تحل اليوم الأربعاء، ذكرى عيد ميلاد صالح سليم "المايسترو"، رئيس مجلس إدارة النادي الأهلي السابق، والذي رحل عن عالمنا في 6 مايو عام 2002، بعد صراع طويل مع المرض بلندن، حيث يعد واحدًا من أساطير الإدارة الرياضية في مصر وأحد معشوقي جماهير القلعة الحمراء، حيث تولى رئاسة النادي لمدة 18 عامًا.ويستعرض "صدى البلد" مسيرة الراحل صالح سليم:ميلاده ونشأته:ولد في 11 سبتمبر عام 1930، ووالده الدكتور محمد سليم، طبيب التخدير الشهير.وعشق صالح سليم كرة القدم منذ نعومة أظافره وظل يمارسها في الشارع بحي الزمالك الذي كان يسكن فيه، حتى بلغ سن الرابعة عشرة من عمره فالتحق بصفوف الناشئين بالنادي الأهلي عام 1944. وانتقل في نفس العام لصفوف الفريق الأول، حيث لعب أول مباراة له ضد النادي المصري عام 1948 وانتهى اللقاء بفوز النادي الأهلي بثلاثة أهداف نظيفة، ولعب صالح سليم في الجناح الأيسر وأحرز في المباراة هدفًا قبل نهاية اللقاء.ولعب أول مباراة رسمية له مع الفريق الأحمر في أول بطولة دوري رسمية عام 1948 أمام نادي الجالية اليونانية بالإسكندرية.رحلته مع الأهلي:.تألق صالح سليم بقميص الأهلي على مدار 19 عاما، حيث لعب بالفريق الأول حتى عام 1963 قبل أن يترك النادي للاحتراف في فريق جراتس بالنمسا، ثم عاد مرة أخرى للنادي الأهلي لإكمال مسيرة نجاحه التي بدأها، قبل أن يقرر الاعتزال عام 1967 لكن لم تتوقف مسيرته مع الكرة بالاعتزال، حيث عمل بالنادي كمدير للكرة منذ عام 1971 حتى عام 1972.الفوز برئاسة النادي:.وخاض صالح سليم انتخابات رئاسة النادي الأهلي أمام الفريق أول عبد المحسن كامل مرتجي، وحصل على نسبة 45% من الأصوات بفارق ضئيل عن مرتجي، ولم ييأس صالح سليم، بل خاض الانتخابات للمرة الثانية في عام 1980 واستطاع الفوز برئاسة النادي، بعد أن سانده نجوم النادي الأهلي في ذلك الوقت "محمود الخطيب رئيس الاهلى الحالي، مصطفى يونس، ثابت البطل، مجدي عبد الغني" والكثير من أعضاء النادي الذين زاد عددهم بصورة كبيرة.سر عودته:.واستمر صالح سليم في رئاسة النادي الأهلي حتى عام 1988 حين قرر الابتعاد عن الساحة وترك الفرصة للآخرين لخوض التجربة، إلا أنه لسوء نتائج النادي الأهلي كان من الضروري عودة صالح سليم لإعادة الاستقرار مرة أخرى للنادي الأهلي وكان ذلك في عام 1990.بطولات تاريخية:.وشهدت رئاسته للأهلي تحقيق أغلب بطولات النادي وقاد صالح سليم الأهلي حتى عام 1992، وجرت الانتخابات أعوام 1996 و2000 واستطاع صالح سليم باسمه وإنجازاته إحلال الاستقرار داخل النادي الأهلي.عبارات خالدة:.بشعاره المعروف "الأهلي فوق الجميع" ومقولته الشهيرة: "الأهلي ملك لمن صنعوه، ومن صنعوه هم مشجعوه" حاز صالح سليم احترام ومحبة مشجعي ومتابعي الكرة في مصر، وليس مشجعي النادي الأهلي فقط، لإخلاصه وحبه للنادي الأهلي وعطائه الذي استمر حتى وفاته عام 2002.إنجازات وألقاب:.كان صالح سليم دائمًا داخل القائمة الأساسية للنادي الأهلي والمنتخب المصري حتى اعتزاله عام 1967 واستطاع صالح سليم أن يحقق مع النادي الأهلي 11 بطولة دوري من أصل 15 بطولة شارك فيها منذ بداية الدوري عام 1948، كذلك حقق مع النادي الأهلي بطولة كأس مصر 8 مرات وأحرز مع فريقه كأس الجمهورية العربية المتحدة عام 1961.وعلى المستوى الدولي انضم صالح سليم إلى منتخب مصر لكرة القدم عام 1950، وكان قائد الفريق الذي فاز بكأس بطولة الأمم الأفريقية عام 1959 بالقاهرة، كما شارك مع المنتخب الوطني في دورة الألعاب الأوليمبية بروما عام ١٩٦٠.وسجل صالح سليم 101 هدف في حياته الكروية، منهم 9 أهداف سجلها خلال فترة احترافه في النمسا مع فريق جراتس، و92 هدفًا أحرزها مع النادي الأهلي في بطولتي الدوري والكأس.إنجاز شخصى:.وحقق صالح سليم إنجازًا شخصيًا كونه اللاعب الوحيد الذي أحرز سبعة أهداف في لقاء واحد، وكان ذلك أمام النادي الإسماعيلي، في مباراة أحرز فيها الأهلي ثمانية أهداف.وأحرز النادي الأهلي في عهده كرئيس للنادي 53 بطولة، كما أحرز هو وجيله من اللاعبين الدوري ٩ مرات متتالية، وهو رقم لم يكسر حتى الآن.تاريخه الفني كانت شعبية صالح سليم وراء دخوله المجال الفني والسينمائي وشارك في عدة أفلام سينمائية منها فيلم السبع بنات، وفيلم الشموع السوداء أمام الفنانة نجاة الصغيرة، وفيلم الباب المفتوح أمام سيدة الشاشة العربية الفنانة فاتن حمامة.جدير بالذكر أن صالح سليم تلقى الكثير من العروض من قبل أصدقائه الممثلين والمخرجين للقيام بتمثيل أدوار أخرى في السينما، لكنه رفض كل العروض التي قدمت له بهذا الخصوص مؤكدًا أنه "غير ناجح" على الصعيد الفني.مرضه ووفاتهبدأت رحلة صالح سليم مع مرض سرطان الكبد عام ١٩٩٨ عندما كان يقوم بفحوصات كان يجريها كل ٦ أشهر لدى طبيبه.أعلم الطبيب "صالح" بأنه مصاب بمرض السرطان، وعند مناقشة صالح أطبائه لبدء العلاج أخبروه أن الورم السرطاني الذي ظهر في نصف كبده لا يمكن استئصاله لأن النصف الآخر من كبده مصاب بتليف بسبب إصابته في وقت سابق من حياته بفيروس سي، وكان سنه لا يسمح بإجراء زراعة للكبد ولم ييأس صالح، بل رضخ لنصائح الأطباء باتباع أسلوب جديد للعلاج، ألا وهو العلاج الكيماوي الموضعي.كما نصحه الأطباء باتباع "علاج حراري" إلى جانب العلاج الكيماوي، وذلك لقتل الخلايا السرطانية والتزم صالح سليم بالعلاج الذي اقترحه أطباؤه، وكان يداوم على زيارة لندن لمتابعة حالته الصحية والوقوف على تطوراتها، إلا أنه لم يفصح للرأي العام عن سبب زياراته المتكررة للندن وعن خروجه المتكرر إلى خارج البلاد، حيث قاتل المرض حتى وفاته عام 2002.
مشاركة :