قالت المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل أمس إن حكومتها تراهن على الابتكار وتعتزم تسعير الانبعاثات الكربونية الضارة بالبيئة، مضيفة "أنه عندما يكون للشيء سعر، وفقا لاقتصاد السوق، فإن ذلك سيحفز على خفض انبعاثات ثاني أكسيد الكربون". ودعت ميركل إلى تفهم القرارات المرتقبة للائتلاف الحكومي، التي تهدف إلى تحقيق حماية أفضل للمناخ. وبحسب "الألمانية"، ذكرت ميركل أمس في رسالتها الأسبوعية المتلفزة عبر الإنترنت "تمثل حماية المناخ تحديا للبشرية. لمواجهة هذا التحدي، نحتاج إلى بذل جهود حثيثة حقيقية. بالطبع حماية المناخ تتكلف أموالا، وهذا أمر لا نحتاج إلى المراوغة فيه"، معربة في المقابل عن قناعتها بأن هذه التكلفة ستكون أكبر بكثير إذا لم يتم فعل شيء تجاه تغير المناخ. وأشارت ميركل إلى أن الحكومة ستتخذ يوم الجمعة المقبل قرارت ضرورية للغاية لحماية المناخ، للإيفاء بالالتزامات الدولية، مضيفة أنه من المقرر على الجانب الآخر التصرف بعقلانية على المستوى الاقتصادي، حيث "يتعين علينا الإيفاء بالالتزامات الاجتماعية، حتى يتمكن كل الناس من المشاركة في حماية المناخ". وذكرت ميركل أن الأعاصير وموجات الحر والفيضانات زادت بمقدار ثلاث مرات في ألمانيا خلال الـ50 عاما الماضية، مضيفة أن ألمانيا، بصفتها دولة صناعية، تنتج كثيرا من غاز ثاني أكسيد الكربون، وبالتالي تسهم في احترار الأرض، مشيرة إلى أن بلادها أنتجت خلال عام 2018 ضعف الانبعاثات، التي تم إنتاجها في المتوسط العالمي. وترى المستشارة الألمانية أنه يتعين على بلادها إحراز نجاحات أيضا في مجال زيادة الاعتماد على الطاقة المتجددة. وتسعى الحكومة الألمانية إلى الاعتماد على الطاقة المتجددة في إنتاج 65 في المائة من الكهرباء بحلول عام 2030. وتشدد ميركل على ضرورة الإسراع في توسيع شبكات الطاقة المتجددة وزيادة تقبل إنشاء مزارع الرياح في المناطق الريفية. وتتزامن تصريحات ميركل، مع تأكيد الرئيس الألماني فرانك فالتر شتاينماير أمس بأن بلاده تسعى للاضطلاع بدور ريادي على مستوى العالم في حماية المناخ. وصرح شتاينماير لمجلة "دير شبيجل" الألمانية "يتعين علينا، كجمهورية ألمانيا الاتحادية، أن يكون لدينا طموح للحفاظ على السمعة الجيدة، التي حققناها في سياسة المناخ.. كنا على مدار أعوام طويلة روادا في قضايا حماية المناخ والطاقة المتجددة، بينما هناك دول أخرى لحقت بالركب، بل وتقدمت علينا اليوم". وأضاف شتاينماير أن "النشاط المنذر لتغير المناخ لن يدع لنا خيارا"، مشيرا إلى أنه "يتعين علينا التصرف على نحو أسرع وأكثر حسما"، معتبرا أن التحدي ليس فقط متعلقا بسياسة المناخ. وتابع الرئيس الألماني "نحتاج إلى سياسة مناخ واسعة النطاق، واقتصاد ابتكاري، وعيون وآذان مفتوحة لمخاوف الناس المتضررين من هذه التغيرات". إلى ذلك، قدر منظمو المسيرة الاحتجاجية المطالبة بتحول سريع نحو نقل صديق للبيئة في ساحة معرض فرانكفورت الدولي للسيارات، عدد المشاركين بنحو 25 ألف شخص، توزعوا بين 18 ألف راكب دراجة وسبعة آلاف من المشاة، وتم إغلاق طريقين سريعين بشكل مؤقت لتخصيصهما للمتظاهرين راكبي الدراجات. وانضمت مجموعات معنية بحماية البيئة والمناخ إلى تحالف باسم "انزلوا من مركباتكم"، ويتهم التحالف قطاع السيارات بعدم بذل ما يكفي من الجهود من أجل التحول لاستخدام السيارات الكهربائية الخالية من العوادم، والاستمرار في الاعتماد على السيارات الرياضية رباعية الدفع المضرة بالمناخ.
مشاركة :