أكد مسؤولون في شركات عالمية متخصصة بقطاع الطاقة أن الإمارات توفر بيئة خصبة للاستثمار بالقطاع، خاصة في ظل الخطط التي أقرتها الدولة مؤخراً لتعزيز التنوع في مجال الطاقة. وقال هؤلاء لـ «الاتحاد» على هامش مشاركتهم في المؤتمر العالمي الـ24 للطاقة في أبوظبي إن الإمارات تحتل مكانة بارزة على صعيد الطاقة العالمي، ما يجعلها قبلة الشركات العالمية الراغبة في الاستثمار بالقطاع. وقال جان بيربيار كلاماديو رئيس مجلس إدارة شركة إنجي للطاقة: إن دولة الإمارات تعد بمثابة نقطة انطلاق الشركة بمنطقة الخليج والشرق الأوسط، مشيراً إلى اهتمام الشركة بالتوسع في السوق الإماراتي، ودراسة الفرص والاستثمارات الجديدة بالدولة. وأضاف: «لدينا شراكات عديدة، ونبحث عن المزيد من الشراكات المثمرة خلال الفترة المقبلة، حيث رصدت الشركة نحو 11 إلى 12 مليار يورو لمشاريعها بمختلف دول العالم خلال السنوات الثلاث المقبلة». وأشار كلاماديو إلى أهمية استحواذ «إنجي» على 40% من أسهم الشركة الوطنية للتبريد المركزي «تبريد» قبل نحو عامين، في دعم استراتيجية النمو في شركة «تبريد»، موضحا أن «إنجي» تمتلك خبرة إقليمية طويلة تناهز 30 عاماً، وتدعم تطوير حلول تساهم في خفض الانبعاثات الكربونية الناجمة عن إنتاج الكهرباء والمياه، حيث تشكل شبكات تبريد المناطق عنصراً جوهرياً من نموذج التنمية المستدامة. وتعد «إنجي» أحد اللاعبين الرئيسيين في شبكات التبريد عالية الكفاءة، التي تعتبر أكثر كفاءة في استهلاك الطاقة بنسبة 50% مقارنة بحلول التبريد الفردية، كما أن انبعاثاتها الكربونية أقل بنسبة 50%. وتتولى الشركة تشغيل أكثر من 250 شبكة للتدفئة والتبريد منخفضة الكربون في 13 بلدًا، تضم بعض أبرز أنظمة التبريد في مواقع مشهورة مثل الحديقة الأولمبية في لندن، ومدن مثل باريس ومرسيليا وبرشلونة ولشبونة، إضافة إلى مدينة سايبر جايا في ماليزيا. وأكد كلاماديو أن الإمارات تحتل مكانة دولية بارزة على صعيد الطاقة العالمي، موضحا أن الشراكة مع «مبادلة» تعزز فرص توسع الشركة خلال السنوات المقبلة. بدوره، قال علاء الشيمي المدير العام لمجموعة المشاريع التجارية - منطقة الشرق الأوسط في هواوي، إن أعمال الشركة في الإمارات حققت نموا بنحو 50% إلى 60% خلال العام الجاري، متوقعا استمرار النمو في أعمال الشركة بالدولة خلال العام المقبل، خاصة أن الإمارات تعد من أكثر الدول تقدماً فيما يتعلق بالتكنولوجيا واستخدامات الثورة الصناعية الرابعة. وأضاف أنه من ناحية أخرى، فإن «هواوي» نجحت في توفير تكنولوجيا متطورة في مجالات عدة تعتمد على الذكاء الاصطناعي وإنترنت الأشياء، ما يمكن استخدامها على سبيل المثال في التنبؤ بالأعطال بمحطات النفط، وتحديد الأعطال والقيام بأعمال الصيانة وتغيير قطع الغيار، وتحديد الظروف الجوية واتجاه الشمس، ما يدعم التشغيل والصيانة للألواح الشمسية بمحطات الطاقة الشمسية، فضلاً عن استخدام تقنيات الجيل الخامس. وقال الشيمي إن الإمارات تستحوذ على 25 إلى 30% من حجم أعمال الشركة في المنطقة، موضحا أن «هواوي» تنتشر أعمالها في نحو 170 دولة بالعالم. وفيما يتعلق بتراجع أسعار النفط، أكد الشيمي أن تراجع الأسعار لم يؤثر على أعمال الشركة، خاصة أنه مع تراجع الإيرادات يزداد التوجه لخفض النفقات والمصاريف، ما يعزز الطلب على الخدمات التكنولوجية التي توفرها الشركة، التي تسهم في خفض التكاليف. إلى ذلك، أكد مجيد حميد جعفر الرئيس التنفيذي لشركة نفط الهلال إلى أهمية الخطط التي أقرتها دولة الإمارات مؤخرا لتعزيز التنوع في مجال الطاقة، ما يعكس التخطيط الاستراتيجي طويل المدى لدولة الإمارات. وأعلنت الإمارات عام 2017 استراتيجية الإمارات للطاقة خلال العقود الثلاثة المقبلة التي تستهدف رفع كفاءة الاستهلاك الفردي والمؤسسي بنسبة 40%، ورفع مساهمة الطاقة النظيفة في إجمالي مزيج الطاقة المنتجة في الدولة إلى 50%، وتستهدف تحقيق وفر يعادل 700 مليار درهم حتى عام 2050. ويتضمن مزيج الطاقة المستهدف بحلول 2050، تنويع مصادر الطاقة كالتالي، 44% للطاقة النظيفة و38% للغاز و12% للفحم الأخضر و6% طاقة نووية.
مشاركة :