الموهبة غالبًا تفرض نفسها على الفنان منذ صغره، ومع مرور السنوات لا يجد أمامه خيارا سوى ممارسة هذه الموهبة، وهذا ما حدث مع النحات العراقي محمد غني حكمت، والذي تحل اليوم 12 سبتمبر ذكرى وفاته الثامنة.بالرغم من رفض عائلة "حكمت" للفن خاصة النحت لأنهم من أسر محافظة لكن طبيعته الفنية أجبرت الجميع على الاعتراف بها منذ طفولته وبالتحديد وهو في الرابعة من عمره، فكان النحات العراقي يستخدم الطين الحر بنهر دجلة ليصنع منه أشكالًا لحيوانات بالإضافة إلى عمله للزخارف التي كانت تُزين الأضرحة في مدينة الكاظمية، فكانت كل هذه المُبادرات الفنية سببًا في تمسكه بالميل نحو فن النحت.وكان من المُتوقع أن يتجه "حكمت" نحو دراسة فن النحت، فبدأت دراسته على يد جواد سليم والذي تتلمذ على يده بمعهد الفنون الجميلة في العراق، ومن بعدها اتجه في بعثه دراسية إلى روما حصل منها على دبلوم النحت من أكاديمية الفنون الجميلة بها وهو في السادسة والعشرين من عمره، ثم حصل بعد ذلك بثلاث سنوات على دبلوم الميداليات من مدرسة الزكا في روما، وأخيرًا توجه إلى فلورانسا لدراسة صب البرونز وحصل فيها على شهادة الاختصاص في 1961. ساهم محمد حكمت في تأسيس جماعة الزاوية الفنية، بالإضافة إلى كونه عضوا في جماعة بغداد للفن الحديث وساهم في الكثير من معارضها، وشارك في المعارض الفنية المحلية والدولية، إلى جانب معارضه الشخصية في روما وبيروت وبغداد، حتى أهدته مؤسسة كولبنكيا جائزة أحسن نحات على مستوى العالم.رحل النحات العراقي "حكمت" أو شيخ النحاتين كما لُقِبَ، وهو في الثانية والثمانين من عُمره وهو في العاصمة الأردنية، لكن أثاره الفنية في فن النحت بجميع أنحاء العراق لا تزال تحفظ مسيرته الإبداعية حتى يومنا هذا.
مشاركة :