كتب بيوتر أكوبوف، في "فزغلياد"، حول حاجة روسيا والصين إلى أن يسحب ترامب القوات الأمريكية من أفغانستان للوثوق بصدق نواياه حيالهما. وجاء في المقال: احتفلت كابول بالذكرى الـ 18 لهجمات 11 سبتمبر بهجوم صاروخي على المنطقة التي تقع فيها السفارة الأمريكية. وكانت واشنطن ألغت، عشية ذلك، توقيع اتفاق على سحب قواتها من أفغانستان. ترامب، بالطبع، أراد أن يتزامن التوقيع مع الذكرى السنوية لهجمات الحادي عشر من سبتمبر، لكن عدم نجاح ذلك، لا يغير شيئا من حيث المبدأ بالنسبة له. من الواضح أن ترامب يريد تنازلات من طالبان، لكن هذا غير ممكن. وهكذا، فالحديث يدور عن تأجيل، لا ترامب ولا طالبان يخسران شيئا بنتيجته. يمكنهما توقيع اتفاق في أي وقت آخر مناسب. لكن سلطات كابول الحالية، التي يبدو أنها استفادت من فشل الاتفاق (لم يعجبها، ولكن أحدا لا يسألها رأيها)، وجدت نفسها في وضع معلق. في نهاية هذا الشهر، يجب إجراء انتخابات رئاسية في أفغانستان، بل في الأراضي التي تسيطر عليها السلطات. ولا معنى لإجراء الانتخابات بعد توقيع اتفاق مع طالبان. لكن إلى جانب أهميتها في السياسة الداخلية، بالنسبة لترامب، فإن للتسوية الأفغانية أهمية كبيرة في السياسة الخارجية. من الصعب التوصل إلى لفتة أوضح نحو المحبة والسلام تجاه روسيا والصين، اللتين تريان عن حق أن الأمريكيين يحتاجون إلى جسر للعبور في أفغانستان حصرا ضدهما. فمحاولة إقناعهما لا طائل منها. ولكن بشروعه في سحب حقيقي للقوات، سيظهر ترامب ميله الجاد إلى تغيير الاستراتيجية الأمريكية للسيطرة العالمية على كل شيء وكل مكان. وسيؤكد أنه ليس احتلاليا ولا عولميا، إنما هو مع إعادة هيكلة العلاقات الدولية، وإنشاء نظام عالمي يقوم على توازن القوى العظمى المتنافسة، من دون تدخلات عسكرية في مناطق المصالح الحيوية لبعضها البعض. ولكن، من دون مغادرة أفغانستان، لن تؤمن موسكو وبكين بصدق رغبة ترامب في إقامة نظام عالمي جديد.. المقالة تعبر فقط عن رأي الصحيفةتابعوا RT على
مشاركة :