قال الدكتور علي جمعة، مفتي الجمهورية السابق، إن معنى وصف النبي محمد صلى الله عليه وسلم بصخرة الكونين أن الجن والإنس والملائكة والملأ الأعلى إذا استندوا واعتمدوا على رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، لكفاهم، فهو صخرة العالم المشاهد وصخرة عالم الغيب، فهو صخرة الكونين.وأضاف «جمعة» في إجابته عن سؤال: «ما معنى وصف النبي -صلى الله عليه وسلم- بـ «صخرة الكونين»؟، أن معنى ذلك أن شأنه -صلى الله عليه وسلم-، ليس بسيطًا، وأنه لو تجمع عليه الخلق أجمعون بما فيهم الملء الأعلى من الملائكة ونحوه اعتمادًا عليه واستنادًا عليه لكفاهم.وأوضح أن هذا المعنى مأخوذ من حديث الشفاعة" الذي ورد في صحيح البخاري، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِي اللَّه عَنْه أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ : «أَنَا سَيِّدُ النَّاسِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ ، وَهَلْ تَدْرُونَ مِمَّ ذَلِكَ ؟ يَجْمَعُ اللَّهُ النَّاسَ الأَوَّلِينَ وَالآخِرِينَ فِي صَعِيدٍ وَاحِدٍ يُسْمِعُهُمُ الدَّاعِي ، وَيَنْفُذُهُمُ الْبَصَرُ ، وَتَدْنُو الشَّمْسُ فَيَبْلُغُ النَّاسَ مِنَ الْغَمِّ وَالْكَرْبِ مَا لا يُطِيقُونَ وَلا يَحْتَمِلُونَ ، فَيَقُولُ النَّاسُ : أَلا تَرَوْنَ مَا قَدْ بَلَغَكُمْ أَلا تَنْظُرُونَ مَنْ يَشْفَعُ لَكُمْ إِلَى رَبِّكُمْ ؟ فَيَقُولُ بَعْضُ النَّاسِ لِبَعْضٍ : عَلَيْكُمْ بِآدَمَ فَيَأْتُونَ آدَمَ عَلَيْهِ السَّلام ... ثم ذكر الحديث إلى قوله : فَأَنْطَلِقُ فَآتِي تَحْتَ الْعَرْشِ فَأَقَعُ سَاجِدًا لِرَبِّي عَزَّ وَجَلَّ ثُمَّ يَفْتَحُ اللَّهُ عَلَيَّ مِنْ مَحَامِدِهِ وَحُسْنِ الثَّنَاءِ عَلَيْهِ شَيْئًا لَمْ يَفْتَحْهُ عَلَى أَحَدٍ قَبْلِي ثُمَّ يُقَالُ يَا مُحَمَّدُ ارْفَعْ رَأْسَكَ سَلْ تُعْطَهْ وَاشْفَعْ تُشَفَّعْ فَأَرْفَعُ رَأْسِي فَأَقُولُ أُمَّتِي يَا رَبِّ أُمَّتِي يَا رَبِّ أُمَّتِي يَا رَبِّ فَيُقَالُ يَا مُحَمَّدُ أَدْخِلْ مِنْ أُمَّتِكَ مَنْ لا حِسَابَ عَلَيْهِمْ مِنَ الْبَابِ الأَيْمَنِ مِنْ أَبْوَابِ الْجَنَّةِ وَهُمْ شُرَكَاءُ النَّاسِ فِيمَا سِوَى ذَلِكَ مِنَ الأَبْوَابِ ثُمَّ قَالَ وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ إِنَّ مَا بَيْنَ الْمِصْرَاعَيْنِ مِنْ مَصَارِيعِ الْجَنَّةِ كَمَا بَيْنَ مَكَّةَ وَحِمْيَرَ أَوْ كَمَا بَيْنَ مَكَّةَ وَبُصْرَى» رواه البخاري 4712.وتابع: أن وصف النبي بصخرة الكونين يعني أن شريعته وسنته وهدايته تكفي جميع الخلائق في الكونين عالم الجن وعالم الإنس، منوهًا بأن النبي صلى الله عليه وسلم أرسل إلى الكونين الجن والإنس، لافتًا إلى أن الجن أيضًا يهتدي بسنة النبي وشريعته ويستند إليها وليس الجن فقط بل الملائكة أيضا تسترشد بمنهجه صلى الله عليه وسلم.
مشاركة :