أعلنت منظمة الصحة العالمية، اليوم الإثنين، أن معدلات الانتحار تراجعت على مدار السنوات القليلة الماضية ولكن لايزال شخص ينتحر كل 40 ثانية حول العالم. وقالت المنظمة إن نحو 800 ألف شخص ينتحرون سنوياً، أي أكثر من الذين قتلوا في الحروب وعمليات القتل أو سرطان الثدي، وحضّت على اتخاذ إجراءات لتجنب هذا النوع من المآسي. وفي تقرير جديد، أوضحت هذه المنظمة، التابعة للأمم المتحدة، أن معدل الانتحار العالمي قد انخفض إلى حد ما بين العامين 2010 و2016، لكن عدد الوفيات ظل مستقراً بسبب تزايد عدد سكان العالم. وقال المدير العام للمنظمة تيدروس أدهانوم غيبريسوس، في بيان "رغم التقدم المحرز، فإن شخصاً واحداً يموت كل 40 ثانية منتحراً"، مشدداً على أن "كل وفاة هي مأساة للعائلة والأصدقاء والزملاء". وبلغ معدل الانتحار العالمي في العام 2016، وهو العام الأخير الذي توافرت فيه البيانات، 10.5 لكل 100 ألف شخص. لكن المعدلات تباينت على نطاق واسع، إذ انخفضت حالات الانتحار في بعض البلدان إلى خمسة لكل 100 ألف. بينما سجّلت غويانا، التي تصدرت اللائحة، معدلاً يزيد عن 30 حالة لكل 100 ألف شخص. وبشكل عام، انخفض معدل الانتحار العالمي بحوالي 10% بين العامين 2019 و2016 مع انخفاض نسبته 20% تقريباً في حالات الانتحار في غرب المحيط الهادئ وتسجيل جنوب شرق آسيا انخفاضاً أيضاً بلغ 4.2 %. وكانت القارة الأميركية المنطقة الوحيدة التي أظهرت ارتفاعاً في حالات الانتحار، إذ ازدادت بنسبة 6% خلال فترة السنوات الست. وقالت ألكسندرا فليشمان، من قسم الصحة العقلية في المنظمة، أمام الصحافيين في جنيف، "نعلم أن سهولة الوصول إلى الأسلحة النارية في الأميركيتين يساهم في رفع معدلات الانتحار". وقالت منظمة الصحة العالمية إن التراجع الإجمالي يفسر بأن عدداً من البلدان، البالغ مجموعها 38، قد وضعت استراتيجيات للحد من الانتحار، مشددة على أنه ينبغي للعديد من الدول أن تقوم بالمثل. وأوضح تيدروس "يمكن اتخاذ إجراءات وقائية للحد من الانتحار" داعياً" كل البلدان إلى اعتماد استراتيجيات فعالة لمنع الانتحار في برامج الصحة والتعليم بطريقة مستدامة". ومن أكثر طرق الانتحار شيوعاً هي الشنق وإطلاق النار وتناول المبيدات السامة خصوصاً في المناطق الريفية. وأظهر التقرير أن معظم حالات الانتحار حدثت في البلدان المتدنية والمتوسطة الدخل، حيث يعيش معظم سكان العالم، لكن المعدلات كانت أعلى في البلدان الأكثر ثراء. فبعد غويانا، سجّلت روسيا ثاني أعلى معدل في العالم مع 26.5 حالة انتحار لكل 100 ألف شخص. كذلك احتلت مراتب متقدمة كل من ليتوانيا وليسوتو وأوغندا وسريلانكا وكوريا الجنوبية واليابان، إضافة إلى الولايات المتحدة التي سجلت 13.7 حالة انتحار لكل 100 ألف شخص. وفي معظم البلدان تقريباً، كان الرجال أكثر إقداماً على الانتحار من النساء. فقط في خمس دول هي بنجلادش والصين وليسوتو وميانمار، كانت نسبة النساء المنتحرات أعلى من نسبة الرجال. كذلك، أظهر التقرير أن أكثر من نصف المنتحرين هم دون سن الـ45. ومن بين فئة الشباب، الذين تراوح أعمارهم بين 15 و29 عاماً، يأتي الانتحار في المرتبة الثانية بعد حوادث الطرق كسبب رئيسي للوفاة. وقالت المنظمة الأممية إنها ستطلق حملة على مدى شهر تبدأ في اليوم العالمي للوقاية من الانتحار في 10 سبتمبر، بما في ذلك إطلاق كتيّب مرجعي لصناع الأفلام. ويحذّر هذا الكتيب من أخطار توصيف الانتحار وتصويره إذ ثبت أنه يؤدي إلى حالات انتحار مقلدة بين الأشخاص الذين يعانون من مشكلات في الصحة العقلية.
مشاركة :