يرى خبراء البيئة أن تحسن الوضع الاقتصادي في ماليزيا زاد أعباء التلوث حيث يصل عدد الإطارات المستهلكة فيها سنويا نحو مائة ألف إطار. وقد بذلت جهود كبيرة في ماليزيا لترميم الإطارات وإعادة تصنيعها، ويذكر ستيف أوو بداية مشروعه في تدوير عجلات السيارات قبل نحو عشرين عاما، عندما اقترح عليه أحد أصدقائه إقامة مصنع لتدوير النفايات. واستغرقت دارسة المشروع خمس سنوات زار خلالها عدة دول أوروبية للاطلاع على صناعة التدوير، بعدها بدأت رحلة عائلة أوو لتحويل نفايات الإطارات إلى استثمار ناجح وحماية البيئة من خطر محقق. ويقوم مصنع أكتين اليوم في ولاية نِغري سيمبليمان الماليزية على ترميم وإعادة كساء أكثر من ثلاثة آلاف إطار شهريا بمادة المطاط، أما المستنفد منها فيتم تفكيكه لإعادة استخدامه بطرق مختلفة. وقد شكك بعض الخبراء في أمن وسلامة العجلات المرممة، لكن الخبيرة في مجال ترميم إطارات السيارات آلان لي تؤكد للجزيرة نت أن كثيرا من العيوب تم تفاديها خلال رحلة طويلة من إعادة تدوير عجلات السيارات، إضافة إلى رقابة ذاتية وحكومية صارمتين على جودة المنتج، والتحقق من الكفاءة بإخضاع كل إطار تتم معالجته لاختبار المقاييس والمعايير في أجهزة اختبار متقدمة قبل دخوله إلى السوق. وفي رأي الخبير في صناعة المطاط غوبي سيغر فإن التحدي اليوم يكمن في تطوير تقنية تقوم على أساس الاستفادة بشكل كامل من الكاوتشوك المستنفد دون مخلفات، وقد أمكن تحقيق ذلك في ماليزيا حيث تم تطوير تقنية هندسة تطبيقية تقوم على أساس تفكيك عجلات السيارات إلى مكوناتها الأساسية، ومن ثم صناعة إطارات جديدة لا تقل كفاءة عن سابقاتها ودون الحاجة إلى مطاط أو مواد خام جديدة، وتتم الاستفادة بشكل كامل من الكاوتشوك المستنفد دون مخلفات تلوث بيئي. ويضيف سيغر في حديثه للجزيرة نت نحن بحاجة إلى حل متكامل يمكن خلاله استيعاب كل هذا الحجم من الإطارات وتحويله إلى قيمة مضافة ومواد خام بكلفة فعالة لا تحدث تلوثا جديدا ودون استهلاك أكبر للطاقة. ثورة اقتصادية ويقول أوو للجزيرة نت إنه بمساعدة فريق من المهندسين تمكن من تطوير ماكنات صغيرة تناسب السوق وقدرات شركته وقد تم تسويقها في ماليزيا وخارجها ويأمل أن يتمكن من مواصلة الجهود لإقامة مصانع وماكنات بقدرات أكبر يمكنها التغلب على المشكلة البيئية التي تسببها الإطارات المستنفدة. أما استيعاب جميع الإطارات المستهلكة سواء بترميمها أو بإعادة صناعتها كليا فهذا هدف ما زال بعيد المنال، حيث يقدر سيغر كمية إنتاج المطاط من الإطارات المستهلكة بنحو 600 طن سنويا. ويرى أنها بداية تشكل نقلة نوعية في عملية تدوير الإطارات، فالعالم لم يعرف حتى الآن سوى استخدام الإطارات المستهلكة في استخدامات ثانوية، أما أن تعاد العجلات إلى المواد الخام الأساسية فمن شأنه ذلك أن يحدث انفراجا بيئيا كبيرا وثورة اقتصادية رفيقة بالبيئة. ويقدر عدد إطارات السيارات التي يتم استهلاكها في العالم سنويا بأكثر من مليار إطار يتم التخلص من 60% منها إما بالحرق لتوليد الطاقة في المصانع وغيرها أو بالدفن والإلقاء في البحر، وكل هذه الوسائل تزيد من المشاكل والأضرار التي تلحق بالبيئة.
مشاركة :