أشاد مقال نشرته صحيفة ليزيكو الفرنسية في عددها الصادر يوم 4 سبتمبر 2019 م وكتبته شركة « إندي ترانزيسيون « ، أشاد بالإنجاز العلمي الأخير لمجموعة باحثين في جامعة الملك عبد الله للعلوم والتقنية «كاوست» تمكنوا من تطوير تقنية شمسية تساهم في إنتاج الكهرباء وتحلية مياه البحر في الوقت ذاته، حيث تعد هذه التقنية أقل تكلفة من ناحية استهلاك الطاقة. يُعد توفر المياه الصالحة للشرب، كما هو الحال بشكل أقل منه بالنسبة إلى الكهرباء، أولويةً حيوية بالنسبة إلى عددٍ من مناطق العالم. ظهرت تقنية ثورية جديدة تستخدم خلية شمسية متعددة الطبقات وتُمكن من إنتاج الكهرباء وتحلية مياه البحار في الوقت ذاته. في عصر الاحتباس الحراري هذا، ربما توفر المعلومة مستقبلًا يُسعد جميع أولئك الذين لا تتوفر لديهم المياه الصالحة للشرب، والبالغ عددهم حول العالم 780 مليون نسمة. حيث قام مجموعة من الباحثين في جامعة الملك عبد الله للعلوم والتقنية في ثول، في المملكة العربية السعودية، بتطوير خلية شمسية متعددة الطبقات قادرة على إنتاج الكهرباء، بالإضافة إلى تحلية مياه البحر. إنها تقنية ثورية، قد يكون من شأنها حل المشاكل المرتبطة بعملية تحلية مياه البحر، ولو بشكل جزئي. فبالرغم من أن تحلية المياه معروفة منذ فترة طويلة، إلا أن استهلاكها للطاقة مرتفع للغاية. بل إنه أعلى من اللازم... ولا تزال تحلية المياه عملية حيوية للعديد من دول الشرق الأدنى والأوسط على وجه الخصوص، حيث إن احتياطاتهم من المياه الجوفية العذبة محدودة للغاية، ولا تكفي لتوفير المياه. ولذا، فتلجأ تلك الدول بشكل كبير إلى ضخ ومعالجة مياه البحار. كما تُنتج دولٌ مثل إسرائيل، والكويت، والمملكة العربية السعودية، والأردن، وتونس، ومالطا، وإسبانيا، وتشيلي، وأستراليا، مجتمعةً أكثر من 95 مليون متر مكعب من المياه العذبة يوميًا. ولكن مع ظهور تقنية جديدة تستخدم الطاقة الشمسية، بات من الممكن تفادي استهلاك الطاقة المفرط لتحلية المياه. ويُذكر أن هذه المناطق المعنية تتمتع بطاقة شمسية تملك ما يكفي منها لتوريده. وإن اعتزمت هذه المناطق بالفعل إدخال الطاقة الشمسية بشكل أكبر في مزيج الطاقة الخاص بها، فإن هذه التقنية الشمسية الجديدة ستؤكد على إمكانات القطاع.ومع التقنية الشمسية، وبالإضافة إلى إنتاج الطاقة الكهربائية، تُولَّد الطاقة الحرارية أيضًا هامشيًا، ولكن لا يتم التقاطها. وفي مقال نُشر في يوليو لدى موقع الصحيفة العلمية المرموقة (Nature)، يُقدم باحثو جامعة الملك عبد الله تقنيتهم التي تهدف على وجه التحديد إلى تطوير الخسائر الحرارية لخلايا السيليكون الشمسية، واستخدامها لتقطير مياه البحر، وبالتالي تتم تحليتها. وكما يوضح موقع www.trustmyscience.com، فإن «هذه الحرارة يتم امتصاصها من قبل أغشية متعددة لا تألف الماء، وتوضع بين مواد مختارة لتسهيل عملية التبخير والتكثيف». ووفقًا للدراسة، فسيكون من الممكن إنتاج خمسة أضعاف كمية المياه العذبة باستخدام هذه العملية، مقارنة مع التقطير الشمسي التقليدي. «لقد ثبت أن مترًا مكعبا واحدا من جهاز التقطير الغشائي متعدد المراحل يُقطر أكثر من 1.6 لتر من مياه البحر في الساعة». وتجدر الإشارة إلى أنه، في هذا النمط، لا يتأثر مردود الألواح الشمسية من حيث إنتاج الكهرباء على الإطلاق.
مشاركة :