ لدرجة تجعلها تصدر أشعة سينية؛ ولكن هذه العملية تستمر فترة طويلة نسبيا، ولا تقع خلال أيام فقط. رجح فريق ايرشو وجود تفسيرين لذلك، أولهما أن سبب هذه الأشعة هو ثقب أسود انتزع نجمًا صغيرًا بسرعة كبيرة جدا وابتلعه، أو أن مصدر هذه الأشعة هو ما يعرف بنجم نيتروني. والنجوم النيترونية هي جثث مدمجة بشكل بالغ ولديها قوة جاذبية كبيرة، ناتجة عن احتراق النجوم، التي خبت بعد احتراقها، والتي انزوت بقوة في نفسها تحت تأثير قوة جاذبيتها، لدرجة تجعل نجما بحجم شمسنا ينضغط في كرة بحجم بضعة عشرات من الكيلومترات بقطر لا يزيد كثيرًا على قطر مدينة مثل مدينة برلين، ويمكن لتلك النجوم ابتلاع المادة من الوسط المحيط بها، ولكنها تمتلك مجالا مغناطيسيا قويا وتدور بسرعة بالغة.
مشاركة :