اهتم اللبنانيون على مواقع التواصل الاجتماعي بزواج مسلمة من مسيحي. واحتفلت مدوّنة الموضة اللبنانية سيرينا مملوك بزواجها من رجل الأعمال أنطوني أعور، وذلك بحضور نخبة من الإعلاميين ومصممي الأزياء، كما مدونات الموضة المقربات من سيرينا. ويتداول معلقون بكثافة مقطع فيديو يظهر العروس تسير نحو عريسها على أنغام الموسيقى التي وحّدت ما بين تراتيل الآلام المسيحية وتكبيرات الأذان الإسلامية. والمقطوعة من تأليف الفنان اللبناني سليم عسّاف. وحرصت العروس على إيصال رسالة محبة للشعب اللبناني، تدعو فيها إلى دحض الطائفية وإزالة الفوارق بين الأديان. كما أنها وجّهت من خلال إطلالتها الأولى رسالة عميقة، مفادها أنه لا يجب أن يقف الدين عائقا في الحب، لأنّ الحبّ يوحّد جميع الأديان. ونقلت صحف محلية لبنانية عن عسّاف الذي بدوره أحيا حفل الزفاف رفقة الفنانين اللبنانين راغب علامة وجو أشقر، فخره بتأليف الموسيقى التي رافقت هذا الحفل الذي يدعو إلى التعايش المشترك والابتعاد عن الانقسامات الدينية، فلا فرق بين مسلم ومسيحيّ على عكس ما تدعو إليه السياسة اللبنانيّة والمحاصصات الطائفية. وأكد “قدمت أغنية لحظة دخول العروس التي أثارت إعجاب الناس وتم تداولها على نطاق كبير، لأنها تجمع بين أجراس الكنيسة والأذان، كون العريس والعروس من ديانتين مختلفتين”. وحصد مقطع الفيديو منذ تحميله قبل أيام على يوتيوب أكثر من نصف مليون مشاهدة. وكتبت مغردة: وقال مغرد: MoseeqaNetwork@ كان في حفل الزفاف فنانون آخرون غير السوبرستار بس كان الهجوم عليه لأنه عم يحكي عن الفساد وهذا الشيء أزعج أزلام الزعماء.. ناس غبية. ومن جانب آخر، يذكر أنه منذ أن أعلنت وزيرة الداخلية ريا الحسن فبراير الماضي أنها تعتقد شخصيا بضرورة أن يكون هناك إطار للزواج المدني، وأنها ستسعى لفتح باب لحوار جدي وعميق حول هذه المسألة مع كل المرجعيات الدينية وبدعم من رئيس الحكومة، انقسم اللبنانيون حول الزواج المدني وتسارعت ردود فعل المؤسسات الدينية، من مختلف الطوائف. ودشن المؤيدون هاشتاغات من بينها #الزواج_المدني و#نعم_للزواج_المدني، واستخدم آخرون هاشتاغ #ضد_الزواج_المدني. ولا يجوز إتمام الزواج المدني بين شخصين من ديانتين أو طائفتين مختلفتين داخل لبنان لكن يتم الاعتراف به إذا تم خارج الأراضي اللبنانية، ولذا يلجأ كثير من الراغبين من ديانتين أو طائفتين مختلفتين بالزواج إلى إجرائه في قبرص المجاورة. وتنظم كل طائفة من طوائف لبنان الـ18 أحوال أفرادها الشخصية. وغالبا ما يتعرض الراغبون بالزواج من مذهبين مختلفين لضغوط اجتماعية. ورغم ذلك، تكثر الزيجات العابرة للدين أو الطائفة. ويثير موضوع الزواج المدني جدلا واسعا في لبنان حيث تحظى الطوائف والمذاهب الدينية المختلفة بسلطة صارمة في قضايا الأحوال الشخصية.
مشاركة :