تصاعدت أزمة نقص العمالة السعودية ذات الخبرة أو المهارة في قصف ثمار التمور من النخيل مع بدايات موسم صرام التمور، وهو ما دعا عددا من ملاك المزارع للاستعانة بالعمالة الوافدة التي تفتقد للخبرة، مع ارتفاع أسعار أجرة العمل. وطالب ملاك المزارع بإيجاد حلول مناسبة للأزمة، حفاظا على حقوقهم وجودة تمورهم التي جعلتهم يتكبدون الأموال الكثيرة طوال العام، خلال الاهتمام بالنخلة والعناية بها والتي تعتبر مصدر رزق للعديد منهم. ويصل عدد المزارع في واحة الاحساء ما يقارب الـ 28 ألف حيازة زراعية، تنتج ما يقارب 37 صنفا من التمور، يميزها عن غيرها في مناطق المملكة أن بعضها يؤكل رطبا وبعضها يؤكل تمرا وبعضها يستفاد منه في عملية الدبس والصناعات التحويلية الأخرى، في حين يتسيد مبيعات التمور الأكثر تداولاً في الأحساء «الخلاص والرزيز والشيشي» ودخول أنواع أخرى مثل نوع الحاتمي والشبيبي. تكاليف مرتفعة وقال سعيد الشدي أحد المهتمين بالتمور: إن موسم الصرام يشكل هاجسا كبيرا للكثير من ملاك المزارع لما له من أهمية لدى المزارعين والمهتمين بإنتاج التمور، والكل يحرص على أن يكون إنتاجه مميزا وذي جودة عالية، حرصا منهم على كسب مبلغ جيد عند البيع. وأوضح الشدي أن أبرز المشاكل التي تواجه مزارع التمور والمتهمين بها، هي عدم توفر العمالة السعودية من المزارعين المختصين، كما كان في السابق، يقابلها كثرة العمالة السائبة التي تتبع للشركات أو العمالة التي تعمل على نظام الكفالة المخالفة، وغالبيتهم لا يمتلكون كفاءة وخبرة، مضيفا: «الصرام يكون غالباً في أوقات رطوبة الجو العالية والحرارة الشديدة، وهو ما يجعل العمل متعبا جداً، لذا نطالب بإيجاد آلية أو أجهزة تساعد الفلاح على صرم التمور بالشكل المرضي لنا». مراحل مهمة ويرى المزارع إبراهيم حمد أن المزارع المهتمة بإنتاج التمور تجد معاناة كبيرة كون موسم الصرام يشهد مراحل هامة، وهي تتطلب وجود عمالة وافرة، خصوصا للمزارع ذات المساحة الكبيرة، موضحاً أن هذه المراحل تبدأ بصرام hgنوع الموحد من التمور لنوع «الحاتمي والغر»، وأما المرحلة الثانية التي تمثل صرام المحصول من التمور وهي الأهم، ويتم فيها صرام نوع الخلاص والرزيز، وفي المرحلة الأخيرة هي مرحلة صرام الأثايل لأنواع الهلالي والخصاب والزاملي، وكل هذه المراحل تتطلب عملا وجهدا كبيرا، إلا أن قلة وجود العمالة يؤثر سلبا على التمور. العمالة الأجنبية ويعلق المزارع نايف العريفي آماله على عودة العمالة السعودية من المزارعين ممن يجيدون ويحافظون على أعمالهم المميزة، ذات الخبرة في مزارع الأحساء، مضيفا: للأسف الشديد لم تعد المزارع كما كانت في السابق لقلة العمالة الجيدة، على الرغم من أن عدد من البلدات الزراعية في الاحساء لا تزال تحافظ على مزارعيها السعوديين، إلا أنهم يشكلون قلة، الأمر الذي سمح للعمالة الأجنبية بالدخول في هذا المجال وبأسعار مرتفعة.
مشاركة :