شهدت حادثة وفاة الطالب معتز الحارثي الذي لقي مصرعه في مدرسة الوليد بن بشر الابتدائية بالرياض هذا الأسبوع، بعدما دخل في شجار مع أحد زملائه، تصرف غريب ومخالفة صريحة للأنظمة من إدارة المدرسة وإدارة تعليم غرب الرياض، بتوثيقهما شهادة الطلاب الذين شهدوا المشاجرة كتابة واعتبارهم شهود عيان في قضية مقتل الطالب على يد زميله. ويعد تصرف الإدارتين بحسب ما نصت عليه الشريعة الإسلامية تصرف خطأ، حيث يشترط في الشهادة التي تعتبر من أهم وسائل الإثبات في الحق ” البلوغ ” فلا تقبل شهادة الصبيان مطلقاً ولو شهد بعضهم على بعض والدليل على ذلك قوله تعالى { وَاستُشهدوا شهيدَيْنِ مِنْ رِجَالِكُم }. وبالنظر إلى القانون الجنائي العام يتبين أن المسؤولية الجنائية للأطفال فصغير السن تمر بثلاث مراحل: ١- مرحلة انعدام الإدراك: تبدأ من الولادة حتى بلوغ سن السابعة اتفاقاً، فإذا ارتكب جريمة ليس عليه أي مسؤولية جنائية فلا يعاقب جنائياً ولا تأديبياً ولكن عليه مسؤولية مدنية يدفعها من ماله الخاص، اما المعمول به في المملكة لا مسؤولية جنائية عليه ولكن يجوز التأديب البسيط ٢- مرحلة الإدراك الضعيف: تبدأ من سن السابعة وتنتهي بالبلوغ، والبلوغ عند سن ال١٥ حكما بالاتفاق لو لم يبلغ حقيقة، يعتبر هنا ضعيف الإدراك او ناقص الإدراك فيسمى بالصبي المميز فلا يسأل عن جرائمهم مسؤولية جنائية ولكن مسؤولية تأديبية كالتوبيخ والضرب ولا يعفى عن المسؤولية المدنية، والمعمول به في المملكة المسؤولية مخففة ومتكاملة ويكون ذلك في محكمة الأحداث. ٣- مرحلة الإدراك التام: وهو بلوغه سن الرشد عند عامة الفقهاء ١٥ سنة وعند ابي حنيفة ومالك ١٨ فهو مسؤول مسؤولية جنائية عن كل جرائمه أيا كان نوعها، المعمول به في المملكة من ١٥سنة إلى ١٨ سنة يسأل مسؤولية شبة تامة في محكمة الأحداث إذا كان في غير قطع او رجم أو قتل وهذا يكون في محكمة عادية، سن الرشد في المملكة ١٨ سنة وتكون مسؤوليته الجنائية كاملة. وكان والد الطالب خويتم سعد الحارثي قد أعلن أمس تنازله عن قاتل نجله معتز لوجه الله، وقال إنه وأفراد أسرته قرروا جميعاً التنازل لوجه الله، ورفضوا الملايين التي قُدمت لهم مقابل العفو.
مشاركة :