بدأ آلاف النيباليين يفرون من العاصمة كاتمندو امس بعد ان تملكهم الذعر على مدى يومين من توابع زلزال قوي أودى بحياة أكثر من 3700 شخص وأثار القلق من حدوث نقص في المياه والطعام. وقال مسؤول في وزارة الداخلية في نيبال امس ان قتلى الزلزال الذي شهدته البلاد يوم السبت وكان الأسوأ منذ 81 عاما ارتفع الى 3762 قتيلا. وهذا الرقم يمثل ارتفاعا زاد على 500 شخص بعد ان قال مسؤول بشرطة نيبال في وقت سابق من يوم أمس إن عدد قتلى الزلزال قفز إلى 3218 شخصا وإن 6538 شخصا أصيبوا. ويخشى مسؤولون في الحكومة ان يصل العدد الاجمالي للقتلى الى 5000 شخص. وبلغت قوة الزلزال 7.9 درجات مئوية وهو الأسوأ منذ زلزال عام 1934 الذي قتل 8500 شخص. وتكدست الطرق التي تربط المدينة الواقعة في واد جبل ويعيش فيها مليون شخص بالسكان وقد حمل كثيرون منهم أطفالا رضعا وهم يحاولون ركوب حافلات مزدحمة او ايجاد مكان لهم في الشاحنات والعربات المنطلقة من كاتمندو. وتشكلت طوابير طويلة في مطار العاصمة النيبالية بحثا عن رحلة جوية تخرجهم من البلاد. وقال كثيرون إنهم يبيتون في العراء منذ وقوع زلزال يوم السبت اما لانهيار منازلهم أو لخوفهم من ان تؤدي التوابع الى تهدمها. وتجاهد سلطات نيبال للتعامل مع نقص المياه والطعام ومخاوف من انتشار المرض. ورقد المرضى والمصابون في العراء في كاتمندو بعد ان فشلوا في العثور على أسرة في مستشفيات العاصمة. وأقام الأطباء خيمة في فناء كلية الطب في كاتمندو لاجراء الجراحات فيها. وقال سفير نيبال لدى الهند ديب كومار اوبادياي "المستشفيات الحكومية والخاصة على السواء لم يعد بها مكان وتعالج المرضى في الخارج.. في العراء". وفي جبال الهيمالايا تقطعت السبل بمئات المتسلقين في قاعدة التخييم الرئيسية بجبل إيفرست بعد ان قتل انهيار جليدي عقب الزلزال 17 شخصا في أسوأ كارثة منفردة في أعلى قمة جبلية في العالم. وساعد الطقس المواتي فرق انقاذ بالمناطق الجبلية على استخدام طائرات هليكوبتر لنقل عشرات من متسلقي الجبال في مناطق عالية. وقالت منظمة الامم المتحدة للطفولة ان نحو مليون طفل نيبالي تضرروا بشدة من الزلزال وحذرت من الامراض التي تنقلها المياه والامراض المعدية. وفي بلدة بهاكتابور الشهيرة بمعبدها شرقي العاصمة كاتمندو انهارت مبان بنيت منذ الاف السنين وظهرت تشققات في تلك التي لم تسقط بعد. ومن المتوقع ان يرتفع عدد القتلى مع وصول فرق الانقاذ الى مناطق نائية في دولة نيبال الفقيرة التي يعيش فيها 28 مليون نسمة ومع انتشال مزيد من الجثث من تحت الانقاض. وسارع عدد من الدول الى ارسال مساعدات وأفراد. وأرسلت الهند جوا مساعدات طبية وأفرادا من القوة الوطنية للاستجابة للكوارث الطبيعية بينما ارسلت الصين فريق طوارئ من 60 فردا وأرسل الجيش الباكستاني أربع طائرات سي-130 بها أسرة مستشفيات وفرق بحث وانقاذ وامدادات اغاثة. وقال متحدث باسم وزارة الدفاع الامريكية ان طائرة عسكرية تقل 70 فردا غادرت الولايات المتحدة أول امس الاحد . وقالت استراليا وبريطانيا ونيوزيلندا انها سترسل فرق بحث وانقاذ الى كاتمندو استجابة لطلب السلطات النيبالية.
مشاركة :