أبرز اللقاء الثقافي الذي عقدته مكتبة الملك عبدالعزيز العامة، ضمن نشاطها الثقافي المنبري الذي يقام تحت عنوان "ملتقى كتاب الشهر" القيمة الأدبية والثقافية لأحد كتب الرحلات المهمة في المكتبة العالمية وهو كتاب "رحلتي إلى مكة" لجول كورتيلمون.حيث قدم الباحث محمد بن علي العبداللطيف، المحاضر بجامعة الملك سعود رؤية نقدية للكتاب، مبرزًا أهم ما يتضمنه من معلومات وقضايا وأسئلة، منذ التفكير الأول في الرحلة، وصياغة الكتاب من الرحالة الفرنسي جول جرفيه كورتيلمون، حيث صدر في العام 1894م.ورأى الباحث في اللقاء الذي أداره الدكتور عبدالله المطوع أستاذ التاريخ الحديث والمعاصر بقسم التاريخ بكلية الآداب جامعة الملك سعود، وأقيم يوم الاثنين العاشر من المحرم، بقاعة المحاضرات بمكتبة الملك عبدالعزيز العامة فرع الخدمات وقاعات الاطلاع، رأى أن كورتيلمون لم يخرج عن نطاق الرحلات التي انطلقت إلى مكة المكرمة، من جهة رصد اليوميات، والأحداث، وذكر المواقع، وما رآه خلال رحلته، ووعورة الطريق أحيانا، لكنه تميز عنها في تقديمه لرؤى سردية وصفية تصف هذه الأماكن وكأنها لوحات ومشاهد مرسومة.ومرت الرحلة منذ بدايتها - فيما أوضح الباحث - بعدة أماكن انطلاقا من الجزائر، إلى السويس إلى جدة، ثم من جدة إلى مكة المكرمة، فالعودة إلى جدة، ثم الانتقال من جدة إلى ينبع، وينبع البحر، ثم إلى ميناء السويس بمصر ثم العودة إلى فرنسا.وقال "إن هذه الرحلات لم تنقطع منذ أقدم العصور حتى ظهور الإسلام الحنيف، حيث استمرت منذ حضارة الإغريق، ثم عصر الرومان ثم في القرون الوسطى والعصور الاستعمارية، وبدءًا من القرن السادس عشر تضاعف عدد الرحالة الأوروبيين الذين قصدوا المشرق، إما للتجارة أو المغامرة أو الاستطلاع، ونالت الجزيرة العربية مهبط الوحي ومهاد لغة القرآن الكريم، ومكان مكة المكرمة والمدينة المنورة اهتمامًا كبيرًا من رحالي الغرب، وجاء هذا الكتاب ليشكل صورة رائعة من صور الرحلات إلى مكة المكرمة وقد طبع أكثر من طبعة وبأكثر من ترجمة عربية".وتحدث الباحث عن انتقال الرحالة في رحلته من السويس إلى جدة، وعرض للصعوبات التي واجهها في رحلته وإبراز معاناته الشخصية في السفر الذي لم تكن سفنه أو طرقه مهيأة كما هي اليوم.وأشار الباحث إلى حب كورتيلون لمكة المكرمة وللإسلام حيث يقول" أما بالنسبة لي فأنا أحب الشرق بسمائه الزرقاء وأحب الإسلام ببساطته وأعجب بمعتقداته الراسخة " .وقد اختتم اللقاء بجملة من المداخلات التي ركزت على أهمية هذه الرحلات الحافلة بالسير والتوثيق والرصد والأدب الراقي، في تقديم صورة الشرق إلى الغرب، والصورة الذهنية للعرب وأماكنه المتعددة، وقيمة هذا الكتاب من بين كتب الرحلات التي انطلقت إلى مكة المكرمة، الأدبية والتاريخية والثقافية.
مشاركة :