عالم أزهري: نحتاج لمؤتمرات تناقش أفكار الجماعات المتطرفة

  • 9/15/2019
  • 00:00
  • 4
  • 0
  • 0
news-picture

قال الدكتور محمد مأمون ليلة، مدرس الحديث وعلومه بجامعة الأزهر الشريف، إن فكرة مؤتمر "فقه بناء الدول" الذي تقوم عليه وزارة الأوقاف المصرية فكرة جيدة، وهذه المشاركة الواسعة والجولات السياحية التي تعقبه من الأمور الجديدة الطيبة التي تحسب للوزارة، بغضّ النظر عن الأساس الذي تم عليه اختيار المشاركين من أساتذة الجامعات والأئمة والإعلاميين والمفكرين، والذي لا نعلم معياره.وتابع ليلة، في تصريحات على هامش المؤتمر الدولي "فقه بناء الدول.. رؤية فقهية معاصرة" والذي تنظمه وزارة الأوقاف على مدى يومي الأحد والاثنين، يتناول المؤتمر محاور مهمة مثل تعريف الدولة وأركانها وطبيعتها بين الماضي والحاضر، وهذا ليس بالمحور الشاق، فقد فُطر الناس على تمييز حدود لبلادهم، والدفاع عنها بكل غالٍ ونفيس؛ لأنها ترتبط بقيم في الإنسان: كالشموخ، والعزة، والأنفة من الذل، والسيطرة على ما ليس بحق، والدفاع عن المال والعرض والمـِلك، وما اعتاده الناس والمجتمع الدولي واتفقوا على كونه دولة فهو كذلك، يُصان ويحفظ ويرد عنه بالدم والروح، ويُرجى لمن قُتل دونه الشهادة،ومع ذلك فهو محور نظري مهم.وأوضح في تصريحات خاصة لـ"البوابة نيوز": أن تناول المؤتمر للأحكام الفقهية الخاصة بالمواطنة ما بين الفقه الإسلامي وفقه المواطنة الإقليمية والعالمية، وهذا محور مهم، فكل إنسان يعيش في حدود دولته هو جزء منها، له كل الحقوق وعليه كل الواجبات، مع وضع اعتبارات خاصة للأمور الدينية، والاجتماعية، وغيرهما، لبعض الطوائف، وهذه المواطنة لا تخالف الإسلام؛ لأن كل مكان وزمان لهما أدبهما وقوانينهما التي ينبغي التعامل به معهما بل وحتى مع الجماد والحيوان، وهذه مهمة البشر الإصلاحية في الحياة، وما اتفق عليه مجموع الناس من آداب وأمور يتعايشون بها لاتخالف الشرع يجب الوفاء بها، وإلا لعم الفساد وانتشرت الفوضى وتهدمت المجتمعات، ولا يفرق بين إنسان وإنسان على أساس ديني وغيره وبدون سبب، اللهم إلا إذا حاد إنسان ما أو طائفة ما عن مجموع أفكار مواطني دولتهم، وتعاملوا مع دولة أخرى ضد مصالح دولتهم؛ فحينئذ يعاملون بكل حزم وقوة لردهم إلى الصواب بالقانون حفاظا على وحدة المجتمع، مع وضع كل شيء في موضعه، ولا يجرمنكم شنئان قوم على ألا تعدلوا.وتابع: أما محور اختيار الحاكم في الإسلام، وموقف الإسلام من نظم الحكم الحديثة والمعاصرة، فهو مهم كذلك، وهذا أمر تركه الإسلام لما يتفق عليه الناس، وبما يحقق الأمن والعدل وإقامة الدين والدنيا، لأنه عقد بينهم وبين من يحكمهم، وقدتختلف الظروف فيختلف معيار الاختيار، ولاحرج في الاستفادة من نظم الحكم المعاصرة العالمية. وشدد على أن التفات المؤتمر إلى الحديث عن فقه الجماعات، وخطاب القطيعة المدعو إليه من الجماعات المتطرفة والآثار السلبية له، فهذا أمر في غاية الأهمية، وعلى أساس ذلك ستصدر وثيقة للمواطنة المتكاملة، وليت وزارة الأوقاف تعقد مؤتمرًا عالميًا كهذا بالتعاون مع مشيخة الأزهر الشريف لمناقشة فكر كل جماعة معاصرة لها تأثير كبير، بحيث تقدم للمسلمين مخالفاتها وخطرها على الأمة، وتخرج بعدها وثيقة موقعة من هذا العدد الكبير من العلماء للتحذير منها بناء على هذه الأدلة والدراسات، وهذا أقوى وأفضل من الدوران حول الموضوع دون الولوج في أصله.وأعرب المدرس المساعد بالأزهر عن أمنيته ألا تنفرد الأوقاف عن المشيخة وغيرها من المؤسسات الدينية بهذه المؤتمرات العالمية، فيد الله تعالى مع الجماعة، ووحدة الجهود مطلوبة.

مشاركة :