من بين جميع الضغوط التي تواجهها شركة أبل مع إطلاق هاتفها الذكي الجديد “آيفون 11” تكمن المخاوف بشأن انخفاض مبيعات الأجهزة، لكن لم يخطر ببالها أن تتعرض لأزمة مختلفة تماما وهذه المرة ناجمة عن إثارة شكل من أشكال الرهاب أو الخوف. فبعد طرح الجهاز آيفون 11 برو، بدأت تظهر على الإنترنت ووسائل التواصل الاجتماعي، وعلى نحو واسع النطاق، بوادر “رعب” بين مستخدمي هذا الجهاز تتعلق بمجموعة عدسات الكاميرا المصغرة الموجودة في ظهر الجهاز. ويعرف هذا الرعب الناجم عن مجموعة عدسات الكاميرا الخلفية بين المستخدمين باسم “رهاب النخاريب” أو “ترايبوفوبيا”، وهو عبارة عن كراهية للأنماط المتكررة، لا سيما مجموعات الثقوب الصغيرة أو النتوءات. ولمن لا يعرف، فإن رهاب النخاريب أو الترايبوفوبيا، هو خوف من رؤية ومواجهة الأشياء التي تحتوي على ثقوب صغيرة مثل نخاريب النحل والدبابير وثقوب الإسفنج والأشجار والنباتات أو الجسم والفطائر. وكلمة “ترايبوفوبيا”، بحسب موسوعة ويكيبيديا عبارة عن اسم مكون من مقطعين الأول هو “ترايبو” وتعني الثقوب الصغيرة، و”فوبيا” وتعني الخوف أو الرهاب. بالنسبة لأولئك الذين ليسوا على دراية بأمراض الرهاب أو الفوبيا، أو ربما لا يعانون من هذا النوع من الرهاب، قد يبدو الأمر سخيفا؟ ولكن هل نظر أحدكم إلى مجموعة العدسات خلف هاتف آيفون 11 برو؟ قد لا يتأثر كثيرون بمشهد العدسات أو “الثقوب”، و قد يجدها البعض نمطا غير منتظم يرضي العين. ومع ذلك، فإن من يعانون من هذا الرهاب، سوف يرون تلك الثقوب مثيرة للإزعاج والكراهية والخوف. وعلى الرغم من أنه لم يتم الاعتراف بمرض “رهاب النخاريب” أو الترايبوفوبيا ولا ينظر إليه باعتباره اضطرابا عقليا حتى الآن، غير أن دراسة أجراها المركز الوطني للتكنولوجيا الحيوية في الولايات المتحدة بشأن حالة فتاة تبلغ من العمر 12 عاما اكتشفت مشاعر متأصلة من الخوف والذعر والكراهية عندما عرضت عليها صور مليئة بثقوب صغيرة. وحثت الدراسة على إجراء مزيد من البحث لاكتشاف المدى بين “الانزعاج الناجم عن الثقوب الصغيرة كرد فعل” و”رهاب النخاريب” باعتباره “اضطرابا سريرا مثيرا للقلق”. والمشكلة مع الترايبوفوبيا هي أنه يمكن العثور على الثقوب الصغيرة في أي مكان، مثل فتحات التهوية، وجلود الحيوانات، وعيون الحشرات، وغيرها؟ وبالنسبة إلى آيفون 11 برو، فلا شك في أن ميزة الكاميرا ذات العدسات الثلاث قد تكون عملا تقنيا مثير للإعجاب، حيث يتم توجد مجموعة متنوعة من العدسات لتوفير قدرة تصوير مرنة وعميقة بدقة عالية. ولكن هل أراد جوي إيف، الذي وضع تصميم الجهاز قبل أن يستقيل من شركة آبل، أن يصمم هاتفا ذكيا يبدو أنه يحتوي على رمز لقناع واق من الغازات؟ أم أراد شيئا شبيها بعيون العنكبوت المثيرة للذعر؟ بصرف النظر عما أراده جوي إيف من هذا التصميم، فإن العديد من مستخدمي الإنترنت ووسائل التواصل الاجتماعي قد انزعجوا من آيفون 11 برو الجديد، حيث عبر بعض الأشخاص عن حالة من الترايبوفوبيا أو الرهاب وقالوا إنهم لا يستطيعون شراء جهاز آيفون لأنه يثير قلقهم ومخاوفهم. وقال بعضهم إن شركة أبل لم تفكر في أن لدى بعض المستخدمين تجربة سيئة من الترايبوفوبيا عندما صنعت آيفون 11 برو، وقالوا إنهم لا يستطيعون شراءه لأنهم سيشعرون بالخوف في كل مرة ينظرون فيها إلى الجهاز. وقال آخرون إنه من الواضح أن هذا الآيفون الجديد سيؤدي إلى ظهور ترايبوفوبيا للأشخاص الذين لم يكونوا على علم بوجود هذا النوع من الرهاب. على أي حال، فإن التصميم يطرح سؤالا جادا، وهو “ما الذي كانوا يفكرون فيه عندما صمموا آيفون 11 برو؟” الغريب في الأمر أن هاتف آيفون 11 برو ليس الوحيد الذي يتضمن العديد من “الثقوب الصغيرة”، فهناك هاتف آخر مثل هاتف “نوكيا 9” المليء بالثقوب أو الفتحات.
مشاركة :