صباح يوم الخميس الماضي، كان العالم المصري أبو بكر رمضان رئيس هيئة الرقابة النووية والإشعاعية، على رأس الورشة التي تقيمها مدينة مراكش بالمغرب حول التلوث البحري بمعاونة الوكالة الدولية للطاقة الذرية، ليتمكله شعور بالتعب اضطره أن يطلب من المنظمين الإذن بالانصراف، فتوجه على الفور إلى الفندق وهو في حالة شديدة من الإعياء نتيجة عدم قدرته على التنفس بشكل طبيعي، فتم استدعاء طبيب الفندق على الفور، فصرح بأنه يعاني من أزمة قلبية حادة، وتم نقله بسرعة إلى المستشفى، لتوافيه المنية هناك.الرحيل السريع والغامض للعالم المصري، لم يترك فقط الكثير من علامات الاستفهام حول السبب الحقيقي للوفاة، وماذا إذا كانت طبيعية أم أن هناك سر وراء ذلك -حسب ما أُثير- ، لكن موته فرض أيضًا حالة من الحزن بين أفراد عائلته وأهل قريته. انتقلت "الفجر" إلى قرية تصفا التابعة لمركز كفر شكر بمحافظة القليوبية، كي تعايش حالة الفقد التي تتملك أهل القرية، وتتلمس خيوط سيرته الطيبة التي تلهج بها الألسنة، وترافقها دعوات الرحمة والصبر.النجاحات الكبيرة تبدأ بأحلام صغيرةبحكم كون "جمعة شحاتة" خال الرئيس السابق لهيئة الرقابة النووية، جعلته يتعرف على مكامن شخصيته الحقيقة منذ أن كان طفلًا صغيرًا، وحياته ما هي إلا سلسلة متصلة من الجهد والمثابرة، والتي تدرجت معه بداية من التحاقه بكلية العلوم جامعة الزقازيق، والتي طوقها ابن أخته بالعزيمة والإصرار في أن يحفر لاسمه مكانًا في مجال الطاقة النووية، هذه التجربة الشاقة غذتها مساعيه في الحصول على الماجستير والدكتوراة فيما بعد، بالإضافة إلى السفريات العديدة التي جال فيها حول العالم، جعلته جديرًا بأن يكون مسؤولًا عن متابعة الآثار الجانبية للمفاعل النووي الإسرائيلي والإيراني.
مشاركة :