أعلن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو أنه ينوي فرض السيادة الإسرائيلية على غور الأردن في الضفة الغربية، إذا أعيد انتخابه في 17 أيلول/سبتمبر الجاري. وأضاف نتنياهو، مخاطبا الناخبين، وقال "إذا تلقيت منكم تفويضا واضحا للقيام بذلك، أعلن اليوم نيتي إقرار سيادة إسرائيل على غور الأردن وشمال البحر الميت". وقال نتنياهو في مؤتمر صحفي عقده اليوم الثلاثاء، إن هذه فرصة تاريخية لفرض سيادة إسرائيل مستوطنات الضفة الغربية، وسيعمل ذلك بالتنسيق مع إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب، بعد أن اعتراف واشنطن بالقدس عاصمة للدولة العبرية والاعتراف بسيادة تل أبيب على الجولان السوري المحتل. ويحاول نتنياهو استغلال مدة بقاء ترامب في البيت الأبيض لحين وعد انتخابات الرئاسة الأميركية في 2020 وجذب أصوات اليمين الإسرائيلي المتطرف لتفويضه من خلال الإعلان عن ضم أجزاء من الضفة الغربية في خطوة أحادية مخالفة للقانون الدولي.قطر: إعلان نتنياهو سيقضي على السلام المنشود دانت قطر بـ"أشدّ العبارات" تعهّد رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو ضمّ منطقة غور الأردن في الضفة الغربية المحتلّة إلى الدولة العبرية إذا ما أعيد انتخابه في 17 أيلول/سبتمبر الجاري، محذّرة من أنّ المضيّ في هذه السياسة "سيقضي تماماً على فرص السلام المنشود". وقالت وزارة الخارجية القطرية في بيان "تدين دولة قطر بأشدّ العبارات إعلان" نتانياهو وتعتبره "امتداداً لسياسة الاحتلال القائمة على انتهاك القوانين الدولية وممارسة كافة الأساليب الدنيئة لتشريد الشعب الفلسطيني الشقيق وسلب حقوقه دون وازع من أخلاق أو ضمير". وأكّدت الوزارة "رفضها التامّ التعدّي على حقوق الشعب الفلسطيني الشقيق لتحقيق مكاسب انتخابية"، محذّرة من أنّ "استمرار الاحتلال في ازدراء القوانين الدولية وفرض منطق القوة والأمر الواقع سيقضي تماماً على فرص السلام المنشود".السعودية: محاولة لتغيير التاريخ والجغرافيا دانت المملكة العربية السعودية إعلان نتنياهو نيته ضمّ أجزاء من الضفة الغربية المحتلة في حال فاز في الانتخابات المقبلة، ووصفت الإجراء في حال تنفيذه بـ"الباطل جملة وتفصيلا"، بحسب ما أفادته وكالة الأنباء السعودية. ودعت الرياض كذلك إلى عقد اجتماع طارئ لمنظمة التعاون الإسلامي على مستوى وزراء الخارجية لبحث هذا الموضوع ووضع خطة تحرك عاجلة... بهدف "مواجهة الإعلان والتصدي له". واعتبرت المملكة أيضاً الإعلان تصعيداً بالغ الخطورة بحق الشعب الفلسطيني، وانتهاكاً صارخاً لميثاق الأمم المتحدة ومبادئ القانون الدولي والأعراف الدولية.السلطة الفلسطينية: تنافس إسرائيلي في تدمير عملية السلام وقال مستشار رئيس السلطة الفلسطينية نبيل شعت في مقابلة مع محطة تلفزيونية عربية، "هناك تنافس إسرائيلي على المدى الذي يمكن الوصول إليه في تدمير عملية السلام والقانون الدولي"، ودعا إلى "عقد قمتين عربية وإسلامية لتذكير أوروبا بوعودها المتكررة بالاعتراف بدولة فلسطين على حدود 1967 وعاصمتها القدس الشرقية". وأضاف شعت مساء اليوم الثلاثاء، أنه "لا ثقة في ترامب ولا في حكومته"، وقال إن "ترامب شجع نتنياهو على ضم الجولان ليخلق سابقة للأراضي الفلسطينية، وموافقه كانت دائما مؤيدة لنتنياهو". ووصفت المسؤولة الكبيرة في منظمة التحرير حنان عشراوي تعهد نتنياهو هذا بأنه "انتهاك صارخ للقانون الدولي" و"سرقة للأراضي وتطهير عرقي ومدمر لكل فرص السلام". وقالت عشراوي في حديث لوكالة "فرانس برس" "هذا تغيير شامل للعبة، جميع الاتفاقيات معطلة، في كل انتخابات ندفع الثمن من حقوقنا وأراضينا، إنه أسوأ من الفصل العنصري، إنه يشرد شعبا كاملا بتاريخ وثقافة وهوية". وأضافت أن هذه الخطوة التي لن تترك للسلطة الفلسطينية سوى القرى والمدن ستكون "أسوأ من الفصل العنصري وبمثابة قضاء فعلي على فلسطين".عريقات: دعوة نتنياهو "جريمة حرب" وقال أمين سر اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية صائب عريقات إن "إعلان نتنياهو ومطالبة شعبه بتفويض للسماح له بضم غور الأردن هو جريمة حرب. ضم الأراضي المحتلة جريمة حرب. السيد نتنياهو وأولئك الذين يساعدونه في مثل هذه الرؤية بضم القدس، وضم الخليل، وضم غور الأردن، والبحر الميت،وإبقاء الفلسطينيين في مدنهم وقراهم الصغيرة كسجناء دون أي حرية، هذه جريمة حرب وكما نحن على وشك الدخول في الدورة الرابعة والسبعين للجمعية العامة للأمم المتحدة، يجب على المجتمع الدولي أن يقف، ليقول لا". بدورها، اتهمت حركة "حماس" رئيس الوزراء الإسرائيلي بمحاولة البحث عن أصوات لليمين. وقال الناطق باسم الحركة حازم قاسم " نتنياهو ما زال يتوهم أن بإمكانه إبقاء الاحتلال للأرض الفلسطينية، الشعب الفلسطيني سيواصل نضاله حتى يطرد الاحتلال عن أرضه ويقيم دولته المستقلة".الجامعة العربية تعبر عن رفضها لتصريحات نتنياهو أعلن أمين عام جامعة الدول العربية أحمد أبو الغيط أن " مجلس الجامعة على المستوى الوزاري المنعقد في دورة طارئة غير عادية يعبر عن إدانته الشديدة ورفضه المطلق لتصريحات نتنياهو بشأن إعلان نيته ضم أراضي من الضفة الغربية"، واعتبر المجلس هذا الإعلان "تطورا خطير وعدوانا إسرائيليا جديدا بإعلان العزم على انتهاك القانون الدولي وميثاق الأمم المتحدة والقرارات الشرعية الدولية".الأمم المتحدة :خطة نتنياهو لن يكون لها "أساس قانوني دولي" حذرت الأمم المتحدة نتنياهو من خطته بضم غور الأردن في الضفة الغربية، ولفتت إلى أن هذه الخطة لن يكون لها "أساس قانوني دولي". وصرح المتحدث باسم الأمم المتحدة ستيفان دوجاريك، أن "موقف الأمين العام كان دائما واضحا، وهو أن اتخاذ خطوات أحادية لن يساعد عملية السلام". وقال دوجاريك إن "أي قرار تتخذه إسرائيل لفرض قوانينها وأحكامها وإدارتها في الضفة الغربية المحتلة لن يكون له أساس قانوني دولي"، مؤكدا أن "مثل هذا الاحتمال سيكون مدمرا لاحتمال انعاش المفاوضات والسلام الإقليمي وجوهر حل الدولتين".الأردن: كلام نتنياهو يدفع المنطقة برمتها نحو العنف وتأجيج الصراع من جانبه اعتبر وزير الخارجية الأردني أيمن الصفدي، تعهد نتنياهو الأخير بأنه "تصعيد خطير يدفع المنطقة برمتها نحو العنف وتأجيج الصراع". وقال الصفدي الموجود حاليا في القاهرة لحضور اجتماعات جامعة الدول العربية، حسب ما نقل عنه بيان صادر عن الخارجية الأردنية، إن "الأردن يدين عزم نتنياهو ضم المستوطنات الإسرائيلية، وفرض السيادة الإسرائيلية على منطقة غور الاْردن وشمال البحر الميت ويعتبره تصعيدا خطيرا ينسف الأسس التي قامت عليها العملية السلمية ويدفع المنطقة برمتها نحو العنف وتأجيج الصراع". وأضاف أن هذا الإعلان "خرقا فاضحا للقانون الدولي وتوظيفا انتخابيا سيكون ثمنه قتل العملية السلمية وتقويض حق المنطقة وشعوبها في تحقيق السلام".أنقرة تصف الوعد الانتخابي لنتنياهو بـ"العنصري" من جانبها وصفت تركيا الوعد الانتخابي لنتنياهو ونيته بضم منطقة غور الاردن في الضفة الغربية بالوعد "العنصري". وقال وزير الخارجية التركي مولد تشاوش أوغلو في تغريدة نشرها عبر صفحته الرسمية عبر تويتر "إن الوعد الانتخابي لنتنياهو، الذي يوجه كل أنواع الرسائل العدائية وغير الشرعية قبل الانتخابات، هو بإقامة دولة عنصرية، سوف ندافع عن حقوق ومصالح إخواننا وأخواتنا الفلسطينيين حتى النهاية". ويشكل غور الأردن نحو ثلث مساحة الضفة الغربية التي احتلها إسرائيل في حرب عام 1967 في خطوة لم يعترف بها المجتمع الدولي. ويعيش 400 ألف شخص في مستوطنات الضفة الغربية وما لا يقل عن 200 الف مستوطن في القدس الشرقية المحتلة وسط 2,7 مليون فلسطيني. وتقول إسرائيل إن غور الأردن منطقة حيوية لأمنها. للمزيد على يورونيوز: بعد العرب .. ليبرمان الشعبوي يفتح النار على اليهود الأرثوذوكس تقرير: سوء إدارة ترامب دفعت بواشنطن إلى سحب أكبر جواسيسها من الكرملين في 2017 تابعونا عبر الواتساب والفيسبوك:
مشاركة :