تسير الفنانة بثينة الرئيسي بخطى ثابتة في الساحة الفنية الخليجية، هي نجمة لها حضور مؤثر في أي عمل تشارك فيه ولها بصمة لا ينكرها أحد في المسرح. كما أن نشاطها في مواقع التواصل الاجتماعي مستمر. بثينة ترفع دائماً شعار "عمل واحد في رمضان يكفي". ولعلّ هذا الأمر نابع من قناعتها بضرورة أن يضع الإنسان كل تركيزه في شخصية تمثل الفارق معه على صعيد الحضور الدرامي والأداء. وفي حوار مع "سيدتي" تطرقت بثينة إلى عملها الجديد "الديرفة" الذي حقق أصداء كبيرة خلال شهر رمضان، علماً بأنها كانت قد راهنت على العمل الذي يشهد مشاركة نخبة كبيرة من النجوم. وتوقفنا مع الرئيسي عند موضوعات عدة منها شائعة حملها وعودتها للمسرح مع الفنانة شجون من خلال مسرحية «I wish» ومحاور عدة هنا تفاصيلها.بثينة الرئيسي العمل يخرجه مناف عبدال، ويشارك فيه حشد من النجوم، منهم محمد المنصور، عبدالرحمن العقل، محمد جابر، أسمهان توفيق، حسين المهدي، نور، غدير السبتي، عبير الجندي، عبدالله بهمن، إضافة إلى عدد آخر من الفنانين، عن رواية الكاتبة علياء الكاظمي حيث اقتبسنا من الرواية مجموعة قصص صاغها كسيناريو وحوار الكاتب محمد أنور الذي اختلق شخصيات جديدة ظهرت في منتصف الأحداث. العام الماضي، قرأت مجموعة من الأعمال وصل عددها لسبعة. ولكن «الديرفة» هو الوحيد الذي لفت نظري واستفزني. وأي فنان مبدع يسعى لكل ما هو جديد، سيقبل بالدور على الفور. أجسد في المسلسل دور فاطمة وهي شخصية متقلبة في مشاعرها وأحداثها، ولا يستطيع أحد أن يحكم عليها إلا بنهاية العمل. سعيدة للغاية بوجودي بين هذه الكوكبة من النجوم الكبار والشباب وأنتهز الفرصة لأشكر من خلالكم المخرج مناف عبدال والمنتج عبد الله بوشهري لأنهما رشحاني لشخصية فاطمة. بالفعل، تفاجأت بمناف كمخرج متمكّن من أدواته في زمن المخرجين الذين يهتمون بصورة الفنانة. بينما المخرجون الذين يهتمون بحضور الفنان على الشاشة قليلون، ورغم أن تصوير المسلسل امتد لمنتصف شهر رمضان، إلا أننا كنا متحمسين.بثينة الرئيسي ربما البعض استغرب طبيعة العلاقة بين الشخصيتين في العمل لاسيما أن الأحداث تقع في فترة زمنية بعيدة. ولكن، هناك نقطة ربما لم ينتبه لها البعض أن الشخصية التي يجسدها المهدي هو ابن خالة فاطمة ما وطد علاقتهما. وبشكل عام، حسين من الشخصيات القريبة مني ويفهمني من النظرة خلال التمثيل وجمعتنا أعمال منها «ذكريات لا تموت» وحالياً «الديرفة». «الديرفة» عمل تراثي تدور أحداثه في قالب اجتماعي لا يخلو من المفارقة الدرامية والتشويق، يحاكي العديد من القضايا الاجتماعية، مع وجود عناصر فنية رفيعة المستوى. وشخصية فاطمة التي شاهدها الجمهور شكلت حجر زاوية في الأحداث وأعتز بها كثيراً. أرى أن الدراما الخليجية في أوجّها حالياً لأن كمّ الأعمال التي تعرض حالياً كبير جداً فضلاً عن أن المضمون الذي نشاهده أفضل من السنوات السابقة. بعد رحلة طويلة، أعتقد أنه بات لديّ خبرة لأختار الأعمال المناسبة. هذه الخبرة تشكّلت نتاج تجارب عدة مررت بها. وأرى أن الممثل الذكي الذي يخاف على اسمه يجب أن ينتقي كل عام عملاً واحداً يدفع به خطوة للأمام. بالفعل، هذا نهج أسير عليه منذ فترة. وأرى أن عملاً واحداً يكفي خصوصاً إذا كان ذا قيمة كبيرة على مستوى المضمون والإنتاج أيضاً، أزعم أن الفنان يجب أن تتوفر فيه مجموعة من الخصال المهمة منها الذكاء والموهبة والتأني. هذا العام، كان من الممكن أن أشارك في أربعة أو خمسة أعمال. ولكني اكتفيت بـ«الديرفة»، فهو عمل مهم ويضم نخبة مهمة من الفنانين. كما أن المخرج مهم وكل العناصر متوفرة في هذا المسلسل المميز. لا أجد مشكلة في ذلك. الفنان المتمكّن من أدواته يستطيع التعامل مع جميع الشخصيات والأدوار التي تسند إليه. أحرص دائماً أن تكون شخصية قصتها مختلفة وتنطوي على أحداث هامة وأبعاد جديدة وتحمل رسالة للجمهور، أميل للشخصية التي تدافع عن المرأة وحقوقها. أتطلع دائماً لأن تكون هادفة، أدرس وأبحث ما بين السطور لأقف على قيمة الدور ومدى تأثيره في الأحداث.بثينة الرئيسي هي شائعة بسبب سؤال مباغت من المذيعة نورة عبد الله في برنامج «سراي» على قناة atv. حقيقة الأمر أن نورة فاجأتني بالسؤال. وربما أساء البعض فهم الإجابة واعتقد أنها تأكيد للخبر. لذلك، حرصت على توضيح الأمر بفيديو على موقع التواصل الاجتماعي «سناب شات». مجرد شائعات، ما حدث أنني اتبعت حمية غذائية صارمة مع طبيبة تغذية بالكويت. وكانت السبب في فقداني الكثير من وزني حتى دون ممارسة الرياضة. لم يحدث ذلك، وأرى دائماً أن طبيعة الإنسان أفضل من تدخل مشرط أي جراح للعبث بالوجه حتى ابتسامة هوليوود لم أفكر فيها. لديّ بروز بسيط في أنفي وأحب شكلي على هذا النحو ولن أقدم على تعديل أي شيء في وجهي، فقط أجريت تقويم الأسنان. وسابقاً، فكرت في إزالة الشامة خصوصاً عندما شاهدت نفسي للمرة الأولى على الشاشة وشعرت أن هناك شيئاً غريباً. ولكن مع رفض الوالدة نزلت عند رغبتها خصوصاً وأنها هددت بالتبرؤ مني إذا خضعت لعمليات التجميل أو إزالة الشامة بسن مبكرة. بالفعل، أحب «السوشيال ميديا» وأحرص على التواجد عبر حساباتي الخاصة في مختلف منصات التواصل الاجتماعي، وأنا من عشاق الكاميرا والتصوير والمونتاج. وجميع المواد التي أعرضها أصورها وأمنتجها بنفسي. ولأني أبذل قصارى جهدي في هذه الفيديوهات، تصل إلى الناس سريعاً. كما أنني أتواصل مع الجمهور وأحاول أن أشرح لهم كل التفاصيل. ولا أخفي عليكم سراً أن مواقع التواصل وطّدت علاقتي مع الجمهور بصورة كبيرة حتى إذا شعرت بشيء من الضيق أبوح لهم بما في نفسي وأتحدث إليهم وأستمع إلى آرائهم وأسترد عافيتي النفسية سريعاً بمجرد أن أقرأ تعليقاتهم الإيجابية. المصداقية هي الشعار الذي أرفعه ولا أقبل المساومة عليه. كما أحترم عقلية الجمهور حيث لا تجدني في كل مكان وإنما خطواتي محسوبة وأيضاً ظهوري وفق خطة مدروسة حتى لا يمل الجمهور مني. بعد انقطاع 3 سنوات عن جمهور المسرح، قررت العودة لهم مجدداً بعمل مميز وهو «أتمنى» أو «I wish» بمعية زميلتي شجون الهاجري وغدير السبتي وعبد الله عبد الرضا ومنصور البلوشي ونخبة من الفنانين. والعمل من تأليف محمد الشريدة ومن إخراج عبد الله عبد الرضا. صورت مسلسل «7 أبواب» قبل رمضان وعرض عبر إحدى المنصات المشفرة. وسيعرض بصورة أوسع لاحقاً من تأليف عبدالمحسن روضان، وإخراج سلطان خسروه، ويشهد مشاركة حشد من النجوم، لاسيما أن كل قصة مستقلة عن نظيرتها، ولها خطها الدرامي المختلف، وبالتبعية أبطالها.بثينة الرئيسي يعني لي الكثير. إلا أن الحديث عن شخصية واحدة يظلم فخامة العمل. «الديرفة» يناقش حقبة زمنية مهمة جداً لأنه يوضح مرحلة الانتقال بين حقبتين كانتا الأجمل، كل شخصية تشارك بالمسلسل لديها جانبان أحدهما إيجابي والآخر سلبي كأي إنسان طبيعي في الحياة، وفاطمة من الأدوار التي استفزتني كثيراً لأنها من وجهة نظري بئر عميق. وكلما تغوص فيه تكتشف أشياء أخرى وأسراراً. وعلى مدار الحلقات، يتبين لنا حبها الكبير تارة وأنانيتها تارة أخرى ورغبتها في الانتقام وحنانها وما إلى ذلك من مشاعر إنسانية، أحب فاطمة والذكاء الذي تتمتع به وتمردها على الظلم وسعيها نحو أخذ حقها. قد أتخذ هذا القرار يوماً ما. وهو أمر وارد لاسيما إذا كبرت أسرتي وشعرت أنني لا أستطيع الحفاظ على استقرارها ولا أتمكن من تحقيق العدل بين عملي وواجباتي المنزلية، حينها قد أقدم على هذه الخطوة ولكن في الوقت الحالي لا أعتقد ذلك. تحتفظ الفنانة بثينة الرئيسي بحياتها الخاصة بعيداً عن الأضواء وترفض الغوص في تفاصيلها وخير دليل على ذلك خبر زواجها قبل عامين الذي أبقته طي الكتمان لفترة، وحول ذلك تقول لـ «سيدتي»: «نعم، لقد سبغت الخبر بالسرية لفترة طويلة لأنني أعتبر حياتي الخاصة ملكي أنا فقط وخطاً أحمر لا أحب أن يتجاوزه أحد. ولست من النوع الذي يتفاعل مع الأسئلة الكثيرة مثل: من هو الشخص ولماذا ومن أين هو، أعتبر كل تلك الأمور أشياء خاصة بي لا أفضل التناقش فيها مع الناس. وكنت خائفة من هذه التساؤلات. ولكن، بمرور الوقت، ومع احتكاكي مع الجمهور بشكل أكبر، شعرت أنه من حقهم أن يعرفوا هذا السر الصغير، ولا أخفيكم سراً أنني خططت لإخفاء الأمر لفترة معينة وأيضاً قررت موعد الإعلان عنه. وقد كان اختياري دقيقاً لتوقيت الإعلان وأحمد الله على تفاعل الجمهور الإيجابي. وأمنياتهم ومباركاتهم لي أمر أسعدني كثيراً». لدى الفنانة بثينة الرئيسي قناعة خاصة بضرورة أن يوفر الفنان لنفسه مجال عمل موازياً للفن وحول ذلك تقول لـ«سيدتي»: «رغم أن عالم الفن جميل وهو من عرّف الجمهور بنا وله الفضل فيما وصلنا إليه، ولكن مع النضوج يجب أن يفكر الإنسان أنه في حال رفض العروض التي قدمت له أو لن يعرض له عمل هذا العام، هل سيتوقف حينها ولا يكون له مصدر دخل؟ بالطبع لا، أرى أن الإنسان يجب أن يفكر في المستقبل وأن ينظر لأبعد من موضع قدميه، ماذا لو فكرت في الاعتزال أو الابتعاد عن هذا الطريق أو تكوين أسرة ولم أجد وقتاً لأشارك في أي عمل؟ يجب أن يكون هناك مصدر دخل بديل».
مشاركة :