علاقات الإمارات وكوريا الجنوبية تزداد رسوخاً

  • 9/15/2019
  • 00:00
  • 2
  • 0
  • 0
news-picture

حوار: محمد علاء أكد كون يونج وو، سفير جمهورية كوريا الجنوبية لدى الإمارات، عمق العلاقة بين الإمارات وكوريا الجنوبية، والمستمرة، والمتنامية منذ بدء العلاقات الدبلوماسية عام 1980، مروراً بتوصل البلدين إلى إقامة الشراكة الاستراتيجية عام 2009، عبر عقد مشروع «براكة» لإنشاء محطة الطاقة النووية، وزيارة الرئيس مون جاي، للإمارات في مارس/ آذار 2018، وانتهاء بزيارة صاحب السموّ الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، ولي عهد أبوظبي، نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، إلى كوريا الجنوبية في فبراير/ شباط الماضي. وقال في أول حوار صحفي له خص به «الخليج»، إن حجم التبادل التجاري بين البلدين ارتفع إلى 13.9 مليار دولار. وتالياً نص الحوار: * كيف ترى العلاقات بين الإمارات وكوريا الجنوبية، خاصة في ما يتعلق بالشراكة الاستراتيجية الخاصة؟ - تستمر كوريا الجنوبية والإمارات في تطوير علاقات التعاون، منذ بدء العلاقات الدبلوماسية بين البلدين عام 1980، وتحديداً عندما توصل البلدان إلى إقامة الشراكة الاستراتيجية عام 2009، عبر عقد مشروع «براكة»، لإنشاء محطة الطاقة النووية في العام نفسه، حيث توسعت آفاق التعاون بين البلدين إلى مجالات أخرى، وأشير إلى أن قيادتي الإمارات وكوريا الجنوبية، اتفقتا على ترقية علاقاتهما إلى «شراكة استراتيجية خاصة». نتائج إيجابية * ما خطتك كسفير جديد لبلادك في الإمارات؟ وما الملفات التي ستركز عليها؟ - حققت الدولتان نتائج إيجابية، خاصة بعد تعييني سفيراً بشهرين، من أهمها إطلاق سراح مواطن كوري جنوبي، كان محتجزاً في ليبيا العام الماضي، بمساعدة جدية من دولة الإمارات، لهذا فإن الشعب، والحكومة الكورية الجنوبية ممتنان للغاية لدولة الإمارات التي ساعدتنا في لحظة صعبة كهذه. وفي مجال الطاقة، بدأ إنتاج النفط الخام تجارياً من حقل «حليبة» في دولة الإمارات، في يوليو/‏‏‏‏ تموز، بالتعاون مع الشركات الكورية الجنوبية والإماراتية، التي عملت معاً منذ بدء الاستكشاف، على التطوير والإنتاج.وفي الرعاية الصحية، تم تجديد عقد مستشفى جامعة سيؤول الوطنية لإدارة مستشفى الشيخ خليفة التخصصي في رأس الخيمة، لمدة 5 سنوات، ونذكِّر بأنه يديره منذ عام 2014. وفي الزراعة، تعمل الدولتان على تعزيز التعاون، كإنشاء المزرعة الذكية للتنمية الزراعية في الإمارات. وأعتزم توسيع نطاق التعاون، في العلوم المتقدمة والتكنولوجيا، والزراعة، والصحة، والتعليم، كما أرغب في تحسين التعاون القائم في البناء والطاقة النووية. التبادل التجاري * إلى أي مدى وصلت العلاقات الاقتصادية وحجم التبادل التجاري بين البلدين؟ - أنشئ نظام التشاور السنوي بين البلدين، حيث يعقدان اجتماعات اللجنة الاقتصادية المشتركة على مستوى وزاري، واجتماعات مراجعة على مستوى وكلاء وزارة الخارجية، وأعتقد أننا نمتلك بين الإمارات وكوريا الجنوبية، الإطار التأسيسي لتوسيع نطاق التعاون في المستقبل، مع إطلاق عدد من المشاورات الرفيعة، في الطاقة النووية، وتكنولوجيا المعلومات والاتصالات، والزراعة وغيرها.أما بالنسبة إلى حجم التبادل التجاري، فقد بلغ نحو 13.9 مليار دولار، والإمارات هي الشريك التجاري، وهي الرقم عشرون على لائحة الدول الكبرى في الشراكة التجارية. الإقامة والسياحة * كم عدد الكوريين الجنوبيين المقيمين في الإمارات؟ وماذا بشأن السياحة؟ _ يقيم نحو 13 ألف كوري جنوبي في الإمارات، يعيش 6500 منهم في أبوظبي، ويعمل 2055 منهم في موقع مشروع محطة «براكة» للطاقة النووية، الذي أعدّه رمزاً للتعاون بين البلدين. ويزور 200 ألف كوري جنوبي الإمارات سنوياً، وفي المقابل زار 11427 إماراتياً، كوريا عام 2018، بزيادة 4% على العام السابق. وزار 4997 إماراتياً كوريا، بين يناير/‏‏‏‏ كانون الثاني، ومايو/‏‏‏‏ أيار عام 2019، بزيادة 16% مقارنة بالمدة نفسها عام 2018. التعاون الصحي * يزور الكثير من مواطني الإمارات بلادكم للعلاج، ما الوضع الحالي للعلاج والسياحة الطبية هناك؟ - يعدّ القطاع الصحي واحداً من مجالات التعاون المستقبلي بين البلدين، ففي عام 2018، زار كوريا الجنوبية أكثر من 3500 مريض إماراتي للعلاج، ما يمثل نصف المرضى القادمين من الشرق الأوسط، وعلى وجه الخصوص، يرسل نحو 1000 منهم للعلاج على نفقة الدولة. * هل هناك خطط تعاون حالية أو مستقبلية في الأقمار الصناعية؟ - شاركت شركة الأقمار الصناعية الكورية الجنوبية في مشروع تطوير الأقمار الصناعية في الإمارات، وأسهمت في الإطلاق الناجح للأقمار الصناعية «دبي سات 1-2» و«خليفة سات». الطاقة النووية * كيف ترى مشروع «براكة» للطاقة النووية؟ وهل من تعاون مستقبلي؟ - يعد بناء محطة «براكة» للطاقة النووية مشروعاً مهماً جداً، لتطوير استراتيجية الطاقة والتكنولوجيا الصناعية في الإمارات، وهذا المشروع يعكس الرؤية الحكيمة والقرار الجريء الذي اتخذته القيادة الإماراتية، لذا أصبح التعاون في الطاقة النووية، فرصة لتطوير العلاقات بين البلدين، إلى شراكة لمدة 100 عام، وبناءً على هذا التعاون، نشهد تنامي هذه العلاقات في جوانب مختلفة، مثل الدفاع، والتعليم، والثقافة، والصناعة وغيرها. الآن وقد تقدمت أعمال البناء بسلاسة، فقد حان الوقت للتحضير لتشغيل المفاعل الأول، فلن تدخر الحكومة الكورية أي دعم لإنجاح المشروع. * كيف نجحتم في التنمية الاقتصادية بمدة قصيرة؟ - أعتقد أن السبب وراء نجاح التجربة التي يطلق عليها «معجزة نهر هان»، هو إرادة الشعب التي لا تقهر، وقيادة الحكومة، خاصة بعد التغلب على الأوضاع الصعبة التي خرّبت البلاد بعد الحرب الكورية، في البداية وسعت الحكومة الصادرات، عبر الصناعات الخفيفة، مثل الأحذية والملابس والحقائب، وعملت على تطوير الصناعات الثقيلة، خلال السبعينات، مثل الصلب والبتروكيماويات والآلات، وفقاً لاستراتيجية التنمية الوطنية «خطة التنمية الاقتصادية لمدة خمس سنوات». والآن أصبحت المصدر الرئيسي لأشباه الموصلات والهواتف الذكية والسيارات (المرتبة السادسة عالمياً في الصادرات عام 2018) عبر الجمع بين «استراتيجية الحكومة الموجهة نحو التصدير الموجهة نحو الخارج»، و«ريادة الأعمال المبتكرة». وكان الاستثمار في التعليم وتطوير العلوم والتكنولوجيا القوة الدافعة للنمو الاقتصادي.

مشاركة :