هل جزاء الإحسان إلا الإحسان.. مكافأة غير متوقعة لسعودي عفا عن قاتل ابنه

  • 9/13/2019
  • 00:00
  • 5
  • 0
  • 0
news-picture

«هل جزاء الإحسان إلا الإحسان».. تأولت الآية الكريمة من سورة الرحمن في مشهد عظيم وتجلى إعجازها في الصورة التي تم تكريم المواطن السعودي خويتم الحارثي الذي تنازل عن دية ابنه حين قرر العفو عن قاتل ولده ابتغاء لمرضاة الله. خويتم الحارثي.. والد الطفل «معتز» المقتول في مدرسة بشر بن الوليد الابتدائية بالرياض قرر العفو عن قاتل نجله، وسجل ذلك في محضر شرطة ضاحية لبن، كما اشترط لذلك أن يخرج الطفل القاتل من محبسه وعدم المساس بإدارة معلمي المدرسة.وردا على إحسان والد الطفل المقتول، الذي يعمل مؤذنًا بمسجد رياض الصالحين بحي ضاحية لبن بالرياض، تجاه قاتل ابنه، فقد أعلن رجال الأعمال السعودي سعد بن سفران العرابي تبرعه بقطعة أرض في مكة لصالح الأب المكلوم.قام طالب سعودي بقتل زميل له في الصف السادس الابتدائي خنقا، في إحدى مدارس العاصمة الرياض، حيث عثر على جثة الطفل داخل ساحة مدرسة بشر بن الوليد الابتدائية.وشيعت جنازة الطفل معتز الحارثي، الطالب في الصف السادس الابتدائي والبالغ من العمر 12 عاما، الثلاثاء الماضي، ووفق وسائل الإعلام المحلية، فقد روى الأب الشاعر خويتم سعد الحارثي اللحظات الأخيرة في حياة طفله قبل الذهاب إلى المدرسة، مؤكدا أنه لم يرغب في الذهاب إلى المدرسة، على الرغم من تفوقه، مشيرا إلى أن الطفل الفقيد يحب الرياضيات ونظم الشعر.وقد تحققت الآية الكريمة كما كشف رجل الأعمال السعودي عن نيته إطلاق اسم الطفل «معتز» على مسجد يقوم ببنائه في السودان ومن المنتظر أن يتم افتتاحه الشهر المقبل، بحسب مقطع فيديو تداولته الأوساط السعودية مؤخرا.وأكد رجل الأعمال السعودي أنه على معرفة مسبقة بوالد الطفل منذ 20 عاما، وأشاد بنبل أخلاقه الذي دفعه إلى العفو عن قاتل ابنه، لوجه الله، ورفض بذلك الملايين التي عرضت عليه كدية، حيث سجل الأب خويتم سعد الحارثي مقطع فيديو وثق خلاله عفوه عن قاتل ابنه، وأكد خلاله أن ما حدث لابنه كان قضاء وقدرا ولا يحمل أي إهمال من قبل إدارة المدرسة أو المعلمين.وأثار قرار الأب بالعفو عن قاتل ابنه موجة إشادة كبيرة في الأوساط السعودية؛ حيث دشن رواد «تويتر» هاشتاج خاص به، ظل متصدرا قائمة الموضوعات الأكثر قراءة على «تويتر» لساعات طويلة؛ حيث عبَّر السعوديون عن إعجابهم بالأب الشجاع، مشبهين قراره بـ«الصفح الجميل»، وتمنوا له أن يرزقه الله ويخلف عليه.وقد وثقت كاميرات المراقبة مشهد وفاة الطفل «معتز» على يد زميله خنقا؛ حيث اشتبك الطالبان في صراع بالأيدي، وقد بدأ المشهد بخروج الطفل المقتول و800 طفل من زملائه في المدرسة إلى ساحة المدرسة لتناول وجبة الإفطار تحت إشراف 4 مراقبين من المعلمين، وبينما كان يمرح ويلعب معهم، نشبت مشاجرة حامية بينه وبين الطفل القاتل، ولم تفلح محاولات زملائهما ممن شهدوا الواقعة من فض الاشتباك بينهما.وسقط الطالب الجاني على الأرض فوق جسد زميله المتوفى، الذي سرعان ما عانى من نوبة اختناق؛ حيث أجهدته اللكمات وأعياه ضيق التنفس وراح يضرب الأرض برجليه واقفا وقاعدا بعدما ضاق صدره ونفدت طاقته وخارت قواه، إلى أن لفظ أنفاسه الأخيرة.ولم يستطع الحاضرون إنقاذ الطفل، وكذا فشلت فرقة الهلال الأحمر التي تم استدعاؤه في إنعاشه وإعادة مرة أخرى، ثم تم إخبار أسرة الطفل بما حدث.ووفق «العربية»، فقد قال والد الطفل إن إدارة المدرسة تواصلت معه وأخبرته أن ابنه مريض وسقط في ساحة المدرسة، لكنه أثناء مرافقة ابنه إلى المستشفى أدرك أنه توفي، وفيما بعد علم أن ابنه دخل في شجار مع بعض الطلاب وقت الفسحة، وسقط عليه طالب وكتم أنفاسه حتى فارق الحياة.وفي بيان لها، أعلنت إدارة تعليم الرياض وفاة طالب في الصف السادس داخل مدرسة بشر بن الوليد الابتدائية في الرياض إثر مشاجرة مع زميل له، مشيرة إلى الجهود التي بذلها المعلمون لإسعافه قبل استدعاء الهلال الأحمر.ودافع علي الغامدي، المتحدث باسم الإدارة التعليمية التابع لها مسرح الجريمة، عن إدارة المدرسة قائلا إن «كاميرات المراقبة في المدرسة وثقت المشاجرة»، مشيرًا إلى أن عددًا من المعلمين ممن علموا بأمر الطالب معتز حاولوا إسعافه قبل نقله من خلال الهلال الأحمر إلى مستشفى الملك خالد «لكنه توفي في الطريق» وفقا لـ «عاجل».أما إدارة مدرسة بشر بن الوليد الابتدائية في الرياض، فتوجهت إلى أسرة الطالب معتز المكلومة بالتعازي، مؤكدة حرصها على تقصي الحقائق ومعرفة تفاصيل وأسباب الوفاة.وأشارت إلى أن مكتب التعليم في غرب العاصمة السعودية الرياض وقف ميدانيًّا على الحادثة، بينما شكل مدير تعليم الرياض لجنة تقصي بالتنسيق مع الجهات المختصة.فيما صرح عابد بن سعد الحارثي، أخو والد الطفل المقتول، لصحيفة «سبق» إن والد الطفل معتز (52 عاما) لديه 6 أبناء، أوسطهم معتز، ويعول 22 شخصا، هم عدد أفراد أسرته وأشقائه، ما أدى إلى إيداعه في السجن نظير ديونه التي تجاوزت نصف مليون ريال (500 ألف ريال).من جانبه فقد أثنى أمير الرياض فيصل بن بندر بن عبد العزيز على موقف خوتيم سعد الحارثي، بعدما عفى عن قاتل ولده، حيث أجرى اتصالا هاتفيه به، وقدم له واجب العزاء والمواساة، بحسب صحيفة «سبق» السعودية.وخلال الاتصال أكد أمير الرياض على الأثر والقدوة التي زرعها الحارقي في المجتمع السعودي وقدم فيها أجمل صور الأخوة الإسلامية والاجتماعية.

مشاركة :