أكد عضو هيئة كبار العلماء سابقاً رئيس مجلس إدارة الجمعية الفقهية السعودية الأستاذ بكلية الشريعة في جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية الشيخ الدكتور سعد الخثلان، وجوب طاعة ولي الأمر في تقييد بعض المباحات، إذا رأى أن المصلحة تقتضي منع بعض الأمور، ضارباً مثلاً بإحياء الأرض الموات، ومنع الزواج من خارج البلد. جاء ذلك في رده على قناة “الرسالة” ضمن برنامج “يستفتونك” عن حكم مخالفة ولي الأمر في تقييده لبعض المباحات؟ وقال الشيخ “الخثلان”: “ولي الأمر إذا رأى أن المصلحة تقتضي منع بعض الأشياء، فيطاع ولي الأمر في هذا، وهو من سلطة ولي الأمر في تقييد بعض المباحات، مستدلاً بقوله تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَأُولِي الْأَمْرِ مِنكُمْ}. وأضاف: “على سبيل المثال إحياء الموات الأصل أن من أحيا أرضاً ميتة فهي له، مستدركاً: لكن في وقتنا الحاضر لو تُرك الناس كل من أراد أن يحيي أحيا لحصل بين الناس مشاكل وخصومات، ولذلك ولي الأمر يتدخل هنا ويمنع من إحياء الموات إلا باذنه؛ حتى يكون الإحياء مرتباً ومنظماً ولا يعتدي الناس بعضهم على بعض، وهنا يطاع ولي الأمر في هذا”. وأضاف “الخثلان”: أيضاً مثلاً الزواج من غير البلد، يعني في بعض البلدان يمنعون الزواج من خارج البلد؛ وذلك لأجل تحقيق المصلحة؛ لأنه لو سمح بالزواج من خارج البلد لكثرت العنوسة في المجتمع؛ لأن كثيراً من الناس يذهبون ويتزوجون من خارج البلد بأسعار أقل، وربما يجدون نساءً أجمل، فيترتب على هذا أن نساء البلد تكثر فيهم العنوسة، وكثرة العنوسة يترتب عليها مفاسد كبيرة. ولفت “الخثلان”: هنا يتدخل ولي الأمر ويمنع مثلاً الزواج من خارج البلد إلا في حالات معينة، فهذا بالنظر للمصلحة العامة، هذه كلها ذكرها أهل العلم وذكروا أنها تدخل في سلطة ولي الأمر في تقييد المباح، وذكروا أن ولي الأمر له أن يقيّد بعض المباحات لتحقيق المصلحة العامة للمجتمع”.
مشاركة :