وفاة غامضة لجنرال جزائري تشير إلى وضع غير مستقر داخل الجيشالجزائر - عثر على الجنرال جمال عمرون، رئيس وحدة الألبسة العسكرية التابعة لمديرية العتاد العسكري، جثة هامدة تسبح في بركة من الدماء بمكتبه الخاص بالعاصمة.وفيما باشرت السلطات المختصة فتح تحقيق لكشف ملابسات الوفاة، تبقى الفرضيات متضاربة بين الانتحار والقتل، ولو أن مصادر مقربة نفت أن يكون قد بدر منه أي سلوك مضطرب أو حالة نفسية لافتة خلال الأيام الأخيرة.وجاءت الوفاة المثيرة لأحد كبار الضباط بالمؤسسة العسكرية الجزائرية، بالتوازي مع الوضع المضطرب الذي تعرفه المؤسسة منذ أزيد من عام، بسبب الضغوط المهنية والاجتماعية الداخلية، وعدم الاستقرار الذهني والنفسي لدى قطاع عريض من منتسبيها.وتصاعدت حالات الانتحار لدى أفراد المؤسسات الرسمية، لاسيما الأمن والجيش خلال السنوات الأخيرة نتيجة الضغوط المتصاعدة والمشاكل المهنية والاجتماعية، لاسيما مع حملات التطهير المفتوحة من طرف السلطات القيادية، وفق معايير الولاء وتصفية الحسابات.وتحدثت مصادر متابعة عن حالة عدم استقرار لدى منتسبي المؤسسة، خاصة الضباط الكبار، نتيجة تفاقم الضغوط وغموض المصير المهني للعديد منهم، لاسيما مع دفع المئات من ذوي الرتب العالية ومن صنف الضباط، إلى التقاعد في سن مبكرة، أو الإحالة إلى التحقيق والمحاكمات القضائية.ولفتت إلى تواجد العشرات من الضباط في السجون العسكرية، بتهم تتمحور حول الفساد والتربح غير الشرعي واستعمال الوظيفة، وعلى رأسهم خمسة من كبار الجنرالات اضطر اثنان منهم إلى الفرار خارج البلاد، كما هو الشأن بالنسبة إلى سعيد باي وعبدالرزاق شريف.وظهرت في المسيرات الشعبية الاحتجاجية المناهضة للسلطة بمدينة الأغواط (500 كلم جنوبي العاصمة)، والدة الجنرال خالد تاج، المتواجد في السجن العسكري منذ أكثر من عام ودون محاكمة.وطالبت والدة الجنرال بإجراء محاكمة قريبة وعادلة لابنها، الذي برأته من أي تهمة، وشددت على أنه راح ضحية رفضه التصديق على فواتير ضخمة، بعدما رفض تخليصها لممونين نافذين.
مشاركة :