أشاد الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بقرارات البنك المركزي الأوروبي اليوم الخميس، وقال إنه اتخذ القرار الصائب بإعلان خفض الفائدة وجولة جديدة من شراء السندات. كما أشاد بسرعة المركزي الأوروبي في اتخاذ القرارات. وكتب على تويتر :”إنهم يحاولون، وينجحون، في خفض سعر صرف اليورو مقابل الدولار شديد القوة، ما يضر بالصادرات الأمريكية”. وكرر ترامب انتقاده لـ”الاحتياطي الفيدرالي ” (المركزي الأمريكي) الذي يصر على أنه يتعين عليه هو الآخر خفض أسعار الفائدة. وكتب ترامب أن الاحتياطي “يجلس ويجلس ويجلس”، وأضاف :”إنهم (في المركزي الأوروبي) يحصلون على أموال لاقتراض أموال، بينما نحن ندفع فوائد! “. وتمكن البنك المركزي الأوروبي من تجاوز انقساماته وتبنى الخميس سلسلة إجراءات تهدف إلى تعزيز دعمه لاقتصاد منطقة اليورو. وقرر البنك المركزي خفض أحد معدلات الفائدة والقيام بعمليات شراء جديدة لديون عامة وخاصة وتقديم قروض كبيرة للتخفيف من أعباء المصارف، مستخدما بذلك من جديد “حزمة” الوقاية من الأزمة، التي كانت تتطلع عليها أسواق المال منذ بداية الصيف. وللمرة الأولى منذ آذار/مارس 2016، خفضت المؤسسة المالية التي تتخذ من فرانكفورت مقرا الفائدة على “الإيداع” من ناقص 0,40 بالمئة إلى ناقص 0,50 بالمئة، في إجراء يهدف إلى تشجيع المصارف على إقراض الشركات والعائلات بدلا من أيداع أموالهم في البنك المركزي. وفي مؤشر إلى رغبته في دعم الاقتصاد، ترك المصرف معدلات الفائدة بلا تغيير لمؤشرين آخرين، أحدهما محدد بصفر. وأكد البنك المركزي أنه لا ينوي رفعهما قبل أن يتوجه التضخم “بمتانة” إلى الهدف المحدد ب2 في المئة، في صيغة عمل غير مسبوقة. والإجراء الثالث هو إطلاق برنامج واسع لإعادة شراء أصول سمي “الليونة النوعية”، كان قد اشترى في إطاره 2600 مليار يورو من السندات العامة والخاصة بين آذار/مارس 2015 وكانون الأول/ديسمبر 2018 في منطقة اليورو. وعلى الرغم من معارضة العديد من رؤساء المصارف المركزية بينهم الألماني ينس فايدمان والهولندي كلاس نوت، ستستأنف عمليات الشراء هذه في الأول من تشرين الثاني/نوفمبر بوتيرة عشرين مليار يورو شهريا وستستمر “طوال الوقت اللازم لذلك”.من جهة أخرى، وكما يجري الحديث منذ أشهر، تبنى البنك المركزي الأوروبي نظام فوائد على شرائح لتخفيف عبء الفائدة التي تبلغ قيمتها أكثر من سبعة مليارات سنويا على المصارف.وبذلك قام ماريو دراغي الرئيس الإيطالي للبنك المركزي الأوروبي بتسوية القرارات الكبرى المنتظرة قبل أن ينتقل المنصب إلى الفرنسية كريستين لاغارد التي كانت مديرة صندوق النقد الدولي.وقال أوفي بوركيرت كبير اقتصاديي مصرف “ال بي بي في” إن هذه القرارات هي “الهدية الوداعية من ماريو دراغي إلى الأسواق”.
مشاركة :