السجائر لإلكترونية غير آمنة ولاتساعد على الإقلاع عن التدخين

  • 9/13/2019
  • 00:00
  • 3
  • 0
  • 0
news-picture

تحقيق :إيمان عبد الله آل علي بعد انتشار السجائر الإلكترونية في العالم بشكل لافت، بدأت تتكشف للعيان مخاطرها، وظهرت في هذه الأيام حملة عالمية ضد هذا النوع من السجائر، حيث تدرس هيئة الأغذية والأدوية الأمريكية، الآن، إصدار تعليمات جديدة تحظر استخدامها مع زيادة عدد الوفيات والإصابات نتيجة لذلك، علاوة على أن إحدى الولايات الأمريكية حظرتها.كما أن خبراء أكدوا أن مادة النيكوتين الموجودة بداخلها تتسبب في حدوث نوبات في الدماغ، لاسيما بين شريحة المراهقين والشباب الذين يُقبلون على اقتنائها، حيث تشكل دافعاً لفئة المراهقين والشباب غير المدخنين أصلاً، لتجربتها اعتقاداً منهم أنها آمنة.أكدت وزارة الصحة ووقاية المجتمع في الدولة، أن السيجارة الإلكترونية تعامل معاملة السيجارة العادية، ويطبق عليها قانون مكافحة التبغ في الدولة، واللائحة التنفيذية، ولم تصدر أية دراسة تثبت بأنها آمنة، فضلاً عن ذلك لا توجد دراسة تثبت بأنها تساعد على الإقلاع عن التدخين، وتعمل الوزارة على تنظيم حملات؛ للتوعية والتحذير منها، كما تحذر من منتجات التبغ بشكل عام؛ عبر عيادات الإقلاع والرعاية الصحية الأولية. وشددت على أنه يمنع تدخين السيجارة الإلكترونية في المكاتب والأماكن المغلقة حسب ما ينص عليه القانون. قانون مكافحة التبغ أكد الدكتور حسين الرند، وكيل وزارة الصحة ووقاية المجتمع المساعد للمراكز والعيادات الصحية، أن السيجارة الإلكترونية تعامل في الدولة معاملة السيجارة العادية، ويطبق عليها قانون مكافحة التبغ في الدولة، واللائحة التنفيذية، وهي وسيلة من وسائل التدخين أو بدائله، وتحتوي على النيكوتين، شأنها في ذلك شأن بقية منتجات التبغ. وقال: إن منظمة الصحة العالمية لم تصدر أية دراسة تثبت بأنها آمنة، بالتالي لا يمكن اعتبارها آمنة، وهي تعد جزءاً من مشتقات التبغ، ولا توجد دراسة تثبت بأنها تساعد على الإقلاع عن التدخين، ومن يريد الإقلاع من الأفضل التوجه لعيادات الإقلاع عن التدخين، فهي أكثر فاعلية. وأكد أن السيجارة تحتوي على بعض منتجات النيكوتين، وبالتالي تنطبق عليها ذات الأضرار، وقد لا تحتوي على ثاني أكسيد الكربون؛ لكنها تحتوي على مواد حافظة، قد تسبب بعض الأمراض في الرئة، بالتالي تحتوي على أضرار مشابهة وليست آمنة، وتحتوي على منتجات النيكوتين ولسهولة استخدامها واحتوائها على منتجات التبغ قد تسبب الإدمان. حملات للتوعية والتحذير وأشار إلى أنه بعد اعتماد مواصفة إماراتية قياسية لمنتجات النيكوتين الإلكترونية، وصدور أول شهادة مطابقة ل«السجائر الإلكترونية»، حصلت عليها إحدى الشركات العالمية المنتجة، أصبحت واحدة من منتجات التدخين التي يطبق عليها القانون رقم (15) لسنة 2009 بشأن مكافحة التبغ، ولائحته التنفيذية. وقال: بما أن السيجارة الإلكترونية سهلة الاستخدام، ولا تحتوي على رائحة، بالتالي الطلب عليها لن يكون قليلاً، وتعمل الوزارة على تنظيم حملات للتوعية والتحذير منها، كما تحذر من منتجات التبغ بشكل عام؛ عبر عيادات الإقلاع والرعاية الصحية الأولية، فالتعامل معها يشبه التعامل بالتبغ العادي، ومع تطبيق الضريبة الانتقائية، أسوة بنفس الضريبة المطبقة على التبغ ومنتجاته؛ سيسهم ذلك في التقليل من استخدامها، كما حصل مع منتجات التبغ العادية. وأكد أن السيجارة دون رائحة، وقد يشكل ذلك تحدياً أمام أولياء الأمور والمعلمين، ومسؤوليتهم تتمثل في توعية أبنائهم، والوزارة ستعمل على التوعية بالأشكال الجديدة من مشتقات التبغ، ونشر تلك الثقافة في وسائلها المختلفة؛ لتجنب إقبال الأطفال والمراهقين على السيجارة الإلكترونية. وأكد أنه يمنع تدخين السيجارة الإلكترونية في المكاتب والأماكن المغلقة حسب ما ينص عليه القانون، ويطبق عليها ذات الشروط في التدخين. نوبات دماغية للشباب وقال الدكتور ساهير زين العابدين، (أخصائي أمراض رئة في مستشفى ميديور)، إن من بين الآثار السلبية للسجائر الإلكترونية أن مادة النيكوتين داخلها تتسبب بحدوث نوبات في الدماغ، لا سيما بين شريحة المراهقين والشباب الذين يستخدمونها؛ لأن الدماغ لا يزال في مرحلة التطور لديهم حتى عمر ال20، وبالتالي فهم أكثر عرضة من غيرهم للإصابة بمثل هذه النوبات الدماغية.وأكد أن السيجارة الإلكترونية قد تشكل دافعاً لفئة المراهقين والشباب غير المدخنين أصلاً لتجربتها؛ اعتقاداً منهم أنها آمنة، في حين أنها في الحقيقة ليست آمنة؛ لأن المواد المستخدمة في خليط السائل تشكل خطراً على الرئة، وهذا يؤدي طبعاً إلى زيادة عدد المدخنين بين المراهقين والأطفال، وقد يؤدي أيضاً إلى انتقالهم إلى تدخين السجائر العادية التي تحتوي على النيكوتين؛ لذا لا ننصح أبداً باستخدام السجائر الإلكترونية؛ لأنها تشكل جسراً لغير المدخنين؛ لكي يدخنوا. كذلك يمكن لعوامل النكهة المستخدمة في السيجارة الإلكترونية أن تتسبب بالإصابة بمرض السرطان، فخطرها ليس محصوراً في مادة النيكوتين فحسب، إنما أيضاً في النكهات المستخدمة فيها، والتي تؤدي إلى سرطان في الرئة.وأضاف: لا أعتقد أن السيجارة الإلكترونية تشكل طريقة فاعلة للإقلاع عن التدخين، فالإقلاع عن التدخين يتطلب فقط إرادة صلبة، وقراراً حازماً من جانب المدخن. زيادة عدد المدخنين وأكد أنه يتوقع زيادة عدد المدخنين؛ حيث إن السيجارة الإلكترونية هي بوابة تدخين التبغ العادي، وللأسف هناك نسبة من الأطفال والمراهقين والنساء يستعملونها، خاصة الذين لم يدخنوا من قبل، من باب التجربة، خاصة أنها عديمة الرائحة ولن يتم اكتشافهم، وهؤلاء أكثر عرضة خلال عام لتدخين التبغ العادي.وقال: أوضح الباحثون أنه عندما يدخن المراهق السجائر الإلكترونية خلال شهر واحد، يكون أكثر عرضة للتدخين في المستقبل بمعدل سبع مرات خلال أقل من ستة أشهر، ووجد في دراسة أخرى أن الأطفال في الصف التاسع الذين يدخنون السيجارة الإلكترونية أصبحوا من المدخنين للتبغ بعد سنة، وفي عام 2018 بلغ عدد الطلاب من المرحلة الإعدادية والثانوية الذين يستعملون السيجارة الإلكترونية 3.6 مليون طالب في أمريكا، وهذا يعد رقماً مخيفاً، ولابد من توعية الأسرة والمدرسة بأخطار التدخين بجميع طرقه العادية والإلكترونية. لم يثبت علمياً وبالبحوث أنها وسيلة ناجحة وبديلة علق د. محمد رفيق استشاري الأمراض التنفسية والمدير الطبي لمستشفى برايم، أن السيجارة الإلكترونية ليست آمنة كما يروج لها البعض، ولم يثبت مطلقاً عن طريق العلم والبحوث الطبية، أنها وسيلة ناجحة للإقلاع عن التدخين. وشدد د. محمد رفيق، على أنه لا يمكن استخدامها في برامج الإقلاع عن التدخين، إلا بعد استكمال العديد من الأبحاث الطبية؛ للوصول بدقة إلى نتائج علمية ثابتة ومؤكدة مثل لصقة النيكوتين على الجلد، مذكراً بأن النيكوتين لا يزال مادة كيميائية وقد يصفها الطبيب المعالج بجرعات محددة طبقاً لحالة كل مدخن على حدة.ولفت إلى أن ما يخرج من فم وأنف المدخن، الذي يتعاطى السيجارة الإلكترونية، هو بخار يشبه بخار الماء، محذراً من السماح بتداولها على أنها البديل للتدخين، كما أن استخدام أية عبوة إلكترونية أو غير إلكترونية تحتوي على النيكوتين يلزم أن يكون بإشراف طبيب، ومن خلال برنامج متكامل للإقلاع عن التدخين.وأكد أن استخدام السيجارة الإلكترونية انتشر في الآونة الأخيرة، وتضاعف عدد المستخدمين لها من المراهقين وصغار السن، حتى أحدثت جدلاً واسعاً في المجتمعات، فمنهم من يسوق على أنها وسيلة بديلة وآمنة للسيجارة، كما أن آخرين يعتقدون بأنها مجرد وسيلة للتدخين في الأماكن غير المسموح بها بتدخين السجائر العادية كمواقع العمل مثلاً. 9 % أقتلعوا عن التدخين باستخدام السيجارة الإلكترونية أكد الدكتور عماد الدين إبراهيم استشاري الأمراض الصدرية في مستشفى الزهراء الشارقة، أن البعض يروج إلى أن السجائر الإلكترونية آمنة، وهذا غير صحيح، على الرغم من أنها قد لا تحتوي على نفس الكمية من المواد المسرطنة أو المواد المسببة لأمراض الرئة الموجودة بالسجائر العادية، فإنه ينتج منها مواد مسرطنة، وأخرى تسبب أمراضاً للرئتين والشعب الهوائية. وقال: تسبب السجائر الإلكترونية أضراراً شبيهة بالسجائر العادية، وقد تكون أقل؛ لكنها ما زالت تسبب أضراراً جسيمة، إضافة إلى خطر انفجار البطارية. كما أن بلع أي مكون من مكونات السائل من غير قصد؛ يسبب تسمماً خطراً، وقد تظهر أضرار أخرى مستقبلية. وأضاف: تعد السيجارة الإلكترونية بوابة التدخين للتبغ العادي، وبعضها يحتوي على النيكوتين، إضافة إلى اكتساب عادة جديدة قد لا يستطيع صاحبها الإقلاع عنها، والهدف الأساسي من السيجارة الإلكترونية هو الإقلاع عن التدخين، وإذا كانت ذات مواصفات قياسية قد تعد أقل ضرراً من السجائر العادية ومع هذا يجب الحديث بحرص شديد؛ لعدم وجود دراسات كاملة عن السيجارة الإلكترونية؛ لكن إذا استخدمت كمرحلة للإقلاع عن التدخين لا بد أن تكون لفترة قصيرة جداً، وأثبتت الدراسات أن 9% فقط هم ممن أقلعوا عن التدخين، باستخدام السيجارة الإلكترونية، ويجب التنويه إلى أن هيئة الأدوية الأمريكية رفضت اعتماد السيجارة الإلكترونية كبديل للإقلاع عن التدخين.

مشاركة :