إلهان عمر.. هل سقط الحلم؟؟

  • 9/11/2019
  • 00:00
  • 1
  • 0
  • 0
news-picture

من صدارة المشهد السياسي الى صدارة المشهد الفضائحي، إلهان عمر اسم برز برافعات دفع المصالح الخفية في لعبة الصراع السياسي وتجاذباته المعلنة منها والسرية. وكانت إلهان عمر إحدى الأوراق التي تم اللعب بها في مواجهة الكبار، فاختاروا لها ترامب المشاغب لتشاغبه، فخسرت جولة الشغب سريعاً لحداثة تجربتها وشراسة شغب ترامب الذي دفع مباشرة باتهامات ضدها أخلاقية «الزواج من شقيقها» ما أربك إلهان السمراء القادمة من القارة الافريقية عبر الصومال، حيث حذروها هناك. إلهان ركبت قطار الحزب الديمقراطي سريعاً وبشكل لافت، حيث لم يطل انتظارها، التقطها الحزب من رصيف المحطات ليعيد من خلال سمرتها وأصولها الاسلامية حكاية أوباما بن حسين أوياما. فما بين كينيا حيث أصوله وما بين الصومال حيث أصولها قوس أفريقي يمتد مطعماً بذكرى عقيدة اسلامية للآباء والأجداد حملها الأبناء صفةً على غير موصوف، لكنها تداعت مشاعر التعاطف في المزاج الاسلامي العام. ربما لحداثة تجربتها وتواضع ثقافتها قياساً بأوباما أستاذ هارفرد، ربما لاستعجال الحزب في البحث عن بديل لأوباما يكون مشابهاً في الشكل والأصل والجذر، فقد أوقعها طيشها والغرور الذي أصابها مبكراً، وهي تجد نفسها تقارع وتصارع ترامب ثم دولاً بحجم السعودية ومصر، وتكتب عنها صحف كبيرة الواشنطن بوست ونيويورك تايمز. كل هذا أوقعها في المحظور فمن صعد سريعاً يتهاوى سريعاً، خصوصاً الصغار منهم، وعندما شاهدناها ترقص في الشارع مع تظاهرات المثليين أدركنا أن ساعة نهايتها اقتربت. فإلهان التي بيتها من زجاج قذفت الكبار بحجارة أكبر من يدها، وبِنزق الغزور كانت تتحدث وكانت تتحدى، وكانت قد دخلت على خط منطقتنا بلا سابق معرفة، وبلا سابق خبرة عن تاريخ المنطقة وسياساتها، لتصطف دون أن تعرف لماذا ضد خصومنا، ولتغازل طهران والدوحة وحزب الله، وهي خارج المعرفة تقرأ ما يدفع لها به ثم تصعد في التحدى والاستفزاز بلا سبب. ولأن سيرة الصعود تكون عبر الصحف فإن سيرة السقوط تكون ايضاً عبر الصحف، وما بين الواشنطن بوست التي صعدت من خلالها إلهان عمر وبين الديلي ميل التي هشّمت بيت إلهان الزجاجي حكاية رجل. في الأولى شبّهوا إلهان بأوباما فصعدت، في الثانية كانت حكاية رجل وقصة علاقة خارج إطار الزواج «غير شرعية» لإلهان المسلمة فاقترب السقوط. نائبة أمريكية «إلهان» الطرف الأشهر في العلاقة المحرمة، ومستشار سياسي الطرف الثاني في علاقة تصلح لفيلم مثير وجدلي، وزوجة لمستشار كشفت الغطاء وطلبت الطلاق. وصحف تترصد وتبحث عن سبق مثير، فهل هناك ما هو أكثر من حكاية من مثلث الزوجة والعشيقة والزوج. الإنكار في الفضائح المثيرة لا يخدم المتهم، وإلهان حين أنكرت اعترفت بالعلاقة لكنها بعد طلاقها من زوجها أحمد مرسي، الذي صرّح بأنه طلقها بعد علمه بحكاية غرامها وعلاقتها بالمستشار السياسي. ولأن الحكاية الغرامية لا تعنينا بشيء هنا، سنلاحظ الجانب السياسي وانعكاساته على إلهان البديل لأوباما كما بشّرنا الحزب الديمقراطي، الذي لم يستطع هذه المرة الاستنجاد بصحيفته الواشنطن بوست لإنقاذ ما يمكن إنقاذه من سمعة إلهان عمر ومن آخر ورقة سمراء عند الحزب. هيلاري كلينتون بعد السقوط تراجعت حظوظها واختفت صورتها، وإلهان عمر بعد حكاية غرام لن تستطيع الصمود في المشهد، فهل هي لعنة ترامب، أم أن الحزب الديمقراطي يخفق دائماً في اختيار المرأة المناسبة للمنافسة الحقيقية والكبرى أمام الكبار؟؟. إلهان لم تستطع أن تحافظ او بالأدق أن تكتسب تعاطف المسلمين في الولايات المتحدة، وهو ورقتها الانتخابية التي اعتمدها حزبها رسمياً للفوز في المستقبل، فقد فرّطت فيها إلهان مبكراً، ولم تهتم بها أصلاً، حيث خطفتها أضواء أمريكا وما أدراك ما أضواء أمريكا حين تسلط على المهمشين فتضيء أسماءهم وصورهم بها الى درجة الاحتراق.

مشاركة :