قال وزير الإعلام السوداني فيصل صالح اليوم الثلاثاء إن رئيس الوزراء الجديد عبد الله حمدوك سيتوجه إلى جنوب السودان لإجراء محادثات سلام بين مجلس السيادة الحاكم وقادة المتمردين. وأضاف صالح للصحفيين بعد أول اجتماع لمجلس الوزراء أن حمدوك سينضم، في أول زيارة خارجية له، إلى خمسة من أعضاء مجلس السيادة الحاكم في محادثات مقررة بجوبا عاصمة جنوب السودان يوم الخميس. وصنع السلام مع المتمردين الذين يقاتلون قوات الحكومة السودانية هو أحد أولويات حكومة السودان الانتقالية، إذ أنه أحد الشروط الرئيسية التي تضعها واشنطن لرفع السودان من قائمتها للدول الراعية للإرهاب. وقُتل آلاف الأشخاص في معارك أهلية بالسودان منها الصراع في إقليم دارفور بغرب البلاد حيث قاتل المتمردون حكومة الرئيس السابق عمر البشير بدءا من 2003. وخاضت قوات الحكومة حربا في دارفور مع جماعات محلية متمردة ينحدر كثير منها من قبائل أفريقية تعيش على الزراعة وتشكو من الإهمال، وهو ما أدى إلى صراع تسبب في نزوح نحو 2.5 مليون شخص. وهدأت وتيرة الحرب في دارفور على مدى الأعوام الأربعة الماضية، لكن لا تزال تقع مناوشات بين حركة العدل والمساواة وفصيلين من جيش تحرير السودان. وقال مسؤولون ومصادر من المتمردين إن جبريل إبراهيم زعيم حركة العدل والمساواة سيشارك في محادثات جوبا إلى جانب الفصيل بجيش تحرير السودان الذي يرأسه مني مناوي بينما يغيب عنها الفصيل الذي يقوده عبد الواحد النور. والتزم متمردو الجيش الشعبي لتحرير السودان-الشمال، في ولايتي جنوب كردفان والنيل الأزرق الواقعتين في جنوب السودان، إلى حد بعيد بوقف إطلاق النار على مدى العامين الماضيين. ويناهض المتمردون حكومة الخرطوم منذ أن انتهى بهم الأمر على الجانب السوداني من الحدود بعد انفصال جنوب السودان في عام 2011. كما يشارك في المحادثات فصيلان بقيادة مالك عقار وعبد العزيز الحلو. ويعيش في ولايتي جنوب كردفان والنيل الأزرق عدد كبير ممن وقفوا في صف الجنوب خلال الحرب الأهلية مع الخرطوم على مدى عشرات السنين. ويقول كثير منهم إنهم تعرضوا للتهميش من جانب حكومة الخرطوم منذ إعلان جنوب السودان استقلاله في يوليو تموز بموجب اتفاق سلام عام 2005.
مشاركة :