أكدت وزارة الداخلية السعودية، أمس، أن فرق الأمن الصناعي في شركة «أرامكو»، تمكنت من إخماد حريقين في معملين تابعين للشركة في محافظة بقيق وهجرة خريص «نتيجة استهدافهما من طائرات من دون طيار (درون)». وفي حين باشرت الجهات المختصة التحقيق في الهجوم الإرهابي بـ «الدرون»، نقل التلفزيون السعودي، عن مراسله، أن صادرات المملكة النفطية، «مستمرة».وأكد الناطق باسم وزارة الداخلية منصور التركي لـ«فرانس برس» عدم سقوط ضحايا، في وقت عززت السلطات الأمن في محيط الموقعين المستهدفين.وأشار مراسل «العربية»، من أمام معمل بقيق، إلى أن الحركة طبيعية في منطقة السوق حيث يقع المعمل في البقيق، مؤكداً أن الموقع المستهدف يبعد عن المناطق السكنية. وعن التغريدات التي انتشرت عبر مواقع التواصل حول الهجوم الإرهابي، قال المراسل إن بعض مقاطع الفيديو التي انتشرت سمع بها طلقات رصاص وأصوات أسلحة رشاشة، وهي بالفعل قد تم استخدامها لاستهداف الطائرات المسيرة. ويقع موقع بقيق على بعد 60 كلم نحو جنوب غربي الظهران، المقرّ الرئيسي للشركة، ويضمّ أكبر معمل تكرير نفط لـ«أرامكو»، وفق موقع الشركة الإلكتروني. أما موقع خريص، على بعد 250 كلم من الظهران، فهو ثاني أكبر حقل نفطي في العالم. ولاحقاً، نقلت قناة «المسيرة» التابعة للحوثيين انه تم تنفيذ «عملية هجومية واسعة بطائرات مسيّرة استهدفت مصفاتي بقيق وخريص التابعتين لشركة أرامكو». وكتب بدر العساكر، مدير المكتب الخاص لولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان، بوسم بقيق: «اللهم نستودعك وطننا وأهله، أمنه وأمانه، ليله ونهاره، أرضه وسماءه... ربّ اجعل هذا البلد آمنا مطمئناً وسائر بلاد المسلمين». وقال رئيس الهيئة العامة للترفيه، تركي آل الشيخ، في حسابه على «تويتر»: «حسابات مغرضة وكذب وإشاعات... الحمد الله أمن وأمان... البقيق بخير!». وفي الكويت، أعرب مصدر مسؤول في وزارة الخارجية، عن استنكار دولة الكويت الشديد للهجومين. وأوضح أن «دولة الكويت وفي الوقت الذي تدين فيه وبأشد العبارات الهجوم التخريبي الذي استهدف أمن واستقرار المملكة العربية السعودية الشقيقة وامدادات الطاقة العالمية لتؤكد مطالبتها المجتمع الدولي ببذل جهود مضاعفة للجم مثل هذه الاعتداءات ومنع تكرارها».وأكد «وقوف الكويت التام إلى جانب السعودية وتأييدها في كل ما من شأنه الحفاظ على أمنها وسلامة اراضيها».واختتم المصدر تصريحه، بالتضرع الى الله سبحانه وتعالى أن يحفظ المملكة وشعبها الشقيق من كل مكروه. واعتبرت وزارة الخارجية والتعاون الدولي الاماراتية، العمل «الارهابي والتخريبي دليلاً جديداً على سعي الجماعات الإرهابية الى تقويض الأمن والاستقرار في المنطقة». وأكدت في بيان، ان «أمن الامارات وأمن السعودية كل لا يتجزأ وان أي تهديد أو خطر يواجه المملكة تعتبره الدولة تهديدا لمنظومة الأمن والاستقرار في الامارات». وفي المنامة، شددت وزارة الخارجية على «موقف البحرين الثابت ووقوفها في صف واحد إلى جانب السعودية ضد الإرهاب بكل صوره وأشكاله وضد كل من يحاول المساس بأمنها أو يهدد استقرارها، ودعمها في ما تتخذه من إجراءات لحماية مؤسساتها والدفاع عن مصالحها، وتأييدها في ما تقوم به من دور محوري في مكافحة الإرهاب وتعزيز الأمن والاستقرار». وندد السفير الأميركي لدى السعودية جون أبي زيد، بالهجوم، معتبراً انه «تصرف غير مقبول». ونقل حساب السفارة على «تويتر» عن أبي زيد: «تدين الولايات المتحدة بشدة الهجمات التي نفذتها اليوم طائرات مسيرة على منشأتي نفط في محافظة بقيق وهجرة خريص. إن هذه الهجمات التي تستهدف البنية التحتية الحيوية والتي تعرض المدنيين للخطر تصرف غير مقبول، وستفضي عاجلاً أم آجلاً إلى فقدان أرواح بريئة». وقال اندرو موريسون، وزير الشؤون الخارجية البريطاني المسؤول عن الشرق الأوسط وشمال أفريقيا في تغريدة على «تويتر»، إن «على الحوثيين وقف تقويض أمن السعودية بتهديد المناطق المدنية والبنية التحتية التجارية». وأكدت مصر تضامنها مع المملكة العربية السعودية، ودعمها الإجراءات اللازمة للحفاظ على أمن واستقرار المملكة ضد محاولات استهدافها. ودان الأردن «العمل الإرهابي المدان»، الذي «يعد تصعيداً جديداً خطيراً يستهدف زعزعة الأمن والاستقرار في السعودية الشقيقة، ويزيد من التوتر». كما دانت الجامعة العربية، بأشد العبارات الهجوم الإرهابي. وأعرب المبعوث الخاص للأمين العام للأمم المتحدة إلى اليمن، مارتن غريفيث، عن قلقه.واعتبر في بيان، هذا التصعيد العسكري «مقلقاً للغاية». وتعد «أرامكو» أكبر شركة نفط في العالم، وقد أعلنت أخيراً أنها جنت أرباحاً خلال النصف الأول من العام الحالي بلغت 46.9 مليار دولار. في المقابل، قال شاهد من «رويترز» إن التحالف بقيادة السعودية شن، أمس، هجمات جوية على محافظة صعدة، وهي معقل للحوثيين، استهدف معسكراً للميليشيات شمال المدينة. وجدد نائب وزير الدفاع السعودي الأمير خالد بن سلمان، الجمعة، للرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي، دعم المملكة للحكومة اليمنية المعترف بها دولياً. وكتب على «تويتر»، أنه التقى الرئيس اليمني بتوجيهات من ولي العهد الأمير محمد بن سلمان، ونقل إليه «تحيات وتقدير قيادة المملكة لجهوده وحكمته».
مشاركة :