ﺇﻥ من ﺃﻛﺒﺮ ﺍلنكسات اﻟﺘﻲ منيت ﺑﻬﺎ ﺍلكرة اﻟﻤﻐﺮﺑﻴﺔ، هي عقلية أولئك الجاثمين على صدر الكرة المغربية في استنزاف كبير وأشد ظلامية لواقعها المشؤوم، المتوهمين بإنقاذها مما هي فيه من سلبيات وانكسارات، ﺍﻟﺬﻳﻦ ﻳﻌﺘﻘﺪﻭﻥ ﺟﺎﺯﻣﻴﻦ ﺃﻥ ﺗﺨﻄﻲ ﻣﺎ ﺗﻌﻴﺸﻪ ﺍلكرة المغربية ﻣﻦ ﻧﺤﺲ ﻭﺃﺯﻣﺎﺕ، ﻛﺮﻓﻊ ﺍﻟﻜﻔﺎﺀﺓ ﻭ ﺍﻟﻔﻌﺎﻟﻴﺔ ﺃﻭ ﺍﻟﺒﺤﺚ ﻋﻦ ﺣﻠﻮل للمشاكل التي تئن منها كرتنا الوطنية، ﻻ ﻳﺘﺄﺗﻰ ﻓﻲ ﻧﻈﺮﻫﻢ ﺍﻟﻤﺮﻳﺾ ﺑﻌﻘﺪﺓ اﻷجنبي ﺇﻻ ﻋﻦ ﻃﺮﻳﻖ ﺍﻟﺘﻌﺎﻗﺪ ﻣﻊ ﺃﻱ ﻣﺪﺭﺏ خارجي، وتجاهل الإطار المحلي.ﻭﺍﻗﻊ ﻳﺆﻛﺪ ﻟﻸﺳﻒ ﺃﻥ ﻛﺮﺓ ﺍﻟﻘﺪﻡ ﺍﻟﻤﻐﺮﺑﻴﺔ بعقلية مسؤوليها ورهانها الخاطىء في كثير من المرات على اﻷجنبي، وتجاهل المحلي ﺧﺴﺮﺕ ﺍﻟﻜﺜﻴﺮ ﻣﻦ المنجزات، في عمليات اختيار كثيرة أكدت فشل وتهور المسؤول على سوء اختياراته غير الموفقة، وﻣﻦ ﺍﻟﻤﺆﻛﺪ ﺃﻥ ﻛﻞ ﺍﻹﺷﻜﺎﻟﻴﺎﺕ ﺍﻟﺘﻲ ﻋﺮفتها كرتنا، ﺗﻘﻊ ﻋﻠﻰ ﻋﻤﻠﻴﺔ اﻹﺧﺘﻴﺎﺭ ﺍﻟﺘﻲ ﻏﺎﺑﺖ ﻋﻨﻬﺎ ﻣﻌﺎﻳﻴﺮ ﺍﻟﻜﻔﺎﺀﺓ ﻭﺍﻟﻔﻌﺎﻟﻴﺔ، ﺣﻴﺚ ﻭﺿﻊ اﻹﻧﺘﻘﺎﺀ ﺍﻟﺨﺎطىء، ﺍﻟﺸﺨﺺ ﻏﻴﺮ ﺍﻟﻤﻨﺎﺳﺐ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﻜﺎﻥ ﻏﻴﺮ ﺍﻟﻤﻨﺎﺳﺐ، ﺍﻟﺬﻱ ﻳﺨﻀﻊ ﺑﺎﻷﺳﺎﺱ ﺇﻟﻰ ﻋﺪﺓ ﺃﺳﺒﺎﺏ ﻏﻴﺮ ﻣﺤﺴﻮﺑﺔ ﺍﻟﻌﻮﺍﻗﺐ، ﺗﻜﻮﻥ ﺍلكرة المغربية ﻫﻲ ﺍﻟﻀﺤﻴﺔ ﺍﻷﻭﻟﻰ ﻓﻴﻬﺎ.ﻣﺎ ﻣﻦ ﺷﻚ ﺃﻥ ﺍﻟﻮﺍﻗﻊ ﺍﻟﺘﺪﺭﻳﺒﻲ ﺍﻟﻤﺤﻠﻲ بأطره ﻭﺗﺠﺎﺭﺑﻪ، ﻳﻌﺪ ﻭﺍﺣﺪﺍ ﻟﻴﺲ ﺃﺳﺎﺳﺎ ﻷﻥ ﻳﺘﻮﻟﻰ ﻗﻴﺎﺩﺓ ﻣﻨﺘﺨﺒﺎﺗﻨﺎ ﺍﻟﻮﻃﻨﻴﺔ ﻣﺪﺭﺑﺎ ﺃﺟﻨﺒﻴﺎ ﺳﻮﺍﺀ، ﻳﺤﻤﻞ ﺭﺻﻴﺪﺍ ﻣﻦ ﺍﻟﺘﺎﺭﻳﺦ ﺍﻟﻜﺮﻭﻱ ﻭﺍﻟﻔﻜﺮ ﺍﻟﺘﺪﺭﻳﺒﻲ ﺍﻟﺬﻱ ﻣﻦ ﺷﺄﻧﻪ ﺍﻻﺭﺗﻘﺎﺀ ﺑﺂﻣﺎﻝ وتطلعات منتخباتنا بمختلف فئاتها.ﻭﻣﺎ ﻣﻦ ﺷﻚ ﺃﻳﻀﺎ ﺃﻥ ﺫﻟﻚ ﻻ ﻳﻌﻨﻲ ﺗﻐﻴﻴﺐ ﺟﻬﺪ ﻭﻋﻄﺎﺀﺍﺕ ﺍلمدرب اﻟﻮﻃﻨﻲ ﺍﻟﺬﻱ ﺃﺛﺒﺖ ﻣﻨﻪ ﺍﻟﻜﺜﻴﺮ ﻣﻦ ﺍﻟﻨﺠﺎﺡ ﻭﺍﻹﻧﺠﺎﺯ ﺍﻟﺪﻭﻟﻴﻴﻦ ﻭﻫﻮ ﺑﺬﻟﻚ ﺭﻣﻰ ﺣﺠﺮﺍ ﻭﺍﺣﺪﺍ ﻟﻬﺪﻓﻴﻦ ﻣﺄﻣﻮﻟﻴﻦ ﺍﻷﻭﻝ : ﺗﺠﻨﻴﺐ ﺧﺰﻳﻨﺔ جامعة ﺍﻟﻜﺮﺓ ﻭﺑﻼﺩﻧﺎ ﻋﻤﻮﻣﺎ ﺃﻣﻮﺍﻻ ﻃﺎﺋﻠﺔ ﺇﺫﺍ ﺗﻢ ﺍﻟﺘﻌﺎﻗﺪ مع مدرب أجنبي، وﺍﻟﺜﺎﻧﻲ : ﻣﻨﺢ ﺍﻟﺜﻘﺔ ﻟﻠﻤﺪﺭﺏ ﺍﻟﻤﺤﻠﻲ ﺑﺄﻥ ﻳﻌﻄﻲ ﻭﻳﻘﺪﻡ ﺍﻟﻤﺰﻳﺪ من اﻹضافة ﻭﻳﻜﻮﻥ ﺩﺍﻓﻌﺎ ﻣﻦ ﺩﻭﺍﻓﻊ ﺯﻳﺎﺩﺓ ﻣﻌﺪﻝ ﺍﻟﻨﻮﻋﻴﺔ ﻭﺍﻟﻜﻤﻴﺔ ﻓﻲ ﻫﻴﻜﻠﻴﺔ ﺍﻟﺘﻨﺎﻓﺲ ﺍﻟﻤﺸﺮﻭﻉ ﻓﻴﻤﺎ بينه وبين اﻷجنبي ﻭﻣﻦ ﺗﺠﺮﺑﺔ ﺣﺼﺎﺩ عديد اﻷطر التي قدمت الشيء الكثير للكرة المغربية بإنجازاتها الخارجية.وﻷن مشكلة المسير المغربي تهافته اﻹﻧﺪﻓﺎﻋﻲ ﻧﺤﻮ المدارس الأوروبية بمختلف جنسياتها، ﻭﺩﻓﻊ ﺍﻟﻤﻼﻳﻴﻦ ﻟﻠﻈﻔﺮ ﺑﺎﺳﻢ ﻣﺎ ﻓﻲ ﻋﺎﻟﻢ ﺍﻟﺘﺪﺭﻳﺐ ﺩﻭﻥ ﺃﻥ يكلف نفسه ﻋﻨﺎﺀ ﺍﻟﺘﻔﻜﻴﺮ ﻓﻲ ﻣﺪﻯ ﻣﻼﺀﻣﺔ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻤﺪﺭﺏ ﻟﻮﺍﻗﻊ فريقه، ﺃﻳﺎ ﻛﺎﻧﺖ ﺳﻴﺮﺗﻪ ﻟﻔﺮﻳﻖ ﻛﺮﻭﻱ ﻣﻔﻠﺲ ﻻ ﻳﻤﻠﻚ اﻷﺩﻭﺍﺕ ﻭﺍﻟﻤﻮﺍﻫﺐ ﺍﻟﻔﻨﻴﺔ، ﻭﻟﺬﺍ ﻓﻐﺎﻟﺒﺎ ﻣﺎ ﻳﻜﺘﺐ ﻟﺼﻔﻘﺎﺕ ﺍﻟﻤﺪﺭﺑﻴﻦ ﺫﻭﻱ ﺍﻷﺳﻤﺎﺀ ﺍﻟﺮﻧﺎﻧﺔ ﺍﻟﻔﺸﻞ ﻣﻊ خاصة المنتخبات الوطنية ﺍﻟﺘﻲ ﺗﻨﺪﻓﻊ ﻓﻲ ﺃﺣﻀﺎﻥ ﺍﻟﻮﺳﻄﺎﺀ ﻭﺍﻟﺴﻤﺎﺳﺮﺓ ﻫﻨﺎ ﻭﻫﻨﺎﻙ ﻭﺗﺘﻜﺒﺪ ﺍﻟﻤﻼﻳﻴﻦ ﻟﺘﺘﻔﺎﺟﺄ ﺃﺧﻴﺮﺍ ﺃﻥ ﺍﻟﻤﺪﺭﺏ ﺍﻟﻤﺬﻛﻮﺭ ﻟﻢ ﻳﺤﻘﻖ ﻃﻤﻮﺣﺎﺕ الرئيس ومن يدور في فلكه.ويبقى طوق نجاة الكرة المغربية من طريق اﻹنكسارات في المسؤولين ﺍﻟﺬﻳﻦ ﻳﻤﺴﻜﻮﻥ ﺑﻨﺎﺻﻴﺔ ﺍﻷﻣﻮﺭ ﻭﻳﺤﺮﻛﻮﻥ ﺍﻟﺪﻓﺔ ﺗﺒﻌﺎ ﻟﻸﻫﻮﺍﺀ وﺍﻟﻤﺼﺎﻟﺢ ﻭﺍﻟﺤﺴﺎﺑﺎﺕ ﺍﻟﺸﺨﺼﻴﺔ، ﻭﻳﻀﻌﻮﻥ ﺍﻟﻤﺼﻠﺤﺔ ﺍﻟﻌﺎﻣﺔ ﻓﻲ ﺃﺳﻔﻞ ﺩﺭﺟﺎﺕ ﺳﻠﻢ ﺍﻷﻭﻟﻮﻳﺎﺕ ﺇﻥ ﻛﺎﻧﺖ ﻣﻦ ﺍﻷﻭﻟﻮﻳﺎﺕ ﺃﺻﻼ؟ ﻭﺍﻟﺤﺎﻝ ﻫﺬﻩ ﺗﻌﻨﻲ ﺍﺳﺘﻤﺮﺍﺭﻳﺔ ﻟﻈﺎﻫﺮﺓ التشتت ﻭﺍﻟﻀﻴﺎﻉ ﺍﻟﺘﻲ يعاني من سكراتها منتخباتنا الوطنية ﻋﻨﺪ ﺍﻗﺘﺮﺍﺏ ﻣﻮﻋﺪ ﺃﻱ استحقاق قاري ﻋﻠﻰ ﺻﻌﻴﺪ ﺍﻟﻤﻨﺘﺨﺒﺎﺕ ﺍﻟﻮﻃﻨﻴﺔ ﺑﺎﻟﻤﻘﺎﻡ ﺍﻷﻭﻝ، ﺛﻢ ﻋﻠﻰ ﻣﺴﺘﻮﻯ ﺍﻷﻧﺪﻳﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﻘﺎﻡ ﺍﻟﺜﺎﻧﻲ ﻋﻠﻰ ﺍﻋﺘﺒﺎﺭ ﺃﻥ ﺍﻷﻧﺪﻳﺔ ﺗﺘﺤﺮﻙ ﺑﺸﻜﻞ ﺃﻛﺜﺮ ﺩﻳﻨﺎﻣﻴﻜﺔ ﻭﺣﻴﻮﻳﺔ ﻭﺗﺤﺮﺭﺍ ﻣﻦ ﺍﻟﺮﻭﺗﻴﻦ ﺍﻟﻘﺎﺗﻞ.ﻭما يحدث في ملف المدرب المحلي أراه أقرب الأمثلة الواقعية على اﻹبتعاد بنسبة كبيرة عن اﻹحترافية في العمل والمنهجية في التنفيذ والتخطيط، مادام أن من يمسك بزمام الأمور ﻳﺮﻯ في اﻷجنبي ﺳﺒﻴﻞ ﺍﻟﺨﻼﺹ ﻭﻃﻮﻕ ﺍﻟﻨﺠﺎﺓ ﻭﺍﻟﺪﻭﺍﺀ ﺍﻟﻨﺎﺟﻊ ﻟﻠﺪﺍﺀ ﺍﻟﻌﻀﺎﻝ، نظرة لابد لها من أن تطرق باب التغيير واﻹﺳﺘﺒﺪﺍﻝ ﻭﺇﺗﺎﺣﺔ ﺍﻟﻔﺮﺻﺔ ﺃﻣﺎﻡ اﻹطار المحلي ﻣﻦ ﺃﺟﻞ ﺍﻟﻤﺸﺮﻭﻉ ﺍﻟﻨﻬﻀﻮﻱ الكروي ﺍﻟﺬﻱ ﻣﺎﺯﺍﻝ ﻓﻲ ﻃﻮﺭ ﺍﻷﺣﻼﻡ ﻭﺍﻷﻣﻨﻴﺎﺕ ﻭﻟﻦ ﻳﺮﻯ ﺍﻟﻨﻮﺭ ﻣﺎ ﺩﺍﻣﺖ ﺑﻌﺾ ﺍﻟﻤﻔﺎﺻﻞ ﻣﺘﺤﻜﻤﺔ ﺑﺎﻟﻘﺮﺍﺭ.
مشاركة :