أكد صاحب السمو الملكي الأمير عبد العزيز بن سلمان آل سعود، وزير الطاقة في المملكة العربية السعودية، أمس، على هامش مشاركته في مؤتمر الطاقة العالمي أبوظبي 2019، أن «السياسة النفطية للمملكة لن تتغير لأنها قائمة على مرتكزات أساسية محددة سلفاً، لأننا دولة لديها احتياطيات نفطية كبيرة، وننتج أيضاً كميات كبيرة من النفط»، وأكد: «نحن لا ندير السوق وإنما نحقق التوازن، والسعودية ملتزمة بالعمل مع المنتجين الآخرين داخل أوبك وخارجها، لتحقيق التوازن في أسواق النفط العالمية». وأضاف: «نحن نبحث عن سياسات تحقق المنفعة الأكبر والأعظم على المدى الطويل للمملكة». وتابع: «الاستراتيجيات تبنى على أسس وسياسات تتأقلم مع الظروف، وقد قدمت استراتيجيات عدة إلى أوبك والمملكة، وكل استراتيجية عملت بها كان لها سيناريوهات، كل سيناريو له سياسات تتمنهج مع المتغيرات لتحقيق المكتسبات المستهدفة». وقال وزير الطاقة السعودي: «عملت لأكثر من 32 سنة مع أوبك، وقبلها كنت محاضراً في الجامعة، كما عملت في الحقول، ما وفر لي خبرة طويلة في القطاع». وأكد: «طريقتنا في المملكة صائبة، وأهم معزز لبقاء التضامن بين الدول المنتجة للنفط هو إشعار الآخرين، صغر حجم إنتاجهم أو كبر، إنهم أعضاء فاعلون ويجب أن نسمع لآرائهم، بما يعزز استمرار تحالف أوبك بلس لفترة أطول والاستفادة منه للتعايش مع التغيرات والظروف»، وأكد: «كل أعضاء أوبك لهم دور مهم ووجهات نظر يجب أن تحترم». وقال: «هناك دولة أو اثنتان تشعران بالحاجة إلى التناغم مع ما التزموا به»، معرباً عن اعتقاده بأنهما «ستقومان بالالتزام بالخفض لأنه يعود بالنفع على الدول ذاتها أولاً ومن المهم تعزيز هذا التوجه»، مشدداً على أن «تخفيض الإنتاج سيفيد كل أعضاء أوبك». وحول منظومة الطاقة ومزيج الطاقة في المملكة، قال إن هناك برنامجاً معلناً للطاقة النووية السلمية وسينجز وفق الخطط الموضوعة. وحول شركة النفط الوطنية العملاقة «أرامكو» قال إن السعودية تستهدف إجراء طرح عام أولي للشركة «في أقرب وقت ممكن»، حيث تستعد «أرامكو» لبيع حصة تصل إلى 5% بحلول 2020-2021، فيما قد يكون أكبر طرح عام أولي في العالم. وأعاد الوزير التأكيد، على هامش مؤتمر للطاقة في العاصمة الإماراتية أبوظبي أمس، «التزام المملكة بالعمل مع منتجي النفط داخل أوبك وخارجها، لاستقرار وتوازن الأسواق العالمية للبترول». وأعرب سموه عن اعتقاده بأن هناك ضبابية في المشهد الاقتصادي العالمي ناتجة عن الخلافات التجارية بين أميركا والصين، مضيفاً أن ما نعانيه الآن سببه «مشاعر أسفرت عن تردد في مدى قدرة الاقتصاد العالمي على الاستمرار، أخذاً في الاعتبار ما يتكون في الأفق من خلافات تجارية، وسوق البترول يعتمد على المستقبل المتخيل». وتابع أن «الوضع الاقتصادي العالمي سيكون أفضل، عندها ستختفي هذه المشاعر وسيضمر الجانب المفعم بالسلبية، وتعود النظرة الإيجابية».
مشاركة :