أكد سمو الشيخ حمدان بن محمد بن راشد آل مكتوم، ولي عهد دبي، أن إنجازات الإمارات تسهم اليوم في تعزيز فرص المنطقة العربية في إحياء نهضتها الحضارية، لاسيما مع اقتحام أبناء الإمارات العديد من القطاعات التي لم يكن للمنطقة حضور ملموس فيها، من أهمها قطاع الفضاء الذي تسعى فيه دولتنا بتوجيهات صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، إلى تحقيق إنجازات نوعية بسواعد وعقول جيل من الشباب الإماراتي المبدع وبمبادرات ومشروعات طموحة نسابق معها الزمن نحو القمة. ولي عهد دبي: - «نشدّ على يد كل مخلص ومتفانٍ في خدمة الوطن، وكل من يسهم في تقدمه ورفعته». - «إنجازات الإمارات تسهم اليوم في تعزيز فرص المنطقة العربية في إحياء نهضتها الحضارية». - «نرجو كل التوفيق لرائدي الفضاء الإماراتيين وأعضاء فريق العمل لإتمام المهمة لخدمة مستقبل العالم». جاء ذلك بمناسبة دخول رائدي الفضاء هزاع المنصوري، وسلطان النيادي، أمس، مرحلة العزل الطبي، حيث أجرى سموه اتصالاً هاتفياً مع رائدي الفضاء الإماراتيين للاطمئنان شخصياً على إتمامهما كل الاستعدادات لخوض هذه المرحلة الجديدة في هذه الرحلة التاريخية التي سيكون لها أثرها في وضع اسم الإمارات والمنطقة العربية على خارطة صناعة الفضاء العالمية، حيث أعرب سموه، خلال الاتصال، عن مدى فخر واعتزاز جميع الإماراتيين بما يعملان على تحقيقه من إنجاز سيذكره التاريخ، وخالص أمنيات سموه لهما ولجميع أعضاء فريق العمل بالتوفيق والسداد في إتمام هذه المهمة بكل ما تحمله من دلالات وفرص. وقال سمو ولي عهد دبي: «الرحلة التاريخية إلى محطة الفضاء الدولية أمل يضيء الطريق نحو نهضة علمية عربية جديدة، وإنجاز نحقق به حلم صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، باستعادة المنطقة العربية لأمجادها التي صنعتها في أوج تقدمها، نشدّ على يد كل مخلص ومتفانٍ في خدمة الوطن، وكل من يسهم في تقدمه ورفعته، نرجو كل التوفيق لرائدي الفضاء الإماراتيين وأعضاء فريق العمل، سائلين الله تعالى أن يشملهما بعنايته وأن يوفق الجميع في إتمام هذه المهمة لخدمة مستقبل دولتنا وأمتنا والعالم أجمع». وودّع رائدا الفضاء الإماراتيان، هزاع المنصوري، وسلطان النيادي، أمس، العاصمة الروسية موسكو، متوجهين إلى مدينة بايكونور في كازاخستان، لبدء مرحلة العزل الصحي التي تستمر لمدة 15 يوماً، بعد انتهاء فترة تدريبهما في مركز «يوري غاغارين» لتدريب روّاد الفضاء بمدينة النجوم، استعداداً للانطلاق في رحلتهما التاريخية إلى محطة الفضاء الدولية في 25 سبتمبر الجاري. وأُقيم حفل وداع لرائدي الفضاء المنصوري والنيادي في مركز «يوري غاغارين»، بحضور رئيس مجلس إدارة مركز محمد بن راشد للفضاء، حمد عبيد المنصوري، ومدير عام مركز محمد بن راشد للفضاء، يوسف حمد الشيباني، ومساعد المدير العام للشؤون العلمية والتقنية مدير برنامج الإمارات لروّاد الفضاء، سالم المري. وقال حمد عبيد المنصوري: «بحمد الله وتوفيقه وصلنا إلى مرحلة مهمة في مشروعنا الفضائي الطموح، والإنجاز التاريخي الذي تتضافر كل الجهود في تحقيقه برعاية وتوجيهات وتشجيع قيادتنا». وتابع قائلاً: «اليوم يحمل هزاع المنصوري وسلطان النيادي طموح الأب المؤسّس المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيّب الله ثراه، وأحلام وآمال أجيال إماراتية وعربية عديدة، مجددين العهد لقيادتنا بأن يكون للإمارات بصمتها الواضحة والمؤثرة في مجال استكشاف الفضاء، ليكون اسم الإمارات دائماً شامخاً في كل المحافل وضمن مختلف المجالات». من جهته، قال يوسف حمد الشيباني: «نحن أمام حدث تاريخي يعكس إصرار الإمارات على مشاركة المجتمع العلمي العالمي في إثراء رصيد العالم من التجارب العلمية النوعية، التي تسهم في تحسين حياة البشر». وتابع قائلاً: «باجتياز تدريبات واختبارات رائدي الفضاء الإماراتيين بنجاح في مركز يوري غاغارين لتدريب روّاد الفضاء، نكون على استعداد تام لأداء أول مهمة إلى محطة الفضاء الدولية التي نتطلع لإنجازها بكل الثقة والعزم». وسينفِّذ رائد الفضاء هزاع المنصوري 16 تجربة علمية، بالتعاون مع وكالات فضاء عالمية، منها الروسية «روسكوسموس»، ووكالة الفضاء الأوروبية «إيسا»، بينها ست تجارب على متن محطة الفضاء الدولية لدراسة تفاعل المؤشرات الحيوية لجسم الإنسان في الفضاء، مقارنة بالتجارب التي أجريت على سطح الأرض، ودراسة مؤشرات حالة العظام، والاضطرابات في النشاط الحركي، والتصور، وإدراك الوقت عند رائد الفضاء، إضافة إلى ديناميات السوائل في الفضاء، وأثر العيش في الفضاء على البشر. وتتضمن المهمة العلمية تجارب تخص المدارس في دولة الإمارات، ضمن مبادرة العلوم في الفضاء، التي أطلقها مركز محمد بن راشد للفضاء، وشاركت في إجرائها على الأرض نحو 16 مدرسة من الدولة بوجود رائد الفضاء الإماراتي هزاع المنصوري في المرحلة الأولى، الذي سيقوم بإجرائها في بيئة منعدمة الجاذبية تقريباً على متن المحطة لمقارنة النتائج. وستسهم هذه التجارب في رفد المناهج الإماراتية بمواد علمية جديدة تكون نتاج المهمة الأولى المأهولة للإمارات إلى الفضاء. وتأتي مهمة انطلاق أول رائد فضاء إماراتي إلى محطة الفضاء الدولية في إطار شراكات استراتيجية مع كبرى وكالات الفضاء العالمية، من بينها وكالة الفضاء الاتحادية الروسية (روسكوزموس)، ووكالة استكشاف الفضاء اليابانية (جاكسا)، ووكالة الفضاء الأوروبية (إيسا)، ووكالة الفضاء الأميركية (ناسا). عَلَم دولة الإمارات يحمل رائد الفضاء هزاع المنصوري معه إلى محطة الفضاء الدولية عَلَم دولة الإمارات، وصورة للمغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيّب الله ثراه، تجمعه مع وفد من رواد فضاء أبولو، إضافة إلى نسخة من القرآن الكريم، وعدد من الكتب ومقتنيات مركز محمد بن راشد للفضاء، ومن أهمها كتاب «قصتي» لصاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، والذي استهله سموه بقصة الإعلان عن برنامج الإمارات لرواد الفضاء. وخلال المدة التي تسبق الانطلاق إلى محطة الفضاء الدولية، سيتم تجهيز المتعلقات الشخصية لرائد الفضاء هزاع المنصوري، التي سيحملها معه إلى محطة الفضاء الدولية، وتضم صوراً للعائلة وبعض التذكارات، والشعارات، باستخدام شيفرات معينة ثم وضع ختم المركز عليها؛ استعداداً لوضعها داخل مركبة «سويوز إم 15». العزل الصحي تستمر مرحلة العزل الصحي التي سيدخلها رائدا الفضاء هزاع المنصوري وسلطان النيادي في مدينة بايكونور في كازاخستان لمدة 15 يوماً، قبيل الانطلاق إلى محطة الفضاء الدولية. وتتحمّل الوكالة الطبية الحيوية الفيدرالية الروسية المسؤولية الكاملة عن صحة روّاد الفضاء خلال مدة بقائهما في منطقة العزل في بايكونور في بيئة مُعقمة، لتجنّب الإصابة بأي أمراض قد يتعرّض لها رائد الفضاء وينقلها إلى المحطة الدولية. وتتكفل الوكالة بتعقيم كل منشآتهم الأرضية والفضائية من أي ميكروبات أو جراثيم، تعقيماً دقيقاً يشمل كل المرافق والأدوات التي يستخدمها الرواد بما في ذلك مقر الإقامة، والحافلات ومواقع التدريب، بينما يأخذ الخبراء في الوكالة باستمرار عينات مخبرية من مختلف المرافق والأدوات للتحقق من عدم وجود أي جراثيم أو ميكروبات للحيلولة دون انتقالها إلى المركبة، ومن ثم إلى المحطة الفضائية الدولية، إضافة إلى عملية تعقيم مقصورة مركبة الفضاء الروسية «سويوز إم إس 15». «الإمارات للفضاء» تبحث تفعيل دور المجموعة العربية للتعاون الفضائي شاركت وكالة الإمارات للفضاء ضمن الوفد الرسمي لدولة الإمارات في اجتماع كبار المسؤولين بالمجلس الاقتصادي والاجتماعي العربي في دورته الـ104، في مقر الأمانة العامة للجامعة العربية في مصر، بهدف بحث إمكانية تفعيل دور المجموعة العربية للتعاون الفضائي. واستعرض المدير العام لوكالة الإمارات للفضاء، الدكتور المهندس محمد ناصر الأحبابي، في الاجتماع، وبحضور وزراء وكبار مسؤولي الدول العربية الأعضاء، مراحل تطور قطاع الفضاء الإماراتي من الرؤية إلى الواقع، ومشروعات وكالة الإمارات للفضاء، ودورها في تطوير هذا القطاع الحيوي، من خلال تعزيز الكوادر البشرية المتخصصة، وتفعيل الشراكات الدولية، ووضع القوانين والتشريعات التي تنظم القطاع في الدولة، إضافة إلى مبادرة دولة الإمارات لتفعيل عمل المجموعة العربية للتعاون الفضائي والقمر الاصطناعي العربي 813 الذي تموله وكالة الإمارات للفضاء. ShareطباعةفيسبوكتويترلينكدينPin Interestجوجل +Whats App
مشاركة :