يستمر الطقس شديد الحرارة اليوم بدرجات حرارة أربعينية في الدمام والخبر والظهران والهفوف، وتسجل معدلات أقل في الخفجي ورأس تنورة والجبيل والقطيف بمتوسط 35 درجة عند الظهيرة، وتميل الأجواء إلى الاعتدال والهدوء ليلا، فيما تؤدي الرياح الشمالية إلى إثارة الأتربة والغبار خلال ساعات النهار، وانخفاض مدى الرؤية الأفقية في مساحات متفرقة، خصوصا في الأماكن المكشوفة والطرق بين المدن والمحافظات، كما توالي درجات الحرارة ارتفاعها في معظم المناطق إلى مستويات أربعينية، وتكون السماء مشمسة غالبا مع ظهور السحب الخفيفة في أجزاء من الشمال والغرب، وتتشكل سحب رعدية اليوم في الغرب والجنوب الغربي وبعض الأجزاء من الوسطى، التي من المحتمل أن تتهيأ لها ظروف مواتية بهطول الأمطار -بمشيئة الله تعالى-، وتكون الرياح متقلبة الاتجاهات معتدلة إلى نشطة السرعة في أنحاء المملكة، وشمالية غربية في مياه البحر الأحمر والخليج العربي بأمواج مرتفعة إلى المترين وبحر مائج. من جهته، أشار خبير البيئة البروفيسور علي عدنان عشقي، إلى توقع حدوث اضطرابات جوية عنيفة مطلع الأسبوع المقبل -بمشيئة الله تعالى-، موضحا علاقة ذلك مع بداية تكون المنخفض الجوي الهندي المسبب لهبوب الرياح الشمالية المثيرة للغبار والأتربة، حيث يستمر جاثما في سماء المنطقة بمفعول غير مستقر إلى شهر سبتمبر، مثيرا ما يعرف رياح الشمال (الأربعين) بعواصف ترابية متقطعة على الساحل الشرقي للمملكة، ويشمل ذلك جميع دول الخليج العربي في بداية شهر مايو ممتدا إلى وسط المملكة، حتى يتحول المنخفض إلى المرتفع الهندي الجوي. وأضاف «من لطف ورحمة الله أن هذه المؤثرات تكون على فترات متقطعة سواء في شدة الرياح والعواصف الغبارية أو ارتفاع درجات الحرارة، وفي الساحل الغربي يكون هبوب الرياح باتجاهات جنوبية وشرقية خلال نفس الفترة ولا تقل قوتها عن رياح الشمال، وذلك عندما يتغلغل المنخفض الأفريقي على طول البحر الأحمر، الذي يصاحب ارتفاع درجة الحرارة إلى الخمسينيات في شهري يوليو وأغسطس مرورا بشهر رمضان المبارك». وفي سياق متصل، أكد خبير الطقس والفلك الدكتور عبدالله المسند، الأستاذ بجامعة القصيم، على ضرورة التعامل بجدية مع الظروف الجوية المتطرفة التي يتعرض لها طقس المملكة على نحو متواصل، وخصوصا تكرر العواصف الغبارية العنيفة والشديدة واسعة الانتشار في مساحة جغرافية تغطي جميع مناطق المملكة، مشيرا إلى تفاقمها وتكرارها، الذي يلفت إلى مرور الكرة الأرضية بمتغيرات جوية غير مسبوقة في المنظومة المناخية على مستوى الكوكب، ومن الأمثلة محليا عاصفة (مُظلمة) الغبارية التي تعد الأسوأ بكل المقاييس ونتج عنها الكثير من السلبيات في أبعاد مختلفة، في الوقت الذي تمت مواجهتها بردود أفعال آنية رغم التحذيرات من المهتمين والمتخصصين عبر مواقع التواصل الاجتماعي قبل الحادثة بعدة أيام، ولم تلق الصدى والاستجابة الكافية، وبالتالي فإن عملية الاستباق لها أهميتها القصوى من خلال مقترح إنشاء مركز الإنذار المبكر للمخاطر البيئية. وحول هذا المقترح قال المسند «إن ضمان نجاحه يكون مرتبطا بالجهات العليا مباشرة، أو تكليف شركة أرامكو السعودية بالتنفيذ تحقيقا للايجابية المنشودة، وذلك في أن يعنى مركز الإنذار المبكر للمخاطر البيئية بإصدار رسائل تحذيرية عبر الاتصاليات تنبيها من التقلبات الجوية، ويجعل المركز المقترح تعليق الدراسة يُحدد رقميا، اعتمادا على آلية يفهمها المختصون بالجغرافيا المناخية، ومن شأن هذه الخطوات، إنهاء مشهد تكدس عشرات الآلاف من المسافرين في المطارات ورحلات القطار، وتخلى الطرق البرية من المسافرين قبل وصول العاصفة الغبارية بالتنسيق مع أمن الطرق، إضافة إلى الإعلان المبكر لحالة الطوارئ في المستشفيات، ومدى الحاجة إلى إغلاق الموانئ البحرية وتحذير الهواة والصيادين والمتنزهين، ومشاركة تلفزيونية لنقل أهم أخبار التقلبات الجوية الآنية ساعة بساعة عبر المختصين بالطقس، وممثلين من الجهات المعنية كالمرور والدفاع المدني وأمن الطرق وخفر السواحل والخطوط الجوية، ووزارتي الصحة والتعليم».
مشاركة :