قدم مركز الأزهر للفتوى، نموذجا لعلاقة النبي الكريم وأولاده، موضحا ذلك في حديث شريف: تقول أمنا عائشة -رضي الله عنها- : أقبلتْ فاطمة تمشي كأن مشيتها مَشْيُ النبي، فقال النبي(صلى الله عليه وسلم) : «مَرْحَبًا بِابْنَتِي». ثم أجلسها عن يمينه أو عن شماله، ثم أسرَّ إليها حديثًا فبكت، فقلتُ لها: لِمَ تبكين؟ ثم أسرَّ إليها حديثًا فضحكت، فقلتُ: ما رأيت كاليوم فرحًا أقرب من حزن، فسألتها عمَّا قال.فقالت: ما كنتُ لأفشي سرَّ رسول الله(صلى الله عليه وسلم) ،حتى قُبِضَ (صلى الله عليه وسلم) ، فسألتها، فقالت: أسرَّ إليَّ: «إِنَّ جِبْرِيلَ كَانَ يُعَارِضُنِي الْقُرْآنَ كُلَّ سَنَةٍ مَرَّةً، وَإِنَّهُ عَارَضَنِي الْعَامَ مَرَّتَيْنِ، وَلا أُرَاهُ إِلاَّ حَضَرَ أَجَلِي، وَإِنَّكِ أَوَّلُ أَهْلِ بَيْتِي لَحَاقًا بِي». فبكيتُ، فقال: «أَمَا تَرْضَيْنَ أَنْ تَكُونِي سَيِّدَةَ نِسَاءِ أَهْلِ الْجَنَّةِ أَوْ نِسَاءِ الْمُؤْمِنِينَ». فضحكتُ لذلك. البخاري.وأضاف الأزهر عبر الفيسبوك: هكذا كانت تربية الرسول(صلى الله عليه وسلم) لابنته، تربية قائمة على الحبِّ والعطف والحنان وتجلَّت عظمته (صلى الله عليه وسلم)، وظهرت مشاعر الأب الجياشة عند وفاة ابنه إبراهيم حين خاطبه قائلًا:«يَا إِبْرَاهِيمُ، لَوْلا أَنَّهُ أَمْرُ حَقٍّ، وَوَعْدُ صِدْقٍ، وَيَوْمٌ جَامِعٌ، لَوْلا أَنَّهُ أَجَلٌ مَحْدُودٌ، وَوَقْتٌ صَادِقٌ، لَحَزِنَّا عَلَيْكَ حُزْنًا أَشَدَّ مِنْ هَذَا، وَإِنَّا بِكَ يَا إِبْرَاهِيمُ لَمَحْزُونُونَ، تَدْمَعُ الْعَيْنُ، وَيَحْزَنُ الْقَلْبُ، وَلا نَقُولُ مَا يُسْخِطُ الرَّبَّ».وأكمل: حينما قُبض إبراهيم قال لهم(صلى الله عليه وسلم) : «لا تُدْرِجُوهُ فِي أَكْفَانِهِ حَتَّى أَنْظُرَ إِلَيْهِ". فأتاه فانكبَّ عليه وبكى».
مشاركة :