أكد وزير الخارجية الفلسطيني رياض المالكي أن بلاده تثمن الدور السعودي الكبير لدعم القضية الفلسطينية، بقيادة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز وولي عهده الأمير محمد بن سلمان. وقال إن القضية الفلسطينية «ستبقى محمية بالدعم السعودي لها»، مشيراً إلى أن دعوة السعودية لعقد اجتماع طارئ اليوم الأحد في جدة لبحث تداعيات تصريح رئيس الوزراء الإسرائيلي حول ضم أجزاء من الضفة الغربية، تعتبر دليلاً على استمرار الدعم العربي والإسلامي، بقيادة السعودية، للشعب الفلسطيني وقضيته العادلة.وقال المالكي في حوار مع «الشرق الأوسط» عبر الهاتف إن اجتماع جدة سيوجه رسالة قوية لدولة الاحتلال وللعالم أجمع، وأن هناك تشاوراً وتنسيقاً كبيرين بين الحكومة الفلسطينية والسعودية لاتخاذ خطوات أخرى مستقبلية، مؤكداً سعي فلسطين للذهاب إلى الأمم المتحدة وغيرها من المنظمات بهدف الخروج بقرارات تدين إسرائيل على خطواتها المستفزة. ورفض وزير الخارجية الفلسطيني الانتقادات والتصريحات التي تصدر ضد المملكة العربية السعودية وعن تراجعها لدعم القضية الفلسطينية، قائلاً «بالنسبة لنا لم نشعر بأي تغيير في موقف المملكة، بل هناك اهتمام أكبر، وصدور البيان الملكي السعودي أخرس كل الأصوات الشاذة».نص الحوار:> في البداية، كيف ترون الدعوة السعودية لعقد الاجتماع الطارئ في جدة لبحث تداعيات تصريحات رئيس الوزراء الإسرائيلي الأخيرة؟- نحن في فلسطين نقدم شكرنا لخادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز على هذه اللفتة الإسلامية القومية العربية المسؤولة لبحث هذه التصريحات اللامسؤولة والمستفزة لرئيس الوزراء الإسرائيلي، والقيادة الفلسطينية ترحب بهذه الدعوة وتعتبرها خطوة مهمة تعكس المسؤولية الكبيرة والاهتمام الذي توليه المملكة العربية السعودية وقيادتها الحكيمة المتمثلة في خادم الحرمين الشريفين وولي العهد الأمير محمد بن سلمان، في متابعة القضية الفلسطينية وتحملها كقضية قومية وتاريخية للعرب والمسلمين.والحقيقة أن البيان السعودي لم يكن مفاجئاً لنا، وهو أن تقدم المملكة على هذا الطلب في هذه المرحلة الخطيرة وبهذه السرعة لكي يتم تدارك الوضع الحاصل. والمملكة أظهرت من خلال موقفها هذا مسؤوليتها التاريخية للقضية الفلسطينية وليس باسمها فقط، وإنما باسم العرب والدول الإسلامية مجتمعة، ونحن نقدم شكرنا للمملكة العربية السعودية على هذا الدور الكبير.> ما هي القرارات المتوقعة التي سيخرج بها الاجتماع الطارئ؟- أولاً وقبل الإجابة، أحب أن أؤكد بأن الرئيس (الفلسطيني) محمود عباس يثمن هذه المبادرة السعودية تجاه فلسطين ونحن ممتنون للمملكة على ذلك، وأكدنا دوماً أننا نشعر بالفخر والامتنان لما تفعله السعودية دوماً تجاه قضية فلسطين. والمملكة تاريخياً وقفت وستستمر بالوقوف مع الشعب الفلسطيني في نضاله من أجل حريته واستقلاله وتقرير مصيره، والمملكة لم تتأخر يوماً على الإطلاق عن أي مناسبة إلا وتعبر عن تضامنها الأخوي مع فلسطين وشعبها.ونحن نشعر دوماً بأن قضية فلسطين ستبقى محمية بالموقف الوطني الشجاع لخادم الحرمين وولي العهد وهذا مهم جداً بالنسبة لنا، والملك سلمان أكد في المحادثة الهاتفية مع الرئيس عباس استمرار الدعم السعودي والوقوف الدائم مع القضية الفلسطينية، ورفض المملكة الكامل للتصريحات الصادرة عن رئيس وزراء الاحتلال، وسيستمر الموقف حتى يحصل الشعب الفلسطيني على حقوقه كاملة وإنهاء احتلاله. والقيادة الفلسطينية مستمرة في التنسيق مع المملكة العربية السعودية ليس فقط داخل إطار منظمة التعاون الإسلامي وإنما على مستوى الجامعة العربية ومع ممثلية المملكة في الأمم المتحدة أو جنيف. وهذا الدعم السعودي يساندنا في الوقوف ضد المخططات التي ينفذها الاحتلال، وبالتالي معروف بأن موقف السعودية ليس منحازاً بالكامل مع القضية الفلسطينية وعدالتها وإنما هو موقف يجلب معه العديد من الدول للوقوف في صف القضية، والتي ترى هذه الدول في موقف السعودية الموقف الصحيح والمهم.وبالنسبة للاجتماع فنحن سعداء بعقده، وسنعمل مع مندوبية السعودية من أجل إنجاحه والخروج بقرارات تعكس حال القضية الفلسطينية، والرسالة المهمة التي يجب أن تخرج من جدة بقوة للاحتلال والمجتمع الدولي، هي الوقوف الكامل من قبل الدول الإسلامية مع فلسطين حتى تراجع دولة الاحتلال موقفها الذي يلغي عملية السلام بأكملها ويقضي على كل الفرص الموجودة للمفاوضات، وسوف نوجد في جدة بكل إمكاناتنا وسننسق بشكل كامل مع الجميع، وأيضاً سنستعد للتنسيق من أجل اجتماعات الأمم المتحدة في نيويورك وبالاجتماعات المختلفة سواء كانت على مستوى الجامعة العربية أو منظمة التعاون الإسلامي، ونحن مع أي جهد ينجح في تحقيق تطلعات الشعب الفلسطيني في رفضه لدولة الاحتلال وقيام دولته المشروعة.> ما تعليقكم على الانتقادات والتقارير التي توجه ضد المملكة بشأن مواقفها تجاه القضية الفلسطينية؟- أولاً البيان الصادر من الديوان الملكي السعودي أخيراً، كان رسالة واضحة للجميع وتأكيداً كبيراً على الموقف السعودي التاريخي مع الشعب الفلسطيني. وصدور هذا البيان كان انعكاساً لاهتمام خادم الحرمين الشريفين بالقضية الفلسطينية.ونحن نرى أن هذا الموقف السريع والقوي أخرس كل الأصوات الشاذة التي كانت تصدر من داخل فلسطين أو حتى على المستوى العربي. فالبيان السعودي أسهم في إصدار بيانات إسلامية سريعة من دول عدة تم إصدارها تباعاً للبيان السعودي، ونحن لا ننظر للأصوات الشاذة التي تخرج، بل لدينا القناعة التامة بالمواقف السعودية تجاه فلسطين ولم نشعر في أي لحظة على الإطلاق بأي تغيير في موقف المملكة تجاه فلسطين، بل نشعر أنه طالماً هناك خادم الحرمين وسمو ولي عهده، فإن القضية الفلسطينية بخير وستبقى محمية كل الحماية بهذا الدعم السعودي، والمملكة لم تدخر جهداً إلا وتقدمه للقضية الفلسطينية. والانتقادات المعيبة التي تصدر ضد السعودية نأسف لها فالقيادة السعودية تاريخية ومواقفها مشهودة.> ماهي الإجراءات الفلسطينية المتوقعة بعد اجتماع جدة؟- هناك اجتماعات على مستوى كبار الموظفين ستسبق الاجتماع الوزاري، وهناك مسودة تم تحضيرها من قبل المملكة العربية السعودية ونحن سنتشاور مع السعودية وأمانة منظمة التعاون الإسلامي لصدور بيان قوي يعكس خطورة الوضع الحاصل ويعكس موقف شعوب الدول العربية والإسلامية ووقوفها مع فلسطين. وبالنسبة لنا، فإن أي خطوات سنقدم عليها ستكون بتنسيق وتشاور مع الدول الإسلامية، وبكل تأكيد نحن نفكر في التوجه لمجلس الأمن من أجل إصدار بيان حول هذا الموضوع يدين إسرائيل، مع إدراكنا بأننا قد لا ننجح فيه بسبب الولايات المتحدة الأميركية التي قد تستخدم حق الفيتو للتغطية على إسرائيل وجرائمها، مما يجعلنا نضطر للذهاب للجمعيات الحقوقية، ومنها «متحدون من أجل السلام» لإصدار بيان يدين إسرائيل أو حتى يفرض عقوبات عليها أو تعليق عضويتها في الأمم المتحدة. وهذه ليست سابقة، إذ سبقها تعليق عضوية جنوب أفريقيا، وقد نتوجه إلى محكمة العدل الدولية والذهاب للمحاكم في الدول الأوروبية، وهناك العديد من الاتجاهات التي نبحثها حالياً، وسنحدد ما هي الأولويات ولن نتحرك إلا بالتنسيق مع المملكة العربية السعودية والدول الإسلامية.> كيف ترون تصريحات نتنياهو الأخيرة وتأكيده الاستعداد لشن حرب في قطاع غزة؟- هذا الموضوع أثاره نتنياهو في السنوات الماضية كثيراً، خاصة في 2009 عندما قال وقتها «نحضّر لذلك»، ونحن شاهدنا منذ 2007 حتى الآن هناك ثلاث حروب مختلفة وإسرائيل لن تتوانى في اتخاذ أي خطوة من هذا القبيل، والتي تسهم وتعزز من حظوظ الأحزاب الحاكمة في إسرائيل، ونحن الآن على مشارف الانتخابات، وأعتقد أن شن أي عملية عسكرية يتخذها نتنياهو ستفقده الحظ في الانتخابات وتؤثر عليه سلباً.
مشاركة :